أحصت محافظة الغابات لولاية سيدي بلعباس إتلاف 71 هكتارا من الغطاء النباتي منذ بداية شهر جوان منها 37 هكتار من المساحات الغابية بعد إندلاع 21 حريقا بعديد المناطق بالولاية خاصة الجنوبية منها.
أكدت مصالح الغابات تسجيل انخفاض عدد الحرائق والمساحات المتلفة هذه السنة مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم، حيث أتلفت الحرائق المسجلة مؤخرا 526 هكتار من الغابات والمساحات الخضراء كان أكبرها حريق غابة سيدي علي بن يوب الذي أتلف لوحده أزيد من 320 هكتار من المساحات الغابية.
وحسب مكتب حماية النباتات بمحافظة الغابات فإن المناطق التي مستها الحرائق هذه السنة تقع مجملها جنوب الولاية كمنطقة وادي تاوريرة التابعة لدائرة مرين، الضاية، تلاغ، وبلديتي بلعربي وسفيزف شرقي الولاية، هذا ومست الحرائق كل أنواع الغطاء النباتي بداية بالمساحات الغابية، الأدغال وكذا المساحات المزروعة، هذه الأخيرة التي تقاعس فلاحوها في إتخاذ الإجراءات الوقائية ضد الحرائق ما ساهم في تفاقم الوضع بدليل تسجيل حرائق انتقلت من وإلى الأراضي الفلاحية بسبب عدم إحترام مساحات الأمان المعمول بها.
ولتدعيم القدرات العملياتية لوحداتها قامت مصالح الحماية المدنية بداية الشهر الجاري بتنصيب الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات على مستوى وحدة الحماية المدنية لدائرة تلاغ جنوبا بالتعاون مع مديرية الحماية المدنية لولاية النعامة وتدخل العملية في إطار توسعة التغطية بالمنطقة والتحكم الجيد لمكافـــحــة حرائـــق الغابــات وكذا تدعيم القدرات العملياتية لوحدات الحماية المدنية من أجــــل ضمــــان التدخــل السريــع والفعــال لحمايــــة الثــــروة الغابيــــة.
ويضم الرتل المتنقل 53 عونا للحماية المدنية بمختلف الرتب وهو مدعم بوسائل مادية هامة على غرار 10 شاحنات إطفاء بمختلف أنواعها منها 07 شاحنات خزان للحرائق الخفيفة، شاحنتي خزان بسعة 12000 لتر، شاحنة خزان الحريق المتوسطة بسعة 4000 لتر، سيارة اسعاف طبية، سيارة الإتصال، شاحنة لنقل الأعوان وشاحنة لنقل العتاد.
ويعد الرتل واحدا من 22 رتلا على المستوى الوطني وهو جاهز للتدخل السريع والفعال في الحالات الطارئة لاسيما ما تعلق بإخماد ألسنة النيران في المواقع الغابية باعتبار أن الولاية تحتل مراتب متقدمة في عدد الحرائق سنويا حيث صنفت الموسم الماضي ضمن الولايات الأكثر تضررا من الحرائق بعد تسجيل حوالي 300 حريق أدت في مجملها إلى إتلاف مساحة إجمالية قدرت ب 3640 هكتار من الغطاء النباتي، وترجع أسباب هذه الحرائق إلى الطبيعة المناخية الحارة للمنطقة وكذا جغرافية المنطقة التي تضم مساحات واسعة من الغابات والأحراش والتي تكون عرضة للحرائق بشكل دائم، فضلا عن أسباب أخرى تتعلق بالعوامل البشرية بسبب نقص التوعية وانعدام ثقافة الحفاظ على البيئة.