طباعة هذه الصفحة

عقدت تحت حصار المحتجين وفي أجواء التوتر

مجموعـة 20 تختتم أشغالها بالاتفاق على إنعاش الاقتصاد العالـي ومحاربة الإرهـاب

واشنطن تؤكّد انسحابها من اتفاقية المناخ

اتفق قادة مجموعة العشرين خلال قمتهم التي أنهت أشغالها، أمس، في هامبورغ الألمانية على الالتزام بتحرير التجارة ومناهضة الحمائية، لكنهم لم يتغلبوا على خلافاتهم بشأن المناخ.  تضمن البيان الختامي إتفاق قادة العشرين على الاعتراف بـ «دور الأدوات الدفاعية الشرعية في التجارة»، وهي الصيغة التي جنبت القمة إخفاقا محتملا، كما تضمن التزام واشنطن بانسحابها من اتفاقية المناخ في الوقت الذي شدد الاعضاء الـ 19 الاخرون  في المجموعة على انه لا عودة عن اتفاقية باريس.

  شهد اليوم الثاني والاخير لقمة هامبورغ لقاءات ثنائية بين العديد من القادة المشاركين، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الفرنسي إمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما التقى بوتين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ميركل على القمة «الرائعة»، وقال إنها كانت «ممتازة وقامت بعمل رائع» عندما نظمت «قمة مجموعة العشرين بشكل محترف مع حد أدنى من التشويش»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي رافقت القمة واضطرت زوجته ميلانيا إلى البقاء في الفندق الجمعة. تمكنت الشرطة الألمانية من السيطرة جزئيًّا في اليوم الثاني للقمة على شارع شولتربلات الذي شهد مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين على تنظيم قمة العشرين.
 أرسلت الشرطة تعزيزات مزودة بأسلحة ثقيلة بعد إضرام المحتجين النار في الحواجز التي أقاموها وتصاعد أعمال العنف. وتدخل عناصر الشرطة لفض الاحتجاجات في شولتربلات، كما دخل بعضهم البيوت الموجودة في الشارع وتمركزوا على أسطحها. كما فرقت قوات الأمن المحتجين باستخدام خراطيم المياه والغاز المدمع، وألقت القبض على بعضهم، في وقت لاذ معظمهم بالفرار إلى الشوارع الفرعية. قال مشاركون في القمة إنهم لم يروا محتجين على مقربة من قمة على هذا النحو، مثلما رأوا في هامبورغ، وأشادوا بعمل الشرطة في تأمين القمة.

التزامات بالقضاء على بؤر تمويل الإرهاب

تعهد زعماء مجموعة العشرين في هامبورغ، بأخذ التزامات موسعة لملاحقة الإرهابيين، وأكدوا أن الدول العشرين ستساهم في تبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والقضائية حول مسائل الاستخدام المشترك للمعلومات العملياتية، واتخاذ إجراءات احترازية، وضمان التوازن الضروري بين متطلبات ضمانات الأمن وحماية البيانات وبمراعاة القوانين الدولية.
 التزمت الدول التي اختتمت، أمس، قمتها بألمانيا، بضمان مساءلة الإرهابيين وتقديمهم للعدالة، وأعلنت عن قرار التعاون مع شركات تمديد خدمة الوصول إلى شبكة الإنترنت، للحيلولة دون استخدام الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف إرهابية.
كما دعت إلى اتخاذ إجراءات فعالة لقطع قنوات تمويل الإرهاب، وحذرت من تنامي الخطر الذي تمثله الخلايا الصغيرة والإرهابيون المنفردون، الذين يشنّون هجمات «منخفضة التكلفة».
كما تعهد زعماء مجموعة الـ 20 بالعمل على منع ظهور قواعد للإرهابيين الأجانب في مختلف مناطق العالم، إضافة إلى مواجهة الخطر الذي يمثله الإرهابيون العائدون من مناطق النزاعات مثل العراق وسوريا.
 شددوا على أن وجود «مناطق آمنة» لتمويل الإرهاب في أي بقعة بالعالم، أمر مرفوض، مؤكدين في الوقت نفسه أن مثل هذه الملاجئ لا تزال موجودة بسبب عدم الالتزام بالمعايير الدولية. وفي هذا السياق، تعهدت الدول بتكثيف الإجراءات لتعزيز قدرات الجهات الدولية الإقليمية للقضاء على بؤر تمويل الإرهاب.

عزلة بعد سنوات من الهيمنة

اعتبرت صحيفة «نيويورك  تايمز» الأمريكية، أن الولايات المتحدة واجهت عزلة كبيرة خلال قمة «هامبورج»  بعد سنوات من سيطرتها على قمم مجموعة الـ 20 وفرض هيمنتها على جدول أعمالها. أشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته، أمس، على موقعها الالكتروني إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجد خلال اجتماعه مع زعماء الدول المشاركة في القمة، أن الولايات المتحدة تواجه عزلة في جميع القضايا، بداية من التجارة وحتى التغير المناخي.
 سلطت «نيويورك تايمز» الضوء على اعتراف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تستضيف اجتماعات القمة، بوجود اختلافات بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم، مضيفة» أنه لا يمكن التوصل إلى حل توافقي، إلا إذا استوعبنا وجهات نظر كل منا الآخر».
 صندوق لدعم المرأة في الدول النامية
 تعهد عدد من قادة دول وحكومات «مجموعة العشرين» مع رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم بتمويل صندوق تابع للبنك الدولي لدعم سيدات الأعمال في الدول النامية بـ 325 مليون دولار أمريكي.
 خلال الإجتماع أعرب رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم عن أمله في أن يصل رأس مال الصندوق إلى مليار دولار، موضحا أنه يمكن زيادة رأس المال الحالي للصندوق بدعم من دول أخرى في مجموعة العشرين.  
يشار إلى أن إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دعمت إلى حد كبير تأسيس هذا الصندوق الذي يهدف إلى مساعدة النساء في الدول النامية في الحصول على قروض صغيرة لتأسيس شركات والخروج من الفقر.