استفادت ولاية بجاية خلال السنوات الأخيرة، جملة من المشاريع التنموية الكبرى التي جعلت بلدياتها البالغ عددها 52 بلدية، وهي عبارة عن ورشات أشغال إنجاز وانطلاق مشاريع ضخمة، تساهم في إحداث حركية تنموية في شتى القطاعات، ما يسمح بتحسين الإطار المعيشي للمواطن من خلال إحاطته بكل الوسائل والإمكانيات الضرورية، وهي إنجازات واعدة عرفتها في إطار البرامج التي أقرها رئيس الجمهورية بهدف تحقيق التنمية وإعطاء دفع قوي للإطار المعيشي.
ومن مشاريع تنموية عبر بلدياتها ودوائرها، على غرار المحطة البحرية الجديدة ببجاية، التي تقدر سعتها بـ100 ألف مسافر سيتم فتحها بصفة نهائية مطلع شهر جوان القادم، بعدما بلغت نسبة الأشغال حاليا 80ا لمائة، وهو الذي تمّ المشروع تسجيله للانجاز سنة 2008، غير أنه عرف تأخرا في انطلاقه، وتعزى الأسباب إلى العروض غير المجدية للمستثمرين في الميدان، سيما أنهم تقدموا بعروض أعلى بكثير من إمكانيات مؤسسة ميناء بجاية، والتي كانت قد حدّدت للمشروع مبلغا يقدر بـ2.5 مليار دينار، وهو المبلغ الذي أعيد تقييمه لغرض إيجاد متعامل لإنجازه.
هذه المحطة تمّ تجسيدها في إطار هندسي في غاية الروعة، حيث تتبرع على مساحة إجمالية تقدر بـ30 هكتارا، وبلغت تكلفتها بحوالي 3.6 مليار دينار، وفقا للمعايير الدولية السارية المعمول بها، في مجال استقبال وعبور المسافرين والعربات، وهي التي تكتسي أهمية قصوى بالنسبة لتنقل المسافرين، وقد تمّ انجازها بهدف رفع طاقاتها الاستقبال وعبور المسافرين والمركبات، حيث إنها قادرة على التكفل بأكثر من 100 ألف مسافر خلال فصل الاصطياف، مع توفير كافة الظروف الخاصة بالأمن وسلامة المسافرين.
ويضم هذا المشروع الضخم تهيئة موقعين، في كل منهما طابقين أرضيين ودورين اثنين موجهين لعمليات الركوب والنزول، بالإضافة إلى احتضانهما لعديد المكاتب الإدارية، فضاءات لراحة المسافرين، مطاعم، مقاهي، ومحلات تجارية.
وتمّ تجهيز كل واجهة من هذه البناية، بالزجاج والفولاذ بشكل هندسي أنيق يعطي لمسة إضافية من الجمال والرونق لكل الجهة الشرقية للمدينة، وتضم بنايتين منفصلتين تربطهما مجموعة من المعابر، وهي المنشأة التي تضاف إلى عدة مشاريع أخرى، على مستوى الشاطئ المحاذي لسيدي يحيى الذي يحتضن حاليا مشروع رصيف للبترول، حيث سيتم تحويله إلى فضاء للترفيه والاستجمام، ومن شأنه المساهمة في تحويل جذري لكامل الواجهة البحرية.
مشاريع في خدمة المواطن
أما المشروع الثاني فيتمثل في المستشفى الجامعي على مساحة تقدر بـ 39 هكتارا، بطاقة استيعاب ستصل إلى 500 سرير، وفقا للمخطط الصحي الجديد الذي تبنته الدولة، وسيكون وفق المقاييس الدولية المعمول بها، خاصة فيما يتعلّق بتصميم المشروع الذي سينجز وفق صورة عصرية، وكذا طبيعة التجهيزات الطبية التي ستكون جد متطورة، وهذا القطب الصحي الجديد سيسمح بتحسين الخدمة العمومية في مجال الصحة بالولاية، خاصة وأنّها تتوفر على كلية للطب، بإمكانها تنمية التكوين والبحث العلمي في هذا المجال. ومن المنتظر أن يكون وفق المقاييس الدولية المعمول بها، خاصة فيما يتعلّق بتصميم المشروع الذي سينجز وفق صورة عصرية، وكذا طبيعة التجهيزات الطبية التي ستكون جد متطورة. مشيرا إلى أنّ إنشاء هذا القطب الصحي الجديد سيسمح بتحسين الخدمة العمومية في مجال الصحة بالولاية، خاصة وأنّها تتوفر على كلية للطب، بإمكانها تنمية التكوين والبحث العلمي في هذا المجال.
وأما مشاريع التعليم العالي، تتمثّل القطب الجامعي الجديد بأميزور، بسعة 4 آلاف مقعد بيداغوجي، والحي الجامعي 3 آلاف سرير، بالإضافة إلى مشروع القطب الجامعي بالقصر، الذي يضم انجاز 6 آلاف مقعد بيداغوجي، بتكلفة مالية قدرت 360 مليار سنتيم. وهو القطب الجامعي حرما مميزا وفريدا من نوعه، لا يكمن فقط في توفره على أفضل الظروف البيداغوجية، التي تتمثل أهمّها في افتتاح قاعة للاستماع فريدة من نوعها، تتسع لألف مقعد، و12 مدرجا ذات سعة تتراوح بين 200 و300 مقعد، وإنما هو احتواؤه على مكتبة تتضمن 120مكتبا صمّم خصيصا للأساتذة. علاوة على هذا، تضم المؤسسة مقر رئاسة للجامعة، بني في ثمانية طوابق ومخابر للبحث العلمي ومطعم وكافيتيريا، بالإضافة إلى فضاءات أخرى للدعم والترفيه.
ومن بين المشاريع كذلك، مشروع الطريق السيار شرق ـ غرب، الذي يربط منطقة أحنيف (البويرة) بميناء بجاية، حيث أن نسبة الأشغال الخاصة بشطر ولاية البويرة بلغت 100بالمائة، فيما بلغت نسبة الأشغال على مستوى الشطر الثاني - أقبو ـ بجاية الممتد على مسافة 58 كلم نحو 80 بالمائة.
وهو المشروع الذي يمتد على مسافة 100كلم، بالرغم من أنه عرف تأخرا نظرا لعدة أسباب ومنها، معارضة ملاك الأراضي، والربط بشبكات الغاز والكهرباء والصرف الصحي، إلا أن الأشغال تواصلت وتمّ انجاز محولات تربط الطريق السريع شرق -غرب بالبويرة.
هذا الطريق الذي عملت السلطات المحلية، على تجسيده وإزاحة كافة العقبات التي صادفته، حيث كان والي الولاية قد أكد على ضرورة التعجيل في نزع الألياف الكهربائية التي تعيق المشروع، وكذا انجاز شبكات الكهرباء، الغاز، وقنوات صرف المياه، ويضم إنجاز 46 منشأة فنية، 07 محولات، 13 جسرا، نفق أرضي على طول 1105 متر طولي، 15 جدار دعم، وثلاث فضاءات خدماتية، موزعة على طول الطريق المؤدي من مدينة بجاية، إلى غاية منطقة أحنيف (البويرة) مرورا بمدن تالة، حمزة، القصر، سيدي عيش، أمالو، أقبو، تازملت، وامشدالة، ويقطع هذا الطريق ولاية بجاية بهضبة الصومام. وسيساهم عند نهاية الأشغال في القضاء على الازدحام، وتخفيف الحركة المرورية على هذا المحور من الطريق الوطني رقم 26، كما ستستفيد أيضا من إنجاز هذا المشروع، كل المؤسسات الاقتصادية الصناعية المتواجدة بوادي الصومام، خاصة الواقعة منها بمنطقة نشاطات القصر ومنطقة نشاطات أقبو، وذلك بفعل عجز الطريق الوطني رقم 26 الذي يعبر العديد من المدن، عن الاستجابة لهذه الحاجة الملحّة للتطور الاقتصادي بالمنطقة، حيث إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الازدحام المتكرّر، الذي يتشكّل على مستوى المراكز الحضريّة الكبرى على غرار أوزلاقن، سيدي عيش، وأقبو، ما يجعل الناقلين يضيعون الكثير من الوقت.
وسيتم تجسيده في طريقين، مستقيمين وموازيين لوادي الصومام الذي سيمتدان على طوله، كما أنه سيضمن خدمة النقل لخمسة مدن تتمثل في تازمالت، أقبو، سيدي عيش، القصر وبجاية، ويشتمل مئات المشاريع الفرعية الأخرى، التي يعدّ أهمها نفق سيدي عيش وجسر أقبو.
بالإضافة، إلى إنجاز الطريق الوطني رقم 43، الرابط بين بلدية ملبو وولاية جيجل وتسهيل عملية التنقل خاصة للمستثمرين، كون بجابة تتوفر على ميناء يعد الأول على مستوى منطقة الشرق، والثاني على المستوى الوطني بعد ميناء الجزائر، ومن بين المشاريع الأخرى مشروع إنجاز المحطة الكهربائية، التي تصل طاقة إنتاجها 160 ميغاواط لفائدة سكان القرى والمداشر.
فضلا عن مشروع مدرج للهبوط بمطار بجاية، بالإضافة إلى مشروع ازدواجية، وتحديث خط السكة الحديدية بني منصور ـ ببجاية، ومحطة تطهير المياه سيما سدّ ‘تيشيحاف’ والمشاريع التي سيتم الانطلاق فيها.