طباعة هذه الصفحة

رشيد بن عبد الله لـ «الشعب»:

لجنتا تحقيق بكل من تيزي وزو والمدية لتقييم خسائر الحرائق

سعاد بوعبوش

634 حريق في 45 يوما والعامل البشري في قفص الاتهام

أوفدت المديرية العامة للغابات لجنتي تحقيق إلى كل من تيزي وزو والمدية للوقوف على حجم الخسائر المسجلة في الثروة الغابية، باعتبارهما الولايتين الأكثر تضررا من الحرائق الأخيرة، وإعطاء التوجيهات اللازمة لمصالح الغابات، من خلال خروج المديرين المركزيين إلى الميدان، بهدف تقييم الوضع بعد الحرائق الأخيرة التي مسّت 22 ولاية بمعدل 50 حريقا يوميا.جاء هذا في تصريح رئيس مكتب مكافحة الحرائق رشيد بن عبد الله لـ «الشعب».
أكد بن عبد الله لـ «الشعب» أنه رغم حملة الوقاية ومكافحة الحرائق التي تنطلق من أول جوان إلى غاية 31 أكتوبر من كل سنة، إلا أنه ابتداء من 1 جوان إلى غاية 16جويلية الجاري تم تسجيل 634 حريقا، وهو رقم مهول يستدعي تضافر الجهود وأخذ الحيطة والحذر.

7 حرائق جار العمل لإخمادها
أوضح بن عبد الله الذي كان متواجدا بمنطقة الحمدانية بولاية المدية التي عرفت هي الأخرى حرائق مهولة وخسائر كبيرة في الثروة الغابية، أن أغلب الحرائق المسجلة تم السيطرة عليها وإطفائها ماعدا 7 حرائق ماتزال مشتعلة ببعض الولايات منها 4 بعين الدفلى، حريق في كل من خنشلة تيبازة، وبومرداس فيما تم إطفاء حريق بسكيكدة.
حول الولايات الأكثر تضررا، أشار رئيس مكتب مكافحة الحرائق إلى أن الأمر يتعلق بكل من ولاية تيزي وزو، المدية، سوق أهراس وسكيكدة، موضحا أن المديرية العامة تعتمد كثيرا في عملها على المخططات الولائية للغابات، وعلى أساسها يتم تحديد النقاط السوداء بهدف توجيه الإمكانيات والوسائل المسخرة إليها لاحتواء الحرائق في حال اندلاعها.
إلى جانب ذلك يتم الاعتماد منذ 2011 على موقع لتحديد واكتشاف مؤشر الحريق قبل 9 أيام من حدوثه، بهدف تجنب حدوث كوارث حقيقة واحتواء الحرائق التي يمكن أن تشب خاصة في بعض النقاط السوداء، مشيرا إلى أن حصيلة الـ 10 سنوات الأخيرة تفيد أن معدل الحرائق قد ارتفع ليبلغ 3055 حريق أما مساحتها فتقلصت ما يعني التحكم في انتشارها، لكن بالرغم من ذلك لابد من تكثيف الجهود للوصول إلى أقل عدد ممكن واحتوائها في أق وقت ممكن.
بخصوص الحديث المتداول حول محدودية الوسائل لوحدات التدخل سواء على مستوى مصالح الغابات أو الحماية المدنية، قال بن عبد الله أنه مما لاشك فيه أن الوسائل الحديثة كالطائرات والحوّامات تساعد كثيرا في إطفاء الحرائق، والحماية المدنية قامت باقتناء 6 طائرات الهيلكوبتر وأعوانها قيد التكوين لأن الأمر ليس سهلا خاصة وأن الأمر يتعلق بإطفاء الحرائق في تضاريس وعرة، ما يعني أن الطيار يجب أن يملك أكثر من 5 آلاف ساعة طيران، وفي انتظار دخول هذه الإمكانيات حيز الخدمة، يتم الاستعانة بالوسائل اليدوية والآلية لإطفاء الحرائق، والتي يجب تعزيزها لتكون أكثر فعالية في احتوائها.

الحيطة، الحذر والتحلي بالحس المدني لحماية الثروة الغابية
فيما تعلق بأسباب الحرائق، عاد بن عبد ليؤكد أن العامل البشري وسلوكياته غير الواعية هي السبب الأول في نشوب هذه الحرائق، فيما يبقى ارتفاع درجات الحرارة عاملا يزيد من لانتشارها خاصة في حال تسجيل رياح قوية، إلا أن الإنسان يبقى هو السبب الرئيس، داعيا الفلاحين خاصة بالمناطق الجبلية إلى الاستعانة والاتصال بمصالح الغابات عند الشروع في تنظيف بساتينهم من الحشائش الضارة لإعطائهم التوجيهات اللازمة في كيفية التخلص منها، أو حتى القيام بذلك بحضورهم من خلال تقديم المساعدة اللازمة لتفادي كوارث حقيقة.
و وجّه رئيس مكتب مكافحة الحرائق دعوة للمواطنين وكذا سكان المناطق الغابية، إلى أخذ الحيطة والحذر والتحلي بالحس المدني وإتباع سلوكيات بسيطة للحفاظ على الثروة الغابية التي تمثل مكسبا حقيقا للجميع باعتبارها تضمن التنوع البيولوجي ببلادنا، خاصة وأن هناك حيوانات ونباتات نادرة وحساسة تستدعي عليها من الاندثار.