نجحت وزارة التربية الوطنية إلى حد بعيد في تنظيم بكالوريا 2017، رغم الأخطاء التي سجلت في كثير من الأحيان وهاجس تسريب المواضيع، الذي لم يفارق هو الآخر الممتحنين طيلة أيامه وكان حديث العام والخاص، ناهيك عن حالات الغش المسجلة بالجملة، وفي هذا السياق أكدت نورية بن غبريت نجاح الامتحان بكل المقاييس بفضل المجهودات المبذولة.
أنهى أزيد من 700 ألف مترشح بكالوريا دورة جوان 2017، أمس الأول، على وقع عمليات غش سجلت بالعديد من المراكز على المستوى الوطني، في حين بلغت نسبة الغيابات 2 بالمائة وهي نسبة عالية مقارنة بالدورة السابقة، سيما في صفوف المترشحين الأحرار.
ورغم ذلك عبرت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت عن ارتياحها لمجريات الامتحان، وأوضحت خلال زيارة قامت بها، أول أمس، إلى مركز الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات أن الإجراءات المتخذة والتجنيد الكبير لكل العمال ساهم في نجاح بكالوريا 2017.
وبعد 37 يوما من العزل عن العالم الخارجي أشادت بن غبريت بعمل كافة المؤطرين، من بيداغوجيين وإداريين وعمال الدعم، والمجهودات المبذولة من طرفهم واعترافا بالالتزام والتجنيد الذي أبدته مختلف الوزارات وكذا مختلف الأسلاك المشتركة الأخرى.
وفيما يتعلق باليوم الأخير قامت «الشعب» بجولة استطلاعية بمركز امتحان الأحرار بمتوسطة باستور ومركز النظاميين الإخوة عروج وبربروس بالعاصمة، حيث كانت الأجواء مختلفة عن الأيام الأولى بغياب الخوف والارتباك، لكن الحديث عن الغش والغيابات لم يفارق حديث أغلب المترشحين.
وبخصوص عدد الغيابات المسجلة فقد سجلت وزارة التربية الوطنية تأخر وتغيب حوالي 10 آلاف مترشح متمدرس عن البكالوريا، وهو ما يمثل نسبة 2 بالمائة من المترشحين المتمدرسين في دورة جوان 2017 ، ناهيك عن التأخرات التي سجلت في الكثير من مراكز الامتحان ويبقى أغلبها بدون مبرر مقنع.
في هذا الصدد أكد مدير الدراسات بوزارة التربية مولود بولسان لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية أن الحكومة اتخذت كل الإجراءات لضمان وصول المترشحين المتمدرسين في الوقت إلى الامتحان، واصفا تأخر المترشحين المتمدرسين عن امتحان البكالوريا بـ «غير المقبول» لا سيما وأن «توزيعهم على مراكز الإجراء على مستوى الولاية تم بطريقة مدروسة، أخذت بعين الإعتبار مكان إقامتهم».
بالمقابل لم يستبعد بولسان « احتمال وصول المترشحين الأحرار متأخرين نظرا لبعد المسافة بين مقر سكناهم والمراكز التي تم توجيههم إليها، حيث أن نسب الغيابات مرتفعة في صفوف المترشحين الأحرار مقارنة بالنظاميين.
وفيما يتعلق بحالات الغش أكد المتحدث أن441 مترشح للبكالوريا ضبطوا في حالة غش، مؤكدا أنه «سيتم تطبيق القانون تجاه كل مترشح ضبط متلبسا وبحوزته وسائل الغش، وفي هذا الإطار تساءل الأولياء ومتابعون عن الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة الغش في وسط المترشحين.
رغم كل ما حدث من اختلال حسب بعض الأولياء إلا أن النجاح الكبير الذي حققته وزارة التربية الوطنية، من خلال التنظيم المحكم والإجراءات المشددة، هو مواجهة قضية تسريبات المواضيع وتفادي تكرار سيناريو باك 2016.
الإجراءات التي وضعتها وزارة التربية الوطنية بالتعاون مع العديد من الوزارات على غرار قطع شبكة الأنترنت، ووضع أجهزة مراقبة بمراكز الامتحان، وإعداد مواضيع احتياطية كان له الأثر الكبير في نجاح البكالوريا وإعطائها مصداقيتها الحقيقية، الأمر الذي بعث ارتياحا لدى الشارع الجزائري بشكل عام وأولياء المترشحين بشكل خاص.