طباعة هذه الصفحة

إحياء الذّكرى 55 للعلاقات الجزائرية اليابانية بقصر مصطفى باشا

حينما تقرّب الثّقافة ما بعدته الجغرافيا

قصر مصطفى باشا: أسامة إفراح

السفير فوجيوارا: تنظيم “الأسبوع الياباني” نهاية أكتوبر

نظّمت سفارة اليابان بالجزائر الأسبوع الفارط بالمتحف الوطني لفن المنمنمات والزخرفة والخط العربي، احتفالية بمناسبة الذكرى الـ 55 للعلاقات بين البلدين، المصادفة لـ 4 جويلية من كل سنة. وأشاد سفير اليابان بالجزائر السيد ماسايا فوجيوارا بدور الثقافة في التقريب بين الشعبين، معلنا عن تنظيم “الأسبوع الياباني” بالجزائر نهاية أكتوبر المقبل. كما استمتع الحضور باحتفال شاي حسب التقاليد اليابانية، وعرض في فن الخط قدّمه فنانان من الجزائر واليابان.
في كلمته بهذه المناسبة، تقدّم السفير الياباني فوق العادة السيد ماسايا فوجيوارا بالشكر لوزارة الثقافة الجزائرية على وضع قصر مصطفى باشا بالقصبة، المصنّف كتراث عالمي إنساني لدى اليونسكو، في متناول السفارة من أجل تنظيم هذا الحدث، كما قدّم شكره للسيد موري، معلّم الشاي بمدرسة أوراسينكي، وفريقه على المجيء من اليابان لتقديم احتفال الشاي وكذا عرض في فن الخط الياباني.
وعمد السفير في كلمته إلى التذكير بالعلاقات بين بلاده والثورة الجزائرية، التي تعود إلى ممثلية جبهة التحرير الوطني بالشرق الأقصى التي اتخذت من طوكيو مقرا لها سنة 1958، “ما سمح لبلدينا بأن يكتبا معا تاريخا طويلا من الصداقة تعود إلى ما قبل استقلال الجزائر”، يقول السفير، صداقة تجسّدت في العديد من المشاريع التنموية الاقتصادية التي أنجزتها شركات يابانية بالجزائر، (في إشارة إلى محطة تكرير البترول بأرزيو، المركب الغازي بحاسي الرمل، مصانع النسيج بندرومة، مركب الحجار، وحتى جامعة وهران التي صممها المعماري الياباني الشهير كينزو تانجي)، مشيرا إلى أن عدد الجالية اليابانية بلغت في تلك الفترة 3 آلاف نسمة، لتكون بذلك الجالية اليابانية الأكبر عددا في إفريقيا.
واعتبر السفير الياباني أن التبادل الثقافي يلعب دورا كبيرا في دعم العلاقات بين البلدين، وفي هذا الصدد ستنظّم السفارة اليابانية “الأسبوع الياباني” نهاية شهر أكتوبر المقبل، من أجل تقديم مختلف الثقافات اليابانية بما في ذلك الثقافة الشعبية على غرار الرسوم المتحركة “المانغا”. كما أشار السفير إلى الثراء الثقافي الذي يزخر به البلدان، مع تواجد تقارب بينهما رغم البعد الجغرافي.
من جانبه، ذكّر المستشار يوسف يوسفي، ممثل الجانب الجزائري، في كلمته بأن الجزائر حصلت على استقلالها بعد مقاومة شرسة ضد الاستعمار، مقاومة صارت مثالا تقتدي به الشعوب المقاومة. كما اعتبر بأن العلاقات بين البلدين كانت على مدى 55 سنة مثالا في الصداقة والاحترام المتبادل، وقال: “نهنّئ أنفسنا على التطور المتواصل لهذه العلاقات”.
تميّز الاحتفال بجلسة شاي على الطريقة اليابانية، طريقة ضاربة في قدم، حيث تعود إلى أكثر من 400 سنة مضت، طريقة يحكمها الاحترام المتبادل، والأناة في القيام بكلّ شيء، بشكل دقيق ومدروس، وبذلك تعمّ روح “إيشيغو إيشي” أي إظهار جميع حضور احتفال الشاي النية الحسنة والاحترام لبعضهم البعض.
اقتربنا من السيد سوأويو موري، معلّم تقاليد احتفال الشاي بأوراسينكي، وأكّد لنا بأن تقاليد تقديم الشاي الياباني ضاربة في القدم وأنها دقيقة وتحكمها قواعد معينة، وهناك صفّ مخصص لتعلّم هذه التقاليد والتدرب عليها. وأضاف موري، الذي يزور الجزائر للمرة الثانية، بأن احتفال تقديم الشاي كان في السابق اختصاصا رجاليا بحتا، إلا أن النساء صرن أكثر إقبالا عليه مقارنة بالسابق.
كما قدّمت خطّاطة يابانية عرضا لفن الخطّ الياباني، شرحت فيه مختلف المواد المستخدمة في “الكاليغرافيا”، حيث تختلف كل تمتاز فرشاة عن الأخرى بالمادة التي صنعت منها ومدى ليونتها أو صلابتها. بالمقابل قدّم الفنان الجزائري صالح المقبض شروحا عن الخط العربي، ونشير هنا إلى أن هذا الفنان في مجال الخط العصري يعرض لوحاته بالمتحف الوطني لفن المنمنمات والزخرفة والخط العربي بالقصبة السفلى منذ قرابة الشهرين، ونفس المتحف يعرض لوحات في فن الخط الياباني.