مصلحتا معالجة الأورام السرطانية والتوليد أنهتا معاناة السكان
بعد تقريبا أربع أشهر منذ تنصيبه على رأس مديرية الصحة لولاية سوق أهراس، والديناميكية الكبيرة التي أحدثها على رأس القطاع أردنا تسليط الضوء على أهم المشاكل التي يتخبط فيها القطاع الصحي، والرؤية التي جاء بها بن تواتي عمر، مدير الصحة الجديد للنهوض به، و تحسين الخدمة العمومية المقدمة للمواطن، فكان لنا معه هذا الحوار.
- «الشعب»: توّليتم مؤخرا تسيير مديرية الصحة بولاية سوق أهراس، ما هو تقييمكم لواقع هذا القطاع ؟
عمر بن تواتي: أولا شكرا على هذه الفرصة التي أتيحت لي بجريدة «الشعب» العريقة، بالفعل توليت تسيير قطاع الصحة مؤخرا، وبعد الاطلاع على الواقع الصحي بسوق أهراس، ظهر لي أن الولاية تزخر بمنشآت صحية لا يستهان بها، منها ثلاثة مؤسسات استشفائية كبرى، اثنان على مستوى عاصمة الولاية «مستشفى بن رشد» الطبي والمستشفى «القديم» الجراحي، إلى جانب مستشفى «هواري بومدين» المتواجد بدائرة سدراتة، وكذلك 04 مؤسسات للصحة الجوارية بكل من مقر الولاية ووحدة الصحة الجوارية لتاورة، وكذا سدراتة ومداوروش.
كما نحصي عدة هياكل أخرى على مستوى إقليم الولاية، منها 74 قاعة علاج و 26 عيادة متعددة الخدمات، إلى جانب الخواص كشريك في القطاع الصحي، بحوالي مصحتين طبيتين مخصصتين للجراحة، و03 مراكز لتصفية الدم، و 03 مراكز للتشخيص والعلاج، نحصي أيضا عدد الأخصائيين الخواص حوالي 57 أخصائيا، وعيادات الطب العام حوالي 77 عيادة وعيادات جراحة الأسنان حوالي 45، عدد الصيادلة الخواص حوالي 117 صيدليا، والوكالات الصيدلانية العامة 18 من بينها واحدة تابعة لصندوق الضمان الاجتماعي، عيادات القابلات نحصي 02، وقاعات العلاج للشبه الطبي الخواص 05 قاعات، وعيادات الأخصائيين النفسانيين 07 قاعات، وقاعات العلاج الفيزيائي 02، ووحدات النقل الصحي 06 وحدات.
هذه تقريبا مجموع الهياكل التي تزخر بها الولاية، وهي تشكل بنية تحتية للقطاع لا يستهان بها تتوزع بين القطاعين العام والخاص، تنتظر فقط التسيير الرشيد وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الصحية لمواطني الولاية وكذا الولايات والدوائر والبلديات المجاورة، من جانب الهياكل بعد تسلمي للقطاع على رأس ولاية سوق أهراس استبشرت خيرا بهذا الحجم المقبول من الهياكل الصحية الطبية والجراحية وكذا المؤسسات شبه الطبية عبر الولاية، لهذا أخذت بعين الاعتبار هذا العامل كمحفز للنهوض بقطاع الصحة بعاصمة الولاية.
- استبشرتم خيرا بحجم الهياكل الصحية الموجودة عبر إقليم الولاية، فما هو واقع التأطير الطبي والتغطية الصحية؟
بالنسبة للتأطير وبكل صراحة فيه نقصا ملحوظا، ونحن نسعى لملء هذا الفراغ من خلال محاولة استقدام حوالي 76 طبيبا متخصصا، وبالمناسبة اشكر الوزارة الوصية والوالي على مساعدتهما لنا في هذا الإطار، كذلك هناك نقص في التأطير فيما يخص شبه الطبي في بعض المؤسسات، بمعنى هناك عدم توازن في توزيع هذه الفئة، ونحن نحاول تحقيق التوازن بتوزيع الأطباء وأعوان شبه الطبي على مختلف المؤسسات الاستشفائية، لكن ما يجب توضيحه أن هذا النقص لا يؤثر بصورة كبيرة على الأداء الوظيفي لهذه المؤسسات.
- بالعودة إلى حجم المنشآت والتأطير، ومختلف الهياكل الصحية لولاية سوق أهراس، فإلى أي مستوى يمكن أن تساهم هذه المؤسسات في تقديم خدمة صحية نوعية للمواطن ؟
بالنسبة للأداء والخدمة الصحية النوعية للمواطن على مستوى هذه المؤسسات، لا نستطيع أن نقول أنها غير موجودة، بالعكس مادام أنها تتوفر على كل المقومات للعمل وبالتالي نحن نسعى إلى معالجة مختلف الحالات الصحية المستقدمة على مستوى مختلف المؤسسات، أيضا من زاوية أخرى نحاول إعادة الاعتبارلها مستقبلا ولعدد من الهياكل المهترئة وإعادة تهيئتها، وبعض الهياكل التي تنقصها بعض المعدات نحاول تغطية حذا العجز.
هياكل عزّزت الخدمة
- هياكل تم تسليمها مؤخرا بعاصمة الولاية، أهمها مصلحتي معالجة الأورام السرطانية ومصلحة التوليد، هل وضعتم مخططا خاصا لتسييرها حتى تؤدي الدور المنوط بها على أكمل وجه؟
نستطيع القول أن ولاية سوق أهراس، هي ولاية محظوظة من ناحية المنشآت، وكما ذكرت وحدة الأورام السرطانية التي سيتم تحويلها من مستشفى بن رشد إلى هذه المصلحة الجديدة، كذلك مصلحة التوليد وهي عيادة جديدة بالمستشفى القديم، وإعادة النظر في المصلحة الحالية، نحاول أيضا إحداث مصلحة للتكفل بالمرضى عقليا.
كذلك هناك مصالح استشفائية مكتملة، لم يبق سوى أن توضع عليها رتوشات فيما يتعلق بالتجهيز وإعادة توزيع العمال على مستواها ووضعها حيز الخدمة، اخص بالذكر مستشفى «تاورة « بـ60 سريرا، ومركب الأمومة والطفولة بمحاذاة مستشفى بن رشد بـ 120 سرير، أيضا عيادة متعددة الخدمات بمخطط شغل الأراضي رقم 09، وهي مكتملة يخص عملية تجهيزها فقط، أيضا سوف يتم إعادة الاعتبار للعديد من المنشآت القديمة وإعادة تجهيزها ووضعها حيز الخدمة أمام المواطنين.
بالنسبة لمصلحة معالجة الأورام السرطانية والتوليد المسلمتان حديثا، هل لك أن توضح للمواطن، ما هي الخدمات الممكن تقديمها على مستوى المصلحتين بصورة أولية ؟
بالنسبة لمصلحة معالجة الأورام السرطانية، عملية التكفل بمرضى السرطان فيما يخص العلاج الكيميائي والعلاج الفيزيائي لهذه المصلحة وضعت حيز الخدمة من أجل تسهيل عدم التنقل باتجاه ولايات قسنطينة أو عنابة، وهذا مكسب كبير، على أن يتم تطويرها مستقبلا، المصلحة وضعت حيز الخدمة بالمستشفى القديم وهو تحفة معمارية بمعداته وهياكله، المصلحة الجديدة أيضا تحتوي على كل الوحدات، حتى إيواء المرضى، وتجنب التنقل للمرضى المقيمين بعيدا خارج الولاية، أيضا مصلحة التوليد بنفس الرؤية نحن وضعناها حيز الخدمة لكي نطوي معاناة السكان والتنقل باتجاه الولايات الأخرى وكذا المصحات الخاصة خارج تراب الولاية خاصة لدى الفئات محدودة الدخل ممن لا يستطيعون تغطية تكاليف إجراء عمليات التوليد
ما هي رؤيتكم لتسيير القطاع، انطلاقا من توصيف الهياكل والأداء الموجود ؟
أوّد أن أقول في هذا السياق، أن العمل الصحي ليس عمل مكتبي بل هو ميداني، يقوم على المعاينة والمتابعة والزيارات المنظمة والفجائية، والتقييم الدوري للأداء المهني سواء على مستوى تسيير الوحدات الاستشفائية المختلفة أو على مستوى حجم ونوعية الخدمات المقدمة للمريض، ونحن نسعى إلى تحقيق التكامل بين مختلف الوحدات الاستشفائية، سواء بولاية سوق أهراس مع الولايات الأخرى من خلال استقدام الفرق الطبية وإجراء العمليات الجراحية بسوق أهراس واكتساب الخبرات المهنية لمختلف الأخصائيين وهو ما تم بالموازاة والمستشفى الجامعي بن رشد بعنابة، على أمل توسيع التجربة لتشمل ولايات أخرى، وكذلك تحقيق التكامل أيضا مع مختلف المؤسسات بإقليم الولاية هذا بعد توفير تغطية صحية كاملة، والنظر في نوعية مختلف الخدمات المقدمة للمريض.