أثار قرار الاحتلال الاسرائيلي اغلاق المسجد الاقصى، أمس، على خلفية اشتباكات أدت الى استشهاد ثلاث فلسطينيين و مصرع شرطيين للعدو، موجة سخط و استنكار في اوساط الفلسطينيين قيادة و شعبا ، معتبرين الاجراء ممارسة ارهابية تتعارض مع القيم و الاعراف الانسانية و تدمر كل المساعي الدولية الرامية لاحياء عملية السلام.
في السياق، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو إلى إنهاء إغلاق المسجد الأقصى، وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» أن قرار الاحتلال الاسرائيلي اغلاق الاقصى المبارك لأول مرة منذ احتلال القدس ومنع اقامة صلاة الجمعة في رحابه، هو تصعيد خطير مرفوض ومدان ودعت أبناء الشعب الفلسطيني الى شد الرحال اليه والرباط فيه.
قال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي ان «ما يجري في المسجد الاقصى ومحيطه أمر خطير للغاية ومحاولة لتنفيذ مخطط اسرائيلي معد سلفا على غرار ما جرى في المسجد الابراهيمي في الخليل الذي تعرض للتقسيم الامر الذي نرفضه تماما ولا يمكن أن يمر بأي شكل من الاشكال». دعا القواسمي الدول العربية الى ضرورة العمل بشكل فوري بكافة الاتجاهات للتصدي للمخطط الاسرائيلي بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الاقصى والقدس العاصمة الفلسطينية.
اعتقال المفتي العام للديار الفلسطينية بعد الاعتداء عليه
في خطوة تصعيدية قد تلهب الوضع أكثر، اعتقلت قوات الاحتلال مفتي القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين واعتدت عليه لأنه استنكر اغلاق الاقصى و أصدر دعوات للفلسطينيين بشد الرحال إليه والنزول لصلاة الجمعة بكثافة ، وانتشرت دعوات مقدسية لأوسع مشاركة للتوجه للمسجد الأقصى رفضا لقرار الاحتلال منع الصلاة فيه.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قررت، أمس، منع إقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى على خلفية ادعائها بما اسمته «عملية إطلاق للنار» من قبل فلسطينيين وقعت في باحات المسجد وأدت إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين ومصرع شرطيين اسرائيليين و اصابة ثالث. كما استشهد أيضا فلسطيني رابع خلال مواجهات اندلعت في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال أغلقت بوابات المسجد أمام المصلين وأعلنته منطقة عسكرية يمنع على المصلين دخولها وذلك للمرة الاولى منذ احتلال القدس، كما أغلقت البلدة القديمة في القدس المحتلة.
معلوم أن أول مرة، تم فيها الغاء صلاة الجمعة بالاقصى، كان عام 1969 بسبب حريق شبّ فيه. هذا وأوردت مصادر ، أن الشهداء الثلاثة فلسطينيون من مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر ويحملون الهوية والجنسية الإسرائيلية، و يتعلق الامر بثلاثة شبان من عائلة واحدة، هم محمد (29 عاما) ومحمد حماد (19 عاما) ومحمد فضل جبارين (19 عاما).