انطلقت، أمس، في هامبورغ الألمانية قمة مجموعة العشرين التي تعزّزت أهميتها بلقاءات مهمة بين قادة الاقتصادات الكبرى، وعلى رأسها اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، ولقاء هذا الاخير بالرئيس الصيني شي جين بينغ وذلك على وقع احتجاجات شعبية ضد العولمة. تبحث القمة التي تستضيفها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحضور العديد من قادة العالم، عدة قضايا تتضمن التجارة، الاقتصاد، المناخ، الارهاب و قضية الهجرة التي اصبحث هاجسا مرعبا للمعمورة قاطبة.
تسببت هذه الموضوعات في حدوث انقسام في صفوف قادة الاقتصادات الكبرى في العالم، كما وضعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل خاص على الجانب المعاكس لها.
لعل أهم ما يميّز قمة هامبورغ، هو اللقاء التاريخي الذي جمع لاول مرّة الرئيسين ترامب و بوتين ، حيث بحث الزعيمان العديد من القضايا و الملفات بأمل تخفيف حدة الخلاف في العلاقات بين البلدين. قبل لقاء بوتين و ترامب قال محللون سياسيون «لدى الرئيس الأمريكي الذي كان قد أشاد ببوتين ثم تراجع إزاء الشكوك حول علاقات بين أعوانه وموسكو وسلسلة خلافات بين البلدين، ما يخسره أكثر من بوتين».
فهو في أدنى مستويات الشعبية في استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة. وسيكون عليه أن يعتمد اللهجة السليمة لمحاولة دفع العلاقات بين البلدين التي توترت في عهد أوباما، لكن دون أن يجازف باتهامه بالضعف أو بمحاباة الرئيس الروسي.
توقع المحللون احتمال التوصل إلى أرضية مشتركة حول سوريا رغم التوتر الشديد القائم منذ إسقاط الأمريكيين طائرة سورية في 18جوان بداعي أنها هددت حليفا كرديا.
هذا وجمعت القمة أيضا بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت تريد فيه واشنطن من بكين تدخلا لكبح جماح كوريا الشمالية، بعدما اختبرت بيونغ يانغ صاروخا بالستيا عابرا للقارات.
محادثات شاقة
يسعى زعماء أكبر الاقتصادات في العالم الى مد الجسور مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تغير المناخ والتجارة و الهجرة ، لكن مهمة ميركل تبدو صعبة لتحقيق توافق بشأن هذه المسائل وجميعها أصبحت ذات صعوبة منذ دخل ترامب البيت الأبيض مطلع العام.
وعقدت ميركل التي تخوض الانتخابات في غضون شهرين اجتماعا مع ترامب استغرق ساعة بفندق في هامبورج، مساء الخميس، سعيا لتجاوز خلافات فشل مبعوثون في تسويتها خلال أسابيع من المحادثات المكثفة والتي تضمنت زيارة كبير مستشاري ميركل الاقتصاديين لواشنطن، لاقناع الرئيس الامريكي بالانضمام الى اتفاقية باريس 2015 للمناخ. حول مائدة المجتمعين سيرتكز الحديث و البحث حول مسألة مكافحة الارهاب ، خاصة و أن الزعماء المتواجدون بقمة الـ 20 أقروا خطة لتعزيز مكافة هذه المعضلة الامنية التي لم يعد أحد بمنأى عن ضرباتها الموجعة.
على وقع المظاهرات
على وقع كل ذلك، يتظاهر في مدينة هامبورغ منذ أيام آلاف من المناهضين لقمة مجموعة العشرين.
ونشبت مواجهات بين الشرطة والمحتجين، أدت إلى إصابة أكثر من سبعين شرطيا، وإحراق سيارات للشرطة الألمانية. دعا ناشطون مناهضون للعولمة ومجموعات مدافعة عن البيئة ونقابات وطلاب ومجموعات كنسية إلى ثلاثين مظاهرة قبل وخلال القمة.
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المنظمين قوله إن شعار المظاهرات «أهلا بكم في الجحيم»، في إشارة إلى أن سياسات مجموعة العشرين في أنحاء العالم مسؤولة عن الظروف المشابهة للجحيم مثل الجوع والحرب والكوارث المناخية.