يتوقع خبراء الفلاحة بولاية تيارت أكثر من 3 ملايين قنطار من الحبوب بشتى أنواعها لاسيما بالجهتين الشرقية والشمالية للولاية عكس الجهة الجنوبية التي سادها شبه جفاف وكذا تساقط البرد بكثرة مما أثر على المنتوج الفلاحي.
بحسب بختة صافو إطار بمديرية المصالح الفلاحية بولاية تيارت، فإن المساحة المزروعة هذا الموسوم فاقت 350 ألف هكتار منها 10 آلاف هكتار أراضي مسقية ذاتيا من أصل 705 ألف هكتار مساحة صالحة للزراعة، حيث نفذ بعض الفلاحين ولاسيما فلاحو الجهة الشرقية للولاية إرشادات المصالح الفلاحية فيما يخص نجاعة السقي المحوري الذي أتى بنتائج معتبرة بالأراضي التي تم سقيها.
وذكرت صافو أن مصالح الفلاحة وفرت 1400 آلة حصاد وأكثر من 5400 جرار زيادة على 3 آلاف عربة نقل من أجل نقل المحاصيل الزراعية إلى المخازن المتواجدة عبر بلديات الولاية، حيث يبلغ عددها 39 نقطة تخزين منها 4 مخازن كبرى متواجدة بعاصمة الولاية ومهدية وفرندة والسوقر. وقد قدرت سعة التخزين بولاية تيارت 2 مليون و522 ألف قنطار حاليا.
أما البقوليات فتقدر المساحة المخصصة لزرعها حسب مصالح مديرية الفلاحة بـ 10400 هكتار زرع معظمها عدس والبقية خصصها الفلاحون لمادة الحمص وبلغة الأرقام تم زرع 9800 هكتار من العدس و600 هكتار من الحمص حيث بلغ الإنتاج 12 قنطار في الهكتار الواحد من مادة العدس.
حملة الحصاد والدرس انطلقت في بداية شهر جوان وتباينت النسبة بين شمال الولاية وجنوبها حيث اتضح جليا تأثر الجهة الجنوبية ما عدا بلدية سيدي عبد الرحمان بالجفاف، وتضرر 56400 هكتار جراء قلة تساقط الأمطار في وقتها بينما تضررت 600 هكتار بالبرد الذي تساقط في الآونة الأخيرة.
التدابير المتخذة لحماية الحقول من الحرائق تم التخطيط لها مسبقا من طرف مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع مصالح الأمن والحماية المدنية والفلاحين والشركاء لتفادي الحرائق، حيث نظمت المصالح المذكورة حملة واسعة مست جميع جهات الولاية للوقاية من الحرائق ومسبباتها. علما أن ولاية تيارت تعتبر رائدة في إنتاج الحبوب ولاسيما الشعير حيث وصل إنتاجها في العام ما قبل الأخير إلى أكثر من 4 ملايين قنطار وهي الثانية بالهضاب العليا بعد ولاية سطيف المتصدرة وطنيا.
يبقى الانشغال الوحيد بالنسبة للفلاحين ولاسيما في الجهة الجنوبية هو عدم الاستفادة من الدعم المباشر من صندوق التأمين لكون أغلبية الفلاحين المتضررين من الجفاف لم يؤمنوا على أراضيهم الفلاحية رغم الحملة التي قامت بها المصالح المختصة، وهي ثقافة لم تلق رواجا كبيرا لدى الفلاحين ويبقى اقتناء البذور خلال الموسم الفلاحي المقبل يشكل عائقا بالنسبة لهؤلاء.