خلفت العملية الإرهابية التي استهدفت مسجد دار الرعاية الإسلامية بفينسبري بارك شمالي لندن قتيلا و10 جرحى، وأوقفت الشرطة أحد منفذي الهجوم الذي استخدم شاحنة لدهس المصلين، ووصف الحادث بأنه عمل إرهابي، وبرزت تحذيرات من تنامي مشاعر الكراهية في البلاد. أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أمس، أن واقعة لندن تعالج على أنها «هجوم إرهابي محتمل»، وقالت «أكدت الشرطة التعامل مع هذا كهجوم إرهابي محتمل»، وأضافت «كل مشاعري مع الضحايا وأسرهم وهيئات الطوارئ بالموقع».
مراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب
قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن الحكومة تندّد باستهداف بريطانيين مسلمين بعد خروجهم من الصلاة. أضافت ماي في مؤتمر صحافي لها بعد حادثة الدهس في لندن أن الشرطة قد استجابت لشكوى حول وقوع اعتداء بعد دقيقة واحدة من تلقي الاتصال. كما أكدت ماي أنه تم نشر عناصر إضافية من الشرطة لطمأنة المجتمع المسلم في بريطانيا.
تابعت ماي: «لا بد من مراجعة استراتيجياتنا حول مكافحة الإرهاب، كما يجب إعطاء الشرطة صلاحيات أكبر مما تملكها الآن، لأن التطرف بشع ومدمر لأسلوب حياتنا».
كما أشادت ماي بجهود المدنيين قائلة: «شهدنا من خلال الهجمات بطولة مدنيين ساعدوا الشرطة في مواجهة الإرهاب، وبرزت الروح التي يتحلى بها المجتمع البريطاني، لأن لندن مدينة لديها شعب متميز، كما أن الاعتداء على المصلين المسلمين يذكرنا بأن الإرهاب والتطرف يأخذان أشكالا مختلفة».
قال من جانبه، وزير الخارجية البريطاني ورئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون يقول إنه لن يسمح للكراهية بأن تفرق المجتمع البريطاني وقالت الشرطة البريطانية إن شاحنة دهست عددا من المارة في منطقة فينسبري بارك شمال لندن، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وجرح ثمانية آخرين، ونقل المصابون إلى 3 مستشفيات مختلفة. صعدت الشاحنة على الرصيف وصدمت عددا من المارة بعد منتصف الليل بالقرب من مسجد دار الرعاية في منطقة فينسبري بارك في شارع سفن سيسترز. قال شهود عيان، إن «ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون الشاحنة، لكن اثنين منهما فرا قبل القبض عليهما».
أكدت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أن التحقيقات الأولية لحادث الدهس بالقرب من مسجد «فينسبري بارك» بالعاصمة البريطانية لندن تشير إلى أن منفذ الهجوم يعمل منفردا، ويبلغ من العمر 48 سنة.
لفت مسؤول الشرطة الى انه تم نشر المزيد من عناصر الشرطة في لندن من أجل ضمان سلامة كل البريطانيين خلال فترة شهر رمضان، والتقت ماي، أمس، بممثلين عن مختلف الطوائف الدينية بالمسجد الذي شهد وقوع الحادث. يشار الى انه، ليلة الاحد، قام 3 شبان بريطانيين كانوا يستقلون سيارة بدهس المصلين بعد انتهائهم من أداء الصلاة في مسجد دار الرعاية الإسلامية قرب مسجد فينسبري بارك شمالي لندن، وخلف الحادث قتيلا و10 مصابين. نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شاهد عيان اسمه عبد الرحمن صالح العامودي قوله إن «الشاحنة توجهت نحونا ودهستنا...وكان السائق يصرخ سأقتل كل المسلمين.»
غضب وقلق
بعد الحادث عبر الناس من مختلف الجنسيات عن مخاوفهم وقلقهم وإحباطهم ازاء الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها مدينتهم، وصار واضحا أنهم قلقون من امكانية وقوع هجمات انتقامية في الأسابيع المقبلة. يسود مزاج هنا يختلف عن ذلك الذي ساد في اعقاب هجوم لندن بريدج، فرغم شعور الناس بالحزن هناك ايضا مشاعر غضب قوية.
فالناس يسألون مرارا وتكرارا: متى ستنتهي هذه الدوامة؟ وما الذي ستفعله الحكومة؟ ولماذا يفقد هذا العدد الكبير من الأبرياء أرواحهم. أصدرت مفوضية شرطة لندن بيانا على الموقع الالكتروني قالت فيه لندن مدينة تضم كثيرا من الديانات والجنسيات، والهجوم على طائفة واحدة هو هجوم علينا جميعا.