كفـاءات عاليــــة التخصصــات لتعزيــــر مصالـــح ووحـدات الجيـــش
تتويجا لحفلات التخرج السنوية بمؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي، أشرف الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس الأركان، صباح أمس، باسم الرئيس بوتفليقة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بالأكاديمية العسكرية لشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين»، على مراسم تخرج الدفعة العاشرة (10) من التكوين العسكري القاعدي المشترك، والدفعة (48) من التكوين الأساسي، والدفعة الأولى لضباط دورة الماستر.
كان في استقبال الفريق أمام المدخل الرئيسي للأكاديمية كل من اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية، واللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى، واللواء علي سيدان قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، حيث أدت له تشكيلة عسكرية التحية الشرفية، ليستمع إلى عرض حول الأكاديمية تضمن معلومات مفصلة عن مسار التكوين بها والدفعات المتخرجة.
بعدها انتقل الوفد إلى ساحة العلم، حيث أشرف الفريق على مراسم حفل تخرج الدفعات للسنة الدراسية 2016-2017، والتي استهلت بكلمة اللواء قائد الأكاديمية، ذكر فيها بنوعية التكوين الذي تلقاه المتخرجون طوال سنوات تكوينهم.
وقال اللواء في هذا الاطار:» «ها هي الأكاديمية اليوم تشهد ميلاد صفوة أخرى من ضباط الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، التي تلقت تكوينا عسكريا وعلميا متخصصا، مكونة بذلك نخبة من رجال الغد، تتدفق في عروقهم كل معاني الإخلاص والوفاء والشموخ والكبرياء، وهو إنجاز يضاف إلى جملة الإنجازات التاريخية الهامة لهذه القلعة الشامخة، التي ساهمت ومنذ الأيام الأولى للاستقلال في لعب دور ريادي في تكوين إطارات الجيش الوطني الشعبي ولا زالت تشكل النواة الصلبة التي يتأسس عليها جهاز الـتأطير في قواتنا المسلحة، بمساهمتها الفعالة في دعم وترقية المورد البشري الكفء للجيش الوطني الشعبي وتخريج دفعات ذات كفاءات عالية ومؤهلات تقنية على أعلى المستويات، من خلال البرامج النوعية المسايرة للمتطلبات التكوينية الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي المبنية على أسس ومبادئ التكوين المعياري الموجه للطلبة الضباط العاملين، والضباط المتربصين من دورة الماستر وكذا المتربصين من البلدان الشقيقة والصديقة».
الروح الوطنية تعلو الحسابات
حث اللواء المتخرجين على التحلي بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية في الذود عن حمى الوطن قائلا في هذا المقام: «أيها المتخرجون: إنكم ستؤدون اليوم قسما غاليا عزيزا تلتزمون فيه بالوفاء للوطن والولاء لشعبه بعد أربع سنوات من الجهد والتكوين والانضباط، حرصت فيها الأكاديمية بإطاراتها وأساتذتها على تسليحكم بقيم العلم والمعرفة وأعلى مستويات التكوين والتدريب، فهنيئا لكم بالترقيات إلى رتب تجعلكم تباشرون مشواركم العسكري كقادة تقع عليكم مسؤولية قيادة مرؤوسيكم، بكل حنكة وتفان في أداء مهامكم بإخلاص وبقدوة حسنة بأخلاقكم وأعمالكم، حاثا إياكم على الالتزام بالقوانين والنظم والتحلي بروح الانضباط والوعي والقيم الوطنية النبيلة والمبادئ الإنسانية السامية لتحقيق الارتقاء والتدرج في مختلف مستويات المسؤولية وتكونوا في مقدمة النخبة الوطنية.»
وواصل اللواء كلمته مذكرا المتخرجين في هذا المجال: «عليكم بالولاء اللامحدود لوطننا المفدى، والإخلاص للجيش الوطني الشعبي، والدفاع عن مبادئ وقيم الجمهورية والالتزام الدائم بواجب التحفظ والحفاظ على الأمانة وصيانة الوديعة حتى آخر قطرة من دمائكم، واحرصوا على مواصلة الاطلاع والبحث في مجالات العلم والمعرفة العسكرية منها والعلمية، وكونوا المثل الأعلى في تصرفاتكم، لتظلوا بذلك مصدر قوة جيشنا وأمتنا».
وبعد أداء المتخرجين القسم، قام الفريق والوفد المرافق له بتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الأوائل، مسلما شهادة النجاح للمتفوق الأول من دورة الماستر تخصص الميكانيك الطاقوية وأنظمة الدفع، وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، فاسحا بعد ذلك المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الآخرين.
شهادات نجاح للمتفوقين
في الأخير سلم الفريق قايد صالح شهادة النجاح للمتفوق الأول من التكوين العسكري القاعدي المشترك.
تواصلت المراسم بتسليم الدفعة المتخرجة من الطلبة الضباط العاملين راية الأكاديمية للدفعة الموالية، ليتقدم المتفوق الأول من الدفعة الثامنة والأربعين من التكوين الأساسي، طالبا من السيد الفريق الموافقة على تسمية الدفعة باسم المجاهد الراحل «العميد الهاشمي حجرس»، وليقدم بعدها نبذة عن حياة الراحل.
إثر ذلك أخلت التشكيلات العسكرية ساحة العلم لاحتلال منطقة الانطلاق للاستعراض، فاسحة المجال للعروض الرياضية في القتال المتلاحم على غرار الكاراتيه والكونغ فو والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدونه، ثم تشكيل لوحة تُمثل خريطة الجزائر والألوان الوطنية وحماية حدودها من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى متابعة تمرين قتالي بياني حول حصار واقتحام مبنى والقضاء على جماعة إجرامية.
تابع بعدها الفريق، من خلال شاشة عملاقة، البث المباشر لتمارين بيانية نُفذت من طرف القوات البحرية، متمثلة في «تمرين اقتحام وتحرير رهائن من على متن سفينة نقل المسافرين تحمل الراية الوطنية».
اختتمت بعد ذلك مراسم حفل التخرج باستعراض عسكري تحت أنغام الموسيقى العسكرية للفرقة النحاسية للحرس الجمهوري، تتقدمه مجموعة العلم متبوعة بتشكيلات الطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي والتكوين العسكري القاعدي المشترك، واستعراض في القفز المظلي.
الفريق قام بتفقد وتدشين مرافق بيداغوجية على غرار مخابر ومجمع التعليم المدعم بالحاسوب، كما تابع عبر تقنية البث المرئي عن بعد، مختلف العروض العلمية المنجزة من طرف الطلبة الضباط العاملين المتخرجين «تكوين جامعي».
وفي ختام الحفل كرم الفريق عائلة المجاهد الفقيد «العميد الهاشمي حجرس»، قبل أن يوقع على السجل الذهبي للأكاديمية.
للإشارة فإن الفريق كان قد التقى عشية حفل التخرج بقيادة وإطارات ومتربصي وطلبة الأكاديمية، أين ألقى كلمة توجيهية هنأ فيها كافة متخرجي مؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي، مؤكدا على أن التكوين الجيد هو الممر الإجباري الكفيل بترقية القدرات العملياتية والقتالية للجيش الوطني الشعبي والسمو بها. وجاء في كلمة الفريق ما يلي:
« هذه الأشواط المديدة التي نعمل من خلالها اليوم، بكل عزم وثبات، على تجسيد مبدأ نؤمن به كثيرا، وهو أن الله سبحانه وتعالى قد وهب الإنسان قدرات كبرى وغير محدودة وأودع فيه قوة لا تضاهى، فمن يعرف كيف يصقلها ويهذبها ويطورها وينميها، ومن يعرف كيف يستخدمها الاستخدام الأمثل والاستعمال العقلاني، فسيبلغ بها الغايات المنشودة، وعلى ضوء هذه الرؤية السليمة والمتبصرة، فقد حرصت كثيرا على الاستخدام السليم والعقلاني والوافي للطاقات البشرية التي يتوفر عليها الجيش الوطني الشعبي وسعيت جاهدا إلى أن أصبغ على العنصر البشري الصبغة التي تليق به بحيث اعتبرناه وسيلة وغاية في ذات الوقت، فهو وسيلة لأنه يمثل جوهر وصلب وأصل العمل الناجح وركيزته الرئيسية، وهو الغاية لأنه لا مسعى مثمر دون توفر العنصر البشري المناسب، وهنا تبرز تلك الرابطة المتينة بين العمل والإنسان، فالإنسان هو صنو الشجرة ومثلها تماما، فمنها المثمرة ومنها غير المثمرة التي لا خير فيها، بل ومنها حتى الشجرة الخبيثة، كما ورد في القرآن الكريم، التي تمثل مصدرا من مصادر الشرور والعياذ بالله.»