لتحضيرات عيد الفطر نكهتها الخاصة، كما لكل موسم ديني. وها هو العيد التنازلي بدأ لتوديع الشهر الفضيل واستقبال عيد الفطر، بعد شهر من الصيام والنوافل المعظمة والموائد المزينة بأشهى وألذ المأكولات، يأتي الدور على مرحلة أخرى مليئة بالتحضيرات المختلفة. «الشعب» تقف عند هذه المحطة الحاسمة الفاصلة.
كاد الوقت ينفد كما ينفذ الماء بين حبات الرمل خلال الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، التي تعتبر أهم مرحلة تعتكف فيها ربات البيوت في المطبخ على غرار سائر أيام الشهر الفضيل، لتحضير ما لذّ وطاب من حلويات العيد.
بالرغم من أن عديد العائلات يعتبر تحضيرها جزء لا يتجزأ من طقوس التحضير للموسم الديني، إلا أن الكثير منها صارت تلجأ لاقتنائها من المحلات في ظاهرة كانت تقتصر في المواسم الماضية على النساء العاملات اللواتي ينهكهن التعب المهني والتزاماتهن العائلية.
ركبت العائلات موجة شراء حلويات العيد من المحلات وأصبحت بالنسبة لها تعبيرا عن الرفاهية ويسر الحال.
قالت احدى ربات البيوت إن شراء لوازم الحلويات مكلّف ويمكن بذات القيمة المالية اقتناء ما يقابله من أطيب الحلويات المعروضة للبيع، في إشارة إلى ذروة الانفاق الشهري التي بلغتها العائلات المحلية بمعسكر خلال الأسابيع الماضية والتي ألقت بعد أن بلغت حدّتها نوعا من الوعي الاجتماعي بضرورة ترشيد النفقات أو على الأقل توازنها تماشيا مع الأيام الأواخر للشهر الفضيل.
نصيرة ربّة بيت سألتها «الشعب» عن تحضيراتها لعيد الفطر، أجابت أن لوازم حلوى العيد تكلف بين 7 آلاف و10 آلاف دينار، وهي ليست مستعدة لإنفاق هذا المبلغ من أجل وصفات حلويات فاشلة أو صنع حلويات قد لا تكون اقتصادية أو لا تكفي عائلتها وبروتوكولات الزيارات العائلية في عيد الفطر، خصوصا مع تزايد معدل الإنفاق في الشهر الكريم، فيما قد توفق في شراء 4 أصناف من الحلويات بنفس المبلغ أو أقل منه، وذلك ما يتطلّبه حسبها حسن التدبير العائلي».
«المقروط» ....قصص أسطورية
وخلاف ذلك، لا تستطيع أغلب العائلات بمعسكر التفريط في صنع حلوى «المقروط « في بيوتها، فترك هذه العادة حتى ولو بشرائه، يعتبر فالاً سيئا، جربته ربات البيوت اللواتي يخشين من إهمال إعداد مقروط العيد، الذي يعتبر من أحد التقاليد المتجذرة في التراث المعسكري، وتؤكد في شأنه الجدة «خالدية 65 سنة» أنه في حال الامتناع عن إعداده في البيت قد تفقد العائلة أحد أفرادها».
أضافت السيدة «خالدية» أنها تحرص أن تعدّ بنفسها حلوى المقروط وتوكل مهام إعداد باقي أصناف الحلويات لبناتها وزوجات أبنائها، لأن نسبة نجاح حلوى المقروط ضئيلة وتتطلّب الكثير من الجهد العضلي والذهني.
حول ظاهرة شراء حلوى العيد قالت «خالدية» أنه مهما كانت دوافع ربّة البيت، فذلك مجرد منفذ لبعض النساء للإفلات من مهامهن والتزاماتهن حيال تقاليد المجتمع وذلك ما يهدّد باختفاء عدة أنواع من الحلوى والأكلات التقليدية من قائمة التحضيرات للعيد المبارك، على غرار «القريوش، الكعك، و»المسمن» التي اختفت كليا في مواسم العيد، بسبب كسل ربات البيوت واستبدالها بالحلويات العصرية المكلفة جدا، مؤكدة انه لو ما ارتبط إعداد «المقروط» بطقس عقائدي أوتقليد عائلي أو بشرط من شروط الأزواج الذين يفضلون الأكلات التقليدية، لكان «المقروط «هوالآخر في طي النسيان.