قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، بزيارة إلى المغرب، التقى خلالها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، وغلب عليها الطابع الشخصي التعارفي، وخلت من توقيع اتفاقيات اقتصادية.
خلافا لزيارات الرؤساء الفرنسيين السابقين إلى دول المنطقة المغاربية التي حملت دائما صفة «زيارة الدولة»، اكتفى الرئيس ماكرون بجلسة إفطار عائلي مع الملك المغربي محمد السادس، مع عقد لقاء ثنائي، لتبادل وجهات النظر وجس النبض حول عديد القضايا.
خلت الزيارة من حضور أعضاء حكومة إدوارد فيليب، كما لم تشهد توقيع أية اتفاقيات اقتصادية.
ووصل ماكرون وزوجته بريجيت إلى مطار الرباط عند الساعة 17:00 مساءً وكان العاهل المغربي في استقباله، وشارك الرئيس الفرنسي في إفطار أقامه الملك محمد السادس على شرفه في قصره في دار السلام.
يغادر ماكرون صباح اليوم الرباط عائدا إلى باريس، مع احتمال إجراء ندوة صحفية، ونظرا للطابع الذي أخذته الزيارة، لم يلتق رئيس فرنسا جمعيات المجتمع المدني، ولم يلق أي خطاب أمام البرلمان كما جرت عليه العادة للتعبير عن مواقف بلده تجاه عديد القضايا.
نقلت وسائل إعلام فرنسية أنها الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي إلى منطقة المغرب العربي، والثانية إلى إفريقيا منذ تنصيبه في مهامه «ولها إطار شخصي لكي يتعارف الرئيس والملك ويضعان أسس العلاقة الفرنسية المغربية».
على جدول مباحثات ماكرون مع العاهل المغربي، الأزمة في الخليج التي يرغب كل منهما في توحيد جهودهما للوساطة. سيبحث الطرفان التعاون الثنائي في مجالات الأمن والاقتصاد.
العلاقات مع دول المغرب العربي تشكل أولوية سياسية للرئيس الفرنسي الذي يريد رسم شراكة جديدة بين اوروبا وإفريقيا والمتوسط حيث يمكن لدول المغرب ان تلعب دورا اساسيا بحسب الإليزيه.
تندرج هذه الزيارة في اطار خاص، حيث تشهد منطقة الريف بشمال المغرب حركة احتجاج منذ اكتوبر. من اجل تلبية مطالب المحتجين في الشوارع وفي موازاة ذلك، قامت الشرطة منذ 26 ماي باعتقال أكثر من مئة شخص ما زاد من غضب المحتجين ووصل الأمر إلى تنظيم مظاهرة مليونية، الأحد الماضي بالرباط.
ووجهت 25 جمعية في فرنسا ودول المغرب رسالة مفتوحة الى ايمانويل ماكرون من اجل التنديد بالحملة ضد المتظاهرين في الريف. وجاء في الرسالة «ان زيارتك المقبلة الى المغرب يمكن ان تشكل فرصة لأعلى سلطات هذه الدولة عن القلق حيال المساس بالحريات الاساسية وخرق القوانين الدولية.