فتحت ورشة “التغيرات المناخية” المنظمة، أمس، بوزارة الخارجية ملف المشاريع المشتركة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في هذا المجال الحساس المشكل أولوية في سياسات الدول فارضا بدائل طاقوية وتحولات جذرية تضع الاقتصاد الأخضر في صدارة الاهتمام والعناية.
أظهرت الورشة التي تواصل أشغالها اليوم وغدا بمعهد تطوير الطاقات المتجددة، أن الآليات المعتمدة لمواجهة الاحتباس الحراري لا يمكن النظر إليها كوقاية بيئية وتصدّ لأخطار محدقة بالحياة الآدمية بل كتوجه لتحقيق النمو والرفاهية عبر اقتصاد أخضر تتسابق الأمم لبلوغه مهما كلفها من ثمن.
في هذا الإطار انصبت مداخلة بلكاس جهاد الدين مدير البيئة والتنمية المستديمة بوزارة الخارجية في عرضه لجهود الجزائر في مواجهة الاحتباس الحراري استنادا إلى مضمون اتفاقية الإطار الأممية واتفاق باريس مذكرا بالتدابير المتخذة من أجل تقليص انبعاث الغازات بـ7 في المائة أفق 2030.
وتحدث بلكاس باقتضاب عن مشاريع تنجز مع الاتحاد الأوروبي منها “كليما ساوث” لمواجهة أخطار الحرائق وتشجيع استعمال الوقود النظيف مرافعا لتمويل المشاريع وتحويل التكنولوجيا الرهان الكبير.
وتراهن الجزائر على البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة الذي يعد أولوية وطنية من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.واتخذت سونلغاز خطوات عملاقة في سبيل إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة لا سيما الشمسية رافعة النسبة إلى 343 ميغاوات بداية من 2017.ويعول على هذه الطاقة في رفع نسبة إنتاج الكهرباء إلى 25 في المائة اعتمادا على تكنولوجيا متطورة وموارد بشرية مؤهلة.
من جهته ممثل الاتحاد الأوروبي أثنى على جهود الجزائر في كسب رهان الطاقات المتجددة والتصدي لمشكل الانبعاث الحراري بمشاريع شراكة أعطت نتائج مثمرة، مذكرا أن بروكسل قررت خفض الانبعاثات الغازية إلى 20 في المائة قبل تحديدها بـ 40 في المائة أفق 2040.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي الذي نوه بمصادقة الجزائر على اتفاقية باريس “كوب 21” شهر أكتوبر الماضي، إن أوروبا ماضية في معركة التصدي للتغيرات المناخية بتخصيص ميزانية 186 مليار أورو، و17.6 مليار أورو مساهمة منها في التحويل التكنولوجي داعيا الخواص والبنوك إلى كسر التردد والاندماج في هذه الحركية.
ستيفان كورادو مسؤول البيئة والمناخ بالاتحاد الأوروبي توقف عند سياسة الجوار الأوروبية الشرقية والجنوبية تجاه الحوض المتوسطي عارضا جملة من الآليات والقنوات المعتمدة لمرافقة الدول في مسعى مواجهة الاحتباس الحراري قائلا إن الاتحاد قدم 732 مليون أورو خلال 2007 و2014.
رئيس مشروع climasouth برنادو سالا أعطى صورة دقيقة عن هذا البرنامج الذي يعد نتاج مفاوضات ولقاءات وعصب الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي بـ 5 ملايين أورو غايته دعم التحول الاقتصادي البديل.
وقال سالا إن هناك 3 مشاريع مع الجزائر حول مواجهة التغير المناخي يتصدرها climasouth من 2013 إلى 2018. وهي مشاريع تدرس مع مصلحة الأرصاد الجوية ومحافظة الغابات لمواجهة الحرائق والأخطار البيئية التي تفرض إجراءات احترازية ورؤى استشرافية وقائية. لهذا جاءت فكرة انتشار خرائط الأخطار ودليل حول المناخ يوفر معلومات وفيرة شافية لممولي المشاريع والبنوك وكل من يرافق هذا النشاط الاستراتيجي الذي يحمل غاية لا تقدر بثمن.