طباعة هذه الصفحة

وفاق سطيف وشباب بلوزداد

تاريخ حافل مع السيدة الكأس.. وأسماء لامعة في مسارهما

حامد حمور

تجري المباراة النهائية لكأس الجمهورية لهذا الموسم بين اختصاصيين، وهما شباب بلوزداد ووفاق سطيف، ذلك أنّ الأول سيلعب النهائي العاشر له وتوّج باللقب 6 مرات، بينما يلعب الثاني تاسع نهائي له وفاز بالكأس 8 مرات، ممّا يعني أن تاريخ الفريقين ثري في هذه المنافسة.
ومباشرة عند سماع اسمي الفريقين يتبادر إلى ذهن متتبّعي الكرة الجزائرية الأسماء الكبيرة التي كتبت بأحرف من ذهب مسيرة الناديين، اللّذان لهما شعبية كبيرة، وحافظا عليها لسنوات عديدة بتجديد متواصل للمواهب التي تألقت.
لالماس، كالام، ماتام، كوسيم..مرّوا من هنا
فبذكر الوفاق يمكننا التمعن في النجوم التي مرّت على هذا الفريق على غرار ماتام، كوسيم وصانع الألعاب عبد الحميد صالحي المعروف بالروح الرياضية الكبيرة التي لعب بها طيلة مشواره. ومن جهة أخرى، فإن أسماء ساهمت في التأطير كمدربين في تألق هذا الفريق الكبير من بينهم مختار عريبي وعبد الحميد كرمالي.
في حين أنّ شباب بلوزداد الذي احتكر الواجهة الكروية الوطنية لسنوات عديدة كان يضم «الجوهرة حسان لالماس (أحسن لاعب جزائري لكل الأوقات)، كالام، عاشور، عبروق، دحلب، سالمي، كويسي....
ويمكن القول أن الشباب والوفاق تألقا بشكل كبير في ستينيات القرن الماضي، وجمع كل فريق مجموعة من الألقاب..ولو أن الوفاق عاد بقوة في السنوات الأخيرة وزيّن خزائنه بألقاب أخرى جعلته يحتكر الواجهة في البطولة وكأس الجمهورية وكأس إفريقيا..بينما تراجع شباب بلوزداد ولم تكن المأمورية سهلة بالنسبة له، ويبحث حاليا على العودة الى التألق من خلال المنافسة بقوة على لقب كأس الجمهورية عشية اليوم.
الوفاق ولمسة مختار عريبي...
وفي هذا الاطار، نقدّم مختلف المحطات التاريخية التي كتبها كل فريق في منافسات كأس الجمهورية، ذلك أن الوفاق السطايفي لديه علاقة فريدة من نوعها مع كأس الجمهورية التي تعتبر حدثا بارزا بالنسبة لأنصارها الذين يفضلونها في أغلب الأحيان عن لقب البطولة، وما الشغف الكبير الذي نراه في كل مرة يتأهل فيها الى النهائي لدليل على ذلك من جهة، ومن جهة أخرى، فإن النسر الأسود فاز بكل النهائيات الـ 8 التي شارك فيها.
فاللقب الأول لأصحاب الزي الأبيض والأسود كان في 1963 بعدما أزاحوا فريق اتحاد العاصمة الذي كان يضم لاعبين كبار في الدور نصف النهائي، وهو أول نهائي لكأس الجمهورية، حيث جمعت المباراة بين الوفاق وترجي مستغام يوم 28 أفريل 1963 والتي انتهت بالتعادل 1 – 1، ممّا اضطر إلى إجراء مباراة ثانية يوم 12 ماي من نفس السنة، والتي ابتسم فيها الحظ للوفاق الذي سجل هدفين عن طريق نجمي الفريق أنذاك (كوسيم وماتام)، حيث فتح الطريق لهذا الفريق الذي كان يشرف عليه المدرب الكبير مختار عريبي لمسيرة ذهبية مع هذه المنافسة.
وتأهل الوفاق للدور النهائي مرة ثانية في العام الموالي أي في سنة 1964، وذلك لمواجهة فريق مولودية قسنطينة في مباراة لعبت يوم 17 ماي، فقد حافظ الوفاق على معظم اللاعبين الذين توجوا بالكأس الأولى، لكن بقيادة المدرب الهادي بن محمود، ومرة أخرى تمكّن فريق عين الفوارة من التتويج بعد فوزه على مولودية قسنطينة بـ 2 – 1، وقع للوفاق اللاعب بن كاري على مرتين وللمولودية بودماغ.
وعاد الوفاق الى المباراة النهائية عام 1967 حين تأهل الى تنشيطها رفقة شبيبة سكيكدة يوم 18 جوان لهذه السنة، حيث كان التنافس على أشده بين الفريقين اللذان يضمان لاعبين ممتازين، ويمكن القول أن المرحوم عبد الحميد كرمالي كان قد شارك في تشكيلة الوفاق كلاعب ومدرب، وتمكّن كوسيم من إهداء الكأس الثالثة للوفاق بعدما سجل الهدف الوحيد في المباراة، وبالتالي رفع «النسر الأسود» رصيده الى 3 كؤوس.
وفي العام الموالي 1968 تمكّن وفاق سطيف من التموقع في كسب الرهان مرة أخرى بالتأهل الى النهائي بعدما أقصى في الدور نصف النهائي فريق ترجي قالمة الذي كان بمستوى كبير، وجمعت المقابلة النهائية الوفاق بنظيره نصر حسين داي بملعب العناصر يوم 19 ماي، وعرفت توقيع 5 أهداف كاملة حين فاز الوفاق بـ 3 – 2، سجل لأبناء عين الفوارة كل من كوسيم، بوياحي (ضد مرماه) وصالحي، في حين سجل للنصرية كل من سعدي وعوار،ويمكن القول أن الوفاق كان يدربه مرة أخرى المرحوم مختار عريبي.
العودة إلى جو التّتويجات في 1980
وكان هذا التتويج في نهاية «العصر الذهبي» للوفاق مع السيدة الكأس، حيث أن أنصاره انتظروا طيلة 12 سنة لرؤية جيل جديد من اللاعبين يعيدون الوفاق الى الواجهة في المنافسة الشعبية رقم واحد بالجزائر، حيث تمكن الوفاق من التأهل الى الدور النهائي في عام 1980 أين واجه اتحاد العاصمة الذي كان يضم أسماء لامعة على غرار رابط، أمنوش، قديورة، كدو ويلعب كرة قدم جميلة، والوفاق يضم كل من شنيتي، قريش، سعود، خالفي.
والمباراة التي جرت يوم 19 جوان بحضور جمهور قدر بـ 70 ألف متفرج بملعب 5 جويلية عرفت تتويج الوفاق بعد هدف من اللاعب عربات في الدقيقة 68، ومدرب الوفاق كان آنذاك مختار عريبي.
وبتشكيلة جيدة تأهل الوفاق عام 1989 الى الدور النهائي الذي جمعه بمولودية باتنة يوم 23 جوان بملعب 5 جويلية حيث كان الوفاق يضم لاعبين مميّزين أمثال سرار، عجيسة، ماتام، زرقان بقيادة المدرب شنيتي، حيث تمكن اللاعب غريب من توقيع الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 87 ومنح به الكأس السادسة لأبناء عين الفوارة.
الكأس السابعة للوفاق كانت في عام 2010 بعد إجراء المباراة النهائية التي احتضنها ملعب 5 جويلية يوم أول ماي أمام شباب باتنة، أين فاز زملاء الحارس شاوشي بثلاثية نظيفة، حيث سجل الأهداف كل من مترف على مرتين وصوالح ضد مرماه، وكانت تشكيلة الوفاق متوازنة وتضم أسماء لامعة في الكرة الجزائرية أنذاك على غرار العيفاوي، لموشية، مترف، شاوشي، حاج عيسى، دلهوم والمرحوم حيماني.
وبعد عامين عاد الوفاق لتنشيط اللقاء النهائي أي في سنة 2012 ضد شباب بلوزداد منافسه في مباراة اليوم، وعادت الكلمة الأخيرة آنذاك لأصحاب الزي الأسود والأبيض حين فازوا بنتيجة 2 – 1 بعد الوقت الإضافي،وسجل للوفاق كل من حشود وبن موسى وللشباب عمار عمور.
 وللاشارة، فإن تشكيلة آلان غيغر كانت تضم لاعبين ممتازين على غرار الحارس بن حمو واللاعبين بلقايد، حشود، قراوي، جابو، دلهوم...
الشباب..تألّق كبير في الستينيات
شباب بلوزداد فريق أبدع وسيطر على المنافسات الوطنية بشكل كبير منذ الستينيات بأسماء لامعة كتبت مسيرة هذا الفريق، الذي كانت له أول نهائي فاز به كان في عام 1966 عندما واجه رائد القبة يوم 24 أفريل، حيث كان التشكيلة قوية وفازت بـ 3 – 1 من توقيع كل من لالماس (هدفان) وماتام، وسجل للقبة ناناش ولعب شباب بلوزداد هذه المباراة بلاعبين ممتازين أمثال لالماس، كالام، عاشور...
وفي 12 جوان 1969 واجه شباب بلوزداد نظيره اتحاد العاصمة، والتي عرفت توقيع 8 أهداف كاملة، أين فاز أبناء لعقيبة بنتيجة 5 – 3 أمام أبناء سوسطارة في مباراة كبيرة، والتي سارت الى غاية الوقت الاضافي حيث سجل للشباب كل من كلام، عاشور ولالماس (3 أهداف)، وسجل للاتحاد برناوي (هدفان) ومزياني.
وواصل الشباب على نفس المنوال وتوّج عام 1970 بالكأس الثالثة في مساره أمام نفس الفريق أي اتحاد العاصمة، الذي كان يعرف بالفريق الذي يخسر النهائيات حيث جرت المقابلة النهائية يوم 20 جوان بالعناصر، والتي انتهت بالتعادل 1 – 1 من توقيع كل من كالام للشباب وتشالابي للاتحاد، وتم إعادة النهائي يوم 28 من نفس الشهر ببولوغين أين كان الحظ بجانب الشباب الذي «سحق» منافسه بنتيجة 4 – 1، ووقّع للشباب كل من كلام ولالماس، هذا الأخير الذي كان مدربا في نفس الوقت، وسجل للاتحاد اللاعب زيتون.
1978..جيل تلمساني، كويسي، لعريبي، دحماني، ايغيلي...
وعاد الشباب إلى جو التتويجات عام 1978 بالكأس الرابعة في مساره عندما واجه مرة أخرى اتحاد العاصمة يوم أول ماي بملعب 5 جويلية، أين عرفت المباراة منافسة شديدة وانتهت بالتعادل الأبيض وحقق ش - بلوزداد اللقب بعد ضربات الترجيح بنتيجة 3 – 0، حيث كان أبناء لعقيبة يعتمدون على حارس ممتاز اسمه العم الذي كان في المستوى وسمح للفريق التفوق مرة أخرى على أصحاب الزي الأحمر والأسود.
ومرّ شباب بلوزداد بفترات صعبة حيث لم يحصل على لقب كأس الجمهورية إلا في (يوم 5 جويلية) 1995 عندما واجه أولمبي المدية بملعب 5 جويلية، حيث فاز أشبال المدرب حميد باشا باللقب عن جدارة بفضل العودة القوية في الشوط الثاني أين تمكن علي موسى ودوب منير الرد على هدف جحمون، أمام فرحة عارمة لأنصار الفريق العاصمي.
وحصل الشباب على الكأس السادسة يوم 21 ماي 2009 بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة عندما فاز على أهلي برج بوعريريج بضربات الترجيح حيث انتهت المباراة بالتعادل الأبيض بين الفريقين، وقد لعب الحارس فلاح دورا كبيرا في هذا الانجاز الذي ابتسم لزملاء معمري، براجة بوقجان، أيت واعمر وبقيادة المدرب المحنك حنكوش.
وللاشارة، فإن شباب بلوزداد خسر 3 نهائيات لكأس الجمهورية، وذلك في عام 1988 أمام اتحاد العاصمة، وفي 2003 أمام نفس الفريق بالاضافة إلى نهائي 2012 الذي خسره أمام وفاق سطيف.