طباعة هذه الصفحة

زرواطي من تيزي وزو:

تنسيــق الجهود لإنجاح خطـــة التنميـــة المستدامـة

تيزي وزو: ز. كمال

 تهديد بشن «حرب» على التجاوزات وفرض غرامات على المخالفين

  دعت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي من تيزي وزو، كافة الفاعلين في الميدان «إلى تنسيق الجهود وتشجيع المبادرات والمقترحات الهادفة إلى ترقية وتثمين القطاع في الجانب الاقتصادي»، معتبرة «أن الوقت قد حان لتجسيد هذه الأفكار وتجميع الآراء لأن البيئة بحاجة اليوم إلى أفعال وليس إلى خطب من اجل إنجاح خطة الحكومة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مطلع سنة 2030.
شددت وزيرة البيئة خلال وقوفها على مشاريع القطاع على ضرورة التنسيق والتعاون بين الجمعيات الناشطة في المجال والسلطات المحلية تماشيا مع سياسة الحكومة في هذا الشأن، حيث اعترفت في مستهل حديثها عن واقع قطاع البيئة بالجزائر «أن هناك مجهودات كبيرة تبذل في الميدان خاصة من طرف فعاليات المجتمع المدني التي بادرت إلى إنشاء مؤسسات مصغرة في الرسكلة ومعالجة النفايات، لكنها تبقى مبادرات معزولة تفتقد إلى التصورات المستقبلية والعمل الجماعي المشترك وهو ما يتطلب انخراط جميع الشركاء لإعطاء دفع اقتصادي قوي لقطاع البيئة وتثمين كافة القدرات..
لدى تقييمها لأهداف الزيارة التي قادتها إلى ولاية تيزي وزو، أكدت فاطمة الزهراء زرواطي «أن الزيارة تدخل في إطار متابعة خطة العمل التي سطرتها وزارة البيئة والطاقات المتجددة فيما يخص ملف البيئة بهذه الولاية وباقي ولايات الوطن وتتعلق بالخصوص بإشكالية معالجة ورسكلة النفايات المنزلية والصلبة وتثمينها اقتصاديا وطرق التجميع والانتقاء، وعليه كان مركز الردم التقني بواد فالي في صلب برنامج الزيارة من أجل الوقوف على واقع هذه المؤسسة التي تعمل فوق طاقتها في ظل نقص مراكز المعالجة والمؤسسات المتخصصة في الرسكلة وهي من الملاحظات والنقائص التي يجب معالجتها..
كما أشارت الوزيرة إلى أهمية ودور المؤسسات الاقتصادية في التجاوب مع هذه الاستراتيجية والمساهمة في إيجاد حلول لطريقة معالجة النفايات واستغلالها اقتصاديا بدلا من التجميع والحرق بكل من ما يمثله ذلك من أخطار ايكولوجية وصحية، وقد كان للوفد الوزاري وقفة بوحدة الإنتاج التابعة للشركة الوطنية للصناعات الكهرومنزلية بوادي عيسي، حيث تفقدت الوزيرة ورشة التركيب مع الاطلاع على مخطط المؤسسة في مجال حماية البيئة والتحول التدريجي نحو الطاقات المتجددة بإنتاج أول ثلاجة تشتغل بهذه الطاقة وهنا دعت وزيرة البيئة القائمين على المؤسسة «إلى أهمية تقديم خطة متكاملة ودراسة معمقة لمعالجة موضوع النفايات والتفكير عبر حلقة دائرية متكاملة بين جميع الفاعلين لدعم القطاع والتخلص من ظاهرة النفايات المخزنة التي قد تشكل خطرا على الجانب الايكولوجي والصحي مستقبلا.
إلى جانب هذا قدمت فاطمة الزهراء زرواطي جملة من الملاحظات والتوجيهات أثناء توقفها بمحطات الزيارة المبرمجة منها معرض الجمعيات المتخصصة بدار البيئة، مشروع الحي الايكولوجي وإطلاق عملية الفرز الانتقائي بأحد أحياء المدينة الجديدة حملت جوانب ايجابية أحيانا حينما أعتبرت»أن الجمعيات الناشطة في المجال البيئي بولاية تيزي وزو تعتبر الأنشط والأكثر عددا مقارنة مع باقي الولايات لكن بالمقابل تبقى جهودها مبعثرة، فيما تأسفت لبقاء أزيد من 60 بالمائة من النفايات خارج عملية المعالجة والرسكلة والانتفاع الإقتصادي، لتدعو في الأخير مواطني الولاية «إلى التعاون ونقل الاهتمام الشديد بالنظافة المنزلية إلى الشارع كسلوك حضاري يعيد للمحيط مكانته اللائقة والتأكيد على رفع التحدي بتعميم مشروع الفرز الانتقائي عبر كل الأحياء قبل نهاية السنة وتوسيع التعاون مع باقي الهيئات الوطنية منها قطاع التربية، حيث ينتظر تخصيص درس عن البيئة خلال الدخول المدرسي القادم، مع التلميح إلى إمكانية تغيير إستراتيجية التعامل مع ظاهرة التجاوزات برفع عصا العقاب وإعلان»الحرب ضد التجاوزات» بداية من السنة المقبلة مثلما وصفته تصل إلى حد فرض غرامات كعلاج بديل لاستمرار ظاهرة اللامبالاة.