وافق قادة الاتحاد الأوروبي على تمديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، خلال قمة بروكسل; الخميس. يشمل أعمال جدول القمة الأوروبية مستقبل الاتحاد الأوروبي بعد البريكسيت ومكافحة الإرهاب والتطرف، وسبل الحماية في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة إعطاء الأولوية لمستقبل الاتحاد الأوروبي أكثر من بريكست، فيما تلتقي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القادة الأوروبيين الخميس للمرة الأولى في بروكسل منذ نكستها الانتخابية. وافق قادة الاتحاد الأوروبي على تمديد العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة على روسيا فترة ستة أشهر، بسبب دورها المفترض في النزاع الأوكراني.
أعلنت ماي التي تتعرض لضغوط قوية من كل الجهات، منذ أن خسرت غالبيتها البرلمانية أن مهمتها في بروكسل ستكون تحديد خطتها لحماية حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. لكن ميركل، أقوى قادة أوروبا، أوضحت أن هذه المسألة لا تتصدر برنامج عملها مؤكدة على علاقات برلين القوية مع فرنسا ورئيسها الجديد إيمانويل ماكرون.
قالت ميركل: «بالنسبة لي، الأولوية هي لتحديد مستقبل الاتحاد الأوروبي بـ27 دولة، وليس المفاوضات مع بريطانيا حول خروجها (...) نريد أن نجري هذه المفاوضات بانفتاح، إلا أن علينا أن نركز قبل كل شيء على مستقبل الدول الـ27».
تابعت: «أعتقد أن الدفع الجديد القادم من فرنسا، ومن ألمانيا وفرنسا، يمكن أن يكون جيدا للجميع».
كان ماكرون قد صرح قبل ذلك «أن الأولوية بالنسبة لي هي في مناقشة مشاريع لإنشاء صناديق، ومناقشة طموحاتنا، وتجنب الدخول لأيام عدة في نقاش حول التفكيك»، في إشارة إلى النقاش المرتقب، الخميس، حول مكاني نقل هيئتين تابعتين للاتحاد الأوروبي من لندن، إلى مدينتين أوروبيتين بعد قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكان تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل سنة، الأخير في سلسلة ضربات للتكتل الذي يؤكد الآن أنه تمكن من رص صفوفه.
حقوق المواطنين
أعلنت تيريزا ماي، الخميس، في بروكسل أنها ستعرض على نظرائها من قادة دول الاتحاد الأوروبي، ما تنوي الحكومة البريطانية اتخاذه من إجراءات بشأن المواطنين الأوروبيين الموجودين على الأراضي البريطانية مع بدء تطبيق بريكسيت. قالت ماي، بعيد وصولها إلى العاصمة البلجيكية للمشاركة في قمة لقادة دول الاتحاد الأوروبي «اليوم سأعرض بعض نوايا المملكة المتحدة» بهذا الشأن.
يبقى مصير قرابة ثلاثة ملايين أوروبي يقيمون في بريطانيا وحوالى مليون بريطاني يقيمون في دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي موضع قلق مع قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد.
قالت ماي «هذه مسألة مهمة، وأردنا أن تكون من أول المواضيع التي تطرح في المفاوضات».
رفضت ماي في السابق ضمان حقوق رعايا الاتحاد الأوروبي في بريطانيا قبل الحصول على ضمانات بخصوص البريطانيين المقيمين في أوروبا.
مسألة حقوق الرعايا هي إحدى ثلاث أولويات في مفاوضات بريكسيت التي انطلقت رسميا الاثنين، إلى جانب كلفة خروج بريطانيا من الاتحاد المقدرة بحوالي 100 مليار يورو. ومسألة إيرلندا الشمالية التي ستشكل الحدود الوحيدة لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكسيت.
كان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أعرب في وقت سابق عن أمله في أن يعود البريطانيون عن قرارهم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واصفا الفكرة بـ»الحلم» القابل للتحقق.
قال توسك للصحافيين: «بعض أصدقائي البريطانيين سألوني إذا كان من الممكن التراجع عن بريكسيت، وإن كان من الممكن التوصل إلى نتيجة تفضي إلى بقاء المملكة المتحدة جزءا من الاتحاد الأوروبي».
أحدث قرار البريطانيين المؤيد لبريكسيت صدمة في أوساط التكتل السنة الماضية، لكن النكسة التي منيت بها ماي في الانتخابات المبكرة في 8 جوان وأفقدت حزبها الغالبية المطلقة في البرلمان، أثارت تكهنات بأن خططها المتعلقة ببريكسيت قد تضعف كثيرا أو حتى يتم التراجع عنها كليا.
الأسبوع الماضي، أكد كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير المالية الألماني وولفغانغ شويبليه أن «الباب مفتوح» لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
الإرهاب والدفاع
تعتبر مكافحة الإرهاب والتطرف من الأولويات على جدول أعمال قادة الدول الأوروبية في القمة. سيركزون خصوصا على المنصات المستخدمة على الإنترنت ودورها في الدعوة إلى العنف.
في مواجهة موجة من الهجمات الجهادية من قبل أفراد يبدو أنهم أصبحوا متطرفين من خلال شبكة الإنترنت، دعا الاتحاد الأوروبي قطاع المنصات الرقمية التي تبث محتويات عنيفة إلى الإحساس بـ»المسؤولية».
في استنتاجاتها، دعت دول الاتحاد الأوروبي قطاع الإنترنت إلى تطوير أدوات للكشف وإلازالة التلقائية للمحتويات التي تحرض على العنف. وحذر الاتحاد الأوروبي من أنه لن يتردد «إذا لزم الأمر»، في إصدار تشريعات حول هذا الموضوع. كما رحب قادة الاتحاد الأوروبي بتسريع مشاريع بناء الدفاع الأوروبي، وهو طموح يقوضه الجمود السياسي منذ عدة عقود.
يتعلق الأمر خصوصا بالصندوق الأوروبي للدفاع، وتطوير القدرات العسكرية المشتركة، أو تسهيل نشر «مجموعات قتالية» متعددة الجنسيات خلال أزمة ما. على جدول الأعمال الجمعة أيضا سبل الحماية في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، مثل احتواء الآثار السلبية للعولمة والتصدي لممارسات المنافسة غير النزيهة. يمكن أن تشمل هذه الحماية أيضا مكافحة التغيرات المناخية التي سيتباحث بشأنها القادة الـ 28 بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس.
في ما يتعلق بروسيا، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في تغريدة على تويتر أن «الاتحاد الأوروبي مدد العقوبات الاقتصادية على روسيا». وتنتهي مدة العقوبات التي تستهدف مصارف خاصة وشركات روسية في قطاع الدفاع أواخر أوت/ جويلية.