طباعة هذه الصفحة

بعد معاناة مع المرض

الروائية لويزة أوزلاق ترحل في سن مبكرة

عشقت الأدب فكان خلاصها من مضاعفات الألم ومُسكّنها الروحي

غيب الموت عنا أمس الروائية والقاصة  لويزة أوزلاق المعروفة باسم ديهية لويز التي اختطفها الموت وهي في ريعان شبابها، تحلم بالكتابة كما يحلم الأطفال بهدايا العيد، عيد لم تشعر بفرحته ولا بتذوق طعمه، بعد أن نكس المرض الخبيث ملامحه فدنسها، وغير من صفوته ولوث مشهده من البهجة والمتعة إلى الآلام والأنين.
نورالدين لعراجي
بوفاتها يكون القدر قد أفل نجم ديهية للأبد، واضعا فاصلا تراجيديا لذاكرة مبدعة، صنعت من كتاباتها سلطتها الأدبية المميزة، وحضورها القوي، الذي كانت أولى لبناته في سن مبكرة لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها، حيث بدأت في نظم وكتابة الشعر باللغتين لتنتقل إلى عالم الإصدار بكتابة أولى روايتها سنة 2012 تحت عنوان « جسد يسكنني» ، لتخوض تجربة أدبية في عالم الرواية والسرد في ثاني عمل سنة 2013 باللغة العربية « تحت عنوان «سأقذف نفسي أمامك»، وهنا بدأت أولى محطات الكاتبة الروائية مقارنة مع عمرها الإبداعي، لتنخرط رفقة مجموعة من المبدعين الشباب المغاربي في إصدار عمل قصصي مشترك وهذه المرة كان باللغة الأمازيغية.
تألقت الفقيدة  لويزة  سنة 2016  أثناء حصولها على جائزة محمد ديب للرواية في اللغة الأمازيغية وكانت فرصة عبرت فيها عن توجه جديد للكتابة الشبابية في الجزائر، خاصة وأن التجارب السابقة في الإبداع الأمازيغي كانت محدودة في أسماء دون غيرها، إلا أنها اقتحمت هذا الفاصل الثقافي وتمكنت من تبوأ مكانة مهمة في المشهد الأدبي الأمازيغي مهد أمامها الطريق في الحصول على الجائزة ذاتها .
لم يكن حضورها مقتصرا على النشاطات والندوات أو اللقاءات الأدبية إلا انها شاركت في العديد من التظاهرات الأدبية بالجزائر وخارجها وخصوصا بالإمارات العربية المتحدة، ناهيك عن مشاركاتها في الأمسيات الأدبية والترويج لإصداراتها عبر عدة ولايات والجامعات الجزائرية .
للإشارة الفقيدة من مواليد 1985 ببجاية وظلت مسكونة بالأدب وبقيت وفية للروح السامية ومن الممكن أن يوارى جثمانها الثرى ظهر اليوم بإحدى مقابر المدينة.