لاشك أن الأغلبية من شباب الجيل الحالي لا يسمعون كثيرا عن واحد من أعمدة الموسيقى العربية الحديثة، وهو الموسيقار المصري الكبير محمد الموجي والذي حلت، أمس، الذكرى الخامسة والعشرون لوفاته في ٢ جويلية ١٩٩٥.
كان الفنان الموجي أحد رموز الموسيقى العربية في مرحلة الخمسينيات وما بعدها والتي عرفت ازدهارا كبيرا، وكان إلى جانب كبار ملحني تلك الفترة، أمثال محمد عبد الوهاب وكمال الطويل ومنير مراد ورياض السنباطي وفريد الأطرش وغيرهم.
قام الموجي بعصرنة الموسيقى العربية بإدخال تقنيات ومقاييس علمية في دراستها، وتم اكتشافه سنة ١٩٥٤ بأغنية «صافيني مرة»، والتي أداها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي لحن له الموجي، كما أدى عددا كبيرا من الأغاني التي بلغ عددها ٤٩ أغنية من بينها: حبك نار، واحن إليك والليالي، ومغرور وأحضان الحبايب، وجبار واسبقني ياقلبي، وقولولو الحقيقة وحبيبها، ورسالة من تحت الماء، وقارئة الفنجان، ويا مالكا قلبي، وكامل الأوصاف، وكذا مجموعة من الأدعية والتسابيح الخالدة.
كما تعامل الفنان محمد الموجي، مع كثير من كبار مطربي تلك الفترة الذهبية من الغناء الطربي العربي، فلحن لأم كلثوم للصبر حدود وأسأل روحك، وللمطربة شادية شباكنا ومين قالك، وأحلى الكلام قلته، ولوردة الجزائرية أغاني مثل مستحيل، وأكذب عليك، وغنت له الفنانة نجاة الصغيرة التي أدت له رائعة عيون القلب والتي أداها منفردا بالعود وبروعة، وغنت له الفنانة الراحلة فايزة أحمد مجموعة من الأغاني منها أنا قلبي ليك ميال، وبيت العز وحيرا، وغلطة واحدة.
أدى الموجي بنفسه مجموعة من الروائع التي لحنها بانضباط كبير، وبدقة فنية، على غرار جبار وأسأل روحك، وأنا قلبي ليك ميال وصافيني مرة وغيرها.
كرم الفنان الموجي، خلال حفل له بلندن سنة ١٩٨٨، أين أدى إحدى روائع الملحن الكبير محمد عبد الوهاب، باختيار قصيدة الصبا والجمال التي أداها سنة ١٩٣٩، وهي من القصائد الصعبة، لكن الموجي أداها بروعة واثبت أنه فعلا أحد عمالقة الموسيقى العربية.