حضور نوعــي في مهرجان تيمقاد والـــــتراث الجزائري يخترق كــل الطبوع
تاموقـادي .. نفاذة قويــة، إشعـاع للثقافـة والفـن الجزائــري
انطلقت، سهرة أول أمس، فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 39 تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وإشراف وزارة الثقافة وولاية باتنة، بمسرح الهواء الطلق الجديد بتيمقاد، حيث اختارت محافظة مهرجان تيمقاد الدولي أن تكون السهرة الافتتاحية لمهرجان هاته الطبعة جزائرية خالصة موشحة بألوان العلم الجزائري تزامنا والذكرى 55 لعيدي الاستقلال والشباب.
ردد الجمهور طويلا في انطلاق السهرة شعارات وطنية تعكس ترسخ قيم الوطنية والهوية لدى الجزائريين فهزت “وان تور ثري، فيفا لالجيري” مدرجات مسرح تاموقادي زادتها وهجا الرقصات الفلكلورية لفرقة الرحابة القادمة من نقاوس والتي سرقت قلوب عشاق النغمة الشاوية الأصيلة الممزوجة بالبندير والبارود وكلمات الزمن الجميل مصحوبة بزغاريد صفق لها وزير الثقافة والضيوف طويلا.
وأشرف على حفل افتتاح مهرجان تيمقاد الدولي كل من وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي والمدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، محافظ مهرجان تيمقاد الدولي لخضر بن تركي بمعية السلطات المحلية لولاية باتنة.
وككل طبعة كانت البداية مع الأغنية الشاوية العريقة مع فرقة الرحابة “الرفاعة” التي أطربت الحضور وصفقت لها العائلات ودغدغت مشاعر الحضور الذين رقصوا طويلا على نغمات القصبة والبندير بروائع الأغنية الشاوية العريقة والتي أبهرت الجمهور بلوحاتها الفنية التي حملت معها عبق الماضي وسحر الحاضر والأمل الكبير في مستقبل أفضل للجزائر، وتجسد ذلك من خلال استعمال القصبة والبندير واللباس الشاوي الأصيل من برنوس أبيض وقندورة للرجال وملحفة للنساء ما أضفى سحرا جماليا وإبداعا فنيا لا يضاهيه أي إبداع سوى رقصات الجمهور وتصفيقات الشباب وزغاريد النساء، ليخصص الجزء الثاني من السهرة لملك أغنية الراي العالمية الكينغ خالد الذي رغم تأخر وصلته الغنائية إلى منتصف الليل إلا أن عشاقه من الجمهور خاصة فئة الشباب انتظروه طويلا، حيث أمتعهم بعدد من روائعه الغنائية التي أعادت محبيه إلى بداياته الأولى في عالم الغناء.
«وان تو ثري فيفا لالجيري» تهز المدرجات
الكينغ خالد عبر عن سعادته وهو يفتتح أقدم مهرجان بالجزائر وفي ذكرى غالية وعزيزة على قلب كل جزائري وهي استقلال الجزائر، حيث غنى ورقص أمام العائلات طويلا وهز مدرجات تاموقادي بـ«ادي أدي” و “ مالها ذيك البيضة مالها”، “وحدة بوحدة”،”سي لافي”،”يا رايي”، “بختة” و “وين الهربة وين”و”عيشة” والتي طالبه الجمهور بإعادتها مرات عدة وكان لهم ذلك في أغلبها وقد تميزت السهرة الأولى من هذه الطبعة بحضور مميز للعائلات الأوراسية التي عادت لأعرق مهرجاناتها وأضخمها، حيث أشارت لنا إلى حرصها على التواجد باستمرار في سهرات تاموقادي للتعبير عن انتمائها للوطن وعشقها لمختلف طبوعه الغنائية المميزة خاصة التراثية منها كما أشارت إحدى العائلات المغتربة.
وبصراحته المعهودة أكد الكينغ سعادته الكبيرة عقب الانتهاء من وصلته الغنائية، مؤكدا برمجته لعدد من الحفلات الموسيقية بعدد من المدن الداخلية الجزائرية الأخرى على غرار تلك الحفلات التي أحياها العام الماضي بولايات الجنوب بكل من تمنراست وتندوف والتي لاقت نجاحا جماهيريا قياسيا.
وعن جديده الفني أشار الكينغ خلال لقاء صحفي مقتضب عقب اعتلائه ركح تاموقادي إلى أنه يعكف على التحضير حاليا لإنتاج ألبوم غنائي جديد سيطرح في الأسواق مطلع السنة القادمة وسيكون مفجأة فنية كبيرة.
وكانت الطبعة السابقة لمهرجان تيمقاد الدولي قد استضافت أزيد من 50 فنانا من الجزائر وخارجها في حين تعهد وزير الثقافة بجعل الطبعة القادمة 40 مميزة من حيث الحضور النوعي والقياسي لألمع نجوم الأغنية الجزائرية والعربية والعالمية داعيا محافظة المهرجان إلى التحضير لها عقب الانتهاء من الطبعة 39 .
وكانت أول طبعة عرفها مهرجان تيمقاد كانت سنة 1967، بمبادرة من أهل المنطقة تم تأسيس المهرجان للتعريف بالطابع الثقافي لولاية باتنة وتسليط الضوء على المسرح الروماني ويبقى مهرجان تيمقاد الدولي، من بين المواعيد الثقافية والفنية التي تحرص الجزائر على تنظيمها كل سنة ضمانا لاستمرارية الإشعاع الثقافي والفني الذي ظلت الجزائر وفية له على مدى السنين.
كواليس الطبعة 39
- رغم حضور ملك أغنية الراي في أولى سهرات مهرجان تيمقاد الدولي إلا أن مدرجات مسرح تاموقادي التي تتسع لـ6000 متفرج لم تمتلء كلها بسبب غياب الدعاية الإعلامية للمهرجان وهو الأمر الذي جعل من المدرجات العلوية شبه فارغة، خاصة مع التأخر في انطلاق السهرة الأولى بسبب بعض الأمور التنظيمية.
- بادرت محافظة المهرجان بالتنسيق مع مصالح ولاية باتنة ومديرية النقل بجعل السهرة الافتتاحية للطبعة 39 مجانية، دخولا إلى المدرجات ونقلا بالحافلات من مختلف مدن باتنة إلى مدينة تيمقاد وهي المبادرة التي لقيت استحسان السكان.
- شهد حفل الافتتاح مجموعة من التكريمات بدرع المهرجان للكينغ خالد وفرقة الرفاعة التي أحيت السهرة الأولى للطبعة 39 وسط تصفيقات كبيرة للجمهور الحاضر خاصة الشباب الذي ثمن البصمة الجزائرية الخالصة في السهرة الأولى. .
- تميز حفل الافتتاح بحضور مكثف لوسائل الإعلام الوطنية خاصة المرئية على غرار القنوات التلفزيونية والصحافة المكتوبة وحتى الإلكترونية التي غطت كل كبيرة صغيرة بالمهرجان بداية من التنظيم مروا بالافتتاح وانتهاء بمرافقة العائلات لنقل أصدائها.
- كشف محافظ مهرجان تيمقاد الدولي والمدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي أن كل الفنانين الذين سيغنون على ركح تاموقادي معنيون بتنشيط سهرات مسرح الهواء الطلق بسيدي فرج بالعاصمة وكذا بقاعة أحمد باي بقسنطينة.
رصدها ل.حمزة
قالوا عن المهرجان
وزير الثقافة
أكد السيد عز الدين ميهوبي خلال افتتاحه لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 39 على أن المهرجان فرصة لتفعيل الحركة الفنية والثقافية بعاصمة الأوراس ولتأكيد حرص الجزائر على مواصلة مسيرة البناء والنهضة الثقافية، خاصة وأن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في تكريس الفعل الثقافي وجعله حقا دستوريا.
بن تركي
ركز لخضر بن تركي محافظ مهرجان تيمقاد الدولي في كلمته على “جزائرية “ المهرجان وهويته الثقافية، غير أنه حسب بن تركي ما يزال يحتاج إلى اهتمام خاص من طرف أبناء المنطقة، خاصة رجال المال والأعمال ومسؤولي المؤسسات الاقتصادية الخاصة والعمومية التي دعاها للاستثمار بقوة في المدينة للرفع من الشأن الثقافي والفني في المنطقة خارج فعاليات تيمقاد.