طباعة هذه الصفحة

رغم أهميته في الحفاظ على البيئة من الأخطار

عدم تحديد المصطلحات وراء تعثر عمليات التحسيس في المجال البيئي

تيبازة : حياة / ك

«التنمية المستدامة تبدأ من التنمية الذاتية “، هي الفكرة الأساسية التي ركز عليها حمزة قرطبي أستاذ مكون بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية، مبرزا أهمية التحسيس في إرساء قواعد ثابتة في مجال التربية البيئية .
٩٠٪ من التربية عبارة عن تعاملات وسلوكات يومية، ويتطلب تغيير هذه الأخيرة تجاه المحيط  و البيئة ، الاهتمام بشكل كبير بالجانب التحسيسي التوعوي، الذي تعنى به الجمعيات و المجتمع المدني بصفة اكبر ، كما يمكن للأعلام أن يساهم في ذلك، و هو الغرض من هذا الموضوع الذي قدمه الأستاذ المكون قرطبي، أمس لمجموعة الصحافيين في اليوم الثالث من الدورة التكوينية التي تحتضنها دار البيئة لولاية تيبازة .
اهتمام كبير أولاه الصحافيون لهذا الموضوع، تجلى ذلك من خلال النقاش  وتبادل الأفكار حول مسالة التحسيس التي تعد أساسية، لتمرير الرسائل المتعلقة بالحفاظ على البيئة من الأخطار التي تحدق بها يوميا و المتأتية من مصادر مختلفة لكن  كلها من صنع الإنسان .
وقد ارجع قرطبي سبب “فشل” عمليات التحسيس التي تقوم بها الأطراف المعنية،   وإخفاقها في تحقيق المبتغى منها، إلى “إشكال أساسي” يتمثل في عدم تحديد المصطلحات، و لغة التخاطب مع من نريد إيصال مثل هذه  الرسائل، بالإضافة إلى اقتصار الحملات التحسيسية على الجانب المؤسساتي .
 و أكد في هذا الإطار على ضرورة تقديم إرشادات عملية حول الأخطار التي تهدد البيئة و الصحة على حد سواء، “حتى لا يقع القائمون على عملية التحسيس، منهم الصحافيون في سرد للمعلومات فقط”، كما لا ينبغي أن تقتصر على مجرد إعطاء تعليمات، و يتطلب التحسيس البيئي حسب قرطبي “ثورة علمية” ، و تغيير الطرق التقليدية لإيصال الرسائل ، لأنها لم تعد تفي بالغرض ولا تؤدي إلى الغاية منها .  
وحدد قرطبي في معرض حديثه ثلاث مراحل أساسية للوصول إلى التربية البيئية
و علاقتها بالتنمية المستدامة، تأتي في مقدمتها المعرفة، إذ لا يمكن بدونها أن تصل الأفكار و الرسالة إلى المتلقي ، ويفضل قرطبي الاستعانة بمختص في الموضوع ، تأتي بعده المرحلة الثانية، التي تستوجب أن تتحول هذه المعرفة إلى “معرفة فعلية “، ثم المرحلة الثالثة حيث تنتقل تلك المعرفة  وتحول و تغير الجانب السلوكي، و بالتالي الوصول إلى “التنمية الذاتية” .