طباعة هذه الصفحة

لتحيين معارف المكونين في صيانة السيارات

توقيع اتفاقية تعاون بين الوزارة ومؤسسة بيجو الجزائر

سهام بوعموشة

مباركي: أكثر من 10 آلاف مسجل سنويا في مهن السيارات و 5 آلاف متخرج

ترمي إستراتيجية الحكومة إلى الملائمة ما بين التخصصات والتكوين المفتوح في القطاعات، مع احتياجات المؤسسات الاقتصادية والتنمية الوطنية، وعلى هذا الأساس جاءت اتفاقية تعاون بين وزارة التكوين والتعليم المهنيين وشركة السيارات بيجو الجزائر، المبرمة، أول أمس، بهدف تطوير الشعب والكفاءات المهنية وتحيين المعارف العلمية والتقنية للمكونين والمتعلقة بصيانة السيارات، بحكم التسارع التكنولوجي في هذا المجال.
شدد مباركي على هامش إبرام اتفاقية شراكة تعاون أمس الأول بين وزارة التكوين والتعليم المهنيين وشركة بيجو الجزائر بمقرها بواد سمار، حول تطوير شعب التكوين المتعلقة بما بعد البيع للسيارات حسب الطلبات والمعايير الدولية على ضرورة تكوين المكونين وتحيين معارفهم في ميدان صيانة السيارات، بحكم التسارع الذي يشهده العالم في مجال تطور التكنولوجيات الرقمية في هذا المجال.
وأضاف وزير التكوين المهني، أن توجه الحكومة الاقتصادي هو التركيز على سياسية مبنية على ملائمة تخصصات التكوين في القطاع مع متطلبات المؤسسات الاقتصادية وسوق الشغل، وكذا التنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية، قائلا:» في كل تنقلاتي أخصص زيارة شركات اقتصادية ومعاهد تكوين، حرصا على ملاءمة التكوين مع سوق العمل»، كاشفا عن  التحضير للتكوين المهني في سبتمبر 2017، بالشروع في حملة إعلامية تجاه الشباب الراغب في التسجيل في إحدى تخصصات التكوين المهني التي تسهل عليه ولوج عالم الشغل.
ويتوقع المسؤول الأول عن القطاع، استقبال عدد كبير من المتربصين هذه السنة عبر كل المؤسسات التكوينية البالغ عددها 1250 مؤسسة، بحكم أن الشباب وأولياءهم أضحوا يدركون أن خريجي هذا القطاع لديهم سهولة أكثر للاندماج في عالم الشغل، والمهن وإنشاء مؤسساتهم الخاصة عن طريق أونساج.
وبالمقابل أوضح، مباركي أن هناك خمسين نقطة تابعة لمؤسسة بيجو ستكون معنية باتفاقية الشراكة، والتي ستشكل فرصة لدائرته الوزارية من أجل مرافقة فعالة لأصحاب الشهادات بغية إدماجهم المهني، ومن أجل تقوية العلاقة بين المؤسسة ومعاهد التكوين المهني عبر برنامج تنسيقي دائم لضمان كفاية التكوين مع الشغل، خاصة عبر تطوير الشعب والكفاءات المهنية المتعلقة بصيانة السيارات، كما ستسمح الاتفاقية بتكوين المكونين في هذا الميدان وتحيين معارفهم العلمية والتقنية، لأن التكنولوجيات والمهن تتطور بقوة وبسرعة، قال الوزير.
وأشار في هذا السياق إلى أن الاتفاقية تنص على أكثر من عشرين فضاء لبيجو فعال على مستوى الوطن، بحيث ستستقبل هذه الفضاءات المتواجدة وطنيا المتربصين في إطار التكوين عن طريق التمهين، وتعزيز توظيف أصحاب الشهادات المتخرجين قائلا:» 80 بالمائة من التربص يتم داخل المؤسسات الاقتصادية و20 بالمائة بالمؤسسات التكوينية»، مبرزا مجهودات القطاع من خلال توسيع شبكة التكوين من ناحية فتح التخصصات الملائمة، مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي للجزائر وتسهيل إدماج الشباب وإنشاء هياكل إضافية للتكوين.
توفير الوسائل البيداغوجية والآلات للمعاهد لضمان التكوين التطبيقي
وحسب الوزير، فإن هدف الاتفاقية توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية، بمضامين تكوين وبرامج تخصصات حول صيانة السيارات ومؤسسة بيجو تساعد في تجهيز الأفواج البيداغوجية للمعاهد والمراكز، بحيث تتوفر الوزارة على  ما يقارب 30 مؤسسة تكوينية تتدخل في هذه التخصصات حول صيانة السيارات ومعهدين وطنيين» إيتام» بالحراش ووهران والمدية، وكذا معاهد الامتياز التي تتكفل بهذا المجهود، قائلا إنه اليوم يجري الحديث حول إنتاج السيارات، ودور القطاع هو تحضير الموارد البشرية المؤهلة للتكفل بهذه الشعبة.
وموازاة مع ذلك، تهدف الاتفاقية لإشراك مهنيي شركة بيجو الجزائر في إثراء برامج التكوين حسب المتطلبات الجديدة، وضمان تكوين المكونين في قطاع التكوين والتعليم المهني في الشعب الجديدة عبر تربصات وتكوين إضافي على مستوى هياكل مؤسسة بيجو، وكذا إشراك مهنيي الشركة  في تحكيم الامتحانات المنظمة من قبل قطاع التكوين والتعليم المهني، توفير الوسائل البيداغوجية والآلات للمعاهد لضمان التكوين التطبيقي.
وبلغة الأرقام قال مباركي، إن عدد المتكونين بلغ حاليا أكثر من 10 آلاف مسجل سنويا، يستفيدون من تكوين في مهن السيارات في مختلف أنماط التكوين، كما يسجل القطاع أزيد من 5 ألاف متخرج تقني سامي من مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين كل سنة، في التخصصات المتعلقة بمهن السيارات، وهو ما اعتبره الوزير بالرقم الهام، لكنه استطرد قائلا إن الضغط والطلب ما يزال كبيرا.
في حين بلغ عدد الذين تم تكوينهم في إطار اتفاقيات الشراكة المتعلقة،  بمهن السيارات لسنة 2016 ما يقارب 600 عامل منهم 221 عامل في تخصص كهرباء السيارات، 205 في ميكانيك وتصليح السيارات السياحية، و 116 عامل في تخصص طلاء السيارات. وقد سجلت دورة فيفري 2017 في نمط التكوين الإقامي 3200، و8.991 مسجل في التكوين عن طريق التمهين أي بمجموع 12.191 مسجل.
ولدى زيارته للمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني «ايتام» بالحراش، اعتبر مباركي هذا المعهد  بأنه أحسن المؤسسات التكوينية بامتياز في ميدان صيانة السيارات، وفي سؤال حول التكوين في صناعة السيارات، قال الوزير بأنهم بصدد التحضير لذلك عبر إنشاء مؤسسات امتياز ببوسماعيل وبرامج ودورهم كقطاع مرافقة السياسة الاقتصادية للجزائر، كون الكثير من الشعب الاقتصادية ستطغى عليها الرقمنة في الأشهر القليلة القادمة، وحسبه فإن كل شيء يأتي في وقته.
وفي سؤال آخر، حول هل ستسمح البطاقية الوطنية للأفارقة لهم بالتكوين في هذا المجال، أوضح الوزير أن هناك علاقات تعاون مع أكثر من عشرين بلدا إفريقيا وعربيا، بحيث تستقبل الجزائر أبناءهم، في إطار التكوين المهني عبر كل  المراكز والمعاهد الوطنية، كما أن الكثير من الأجانب لديهم منح جزائرية وتركت لهم كل الصلاحيات لاختيار التخصصات التي يمكن التسجيل فيها، على حسب احتياجاتهم.
مدير مؤسسة بيجو: هدفنا تكوين المكونين ومرافقة الشباب لإدماجهم عبر شبكاتنا
من جهته، اعتبر الرئيس المدير العام لشركة بيجو الجزائر ايفز بايري دي قاشن، هذه الاتفاقية رابح- رابح، قائلا إن هدفهم هو إنشاء فروع والمحافظة على إصلاح السيارات وكذا تحضير تقنيين ذوو كفاءة لمواجهة التطور التكنولوجي الهائل في مجال صيانة السيارات، عبر إثراء برامج التكوين وتكوين المكونين والاستثمار في تكوين الشباب في تخصصات الصيانة، الطلاء، التصليح وغيرها ومرافقة خريجي المعاهد لإدماجهم عبر شبكات المؤسسة في السنوات القادمة، مضيفا أن بيجو ستواصل العمل مع السلطات العمومية الجزائرية وتطوير علامتها لتأخذ مكانتها في السوق الوطنية.