تساؤلات حول معايير السلامة
أكدت شرطة سكوتلاند يارد البريطانية في حصيلة مؤقتة مصرع ستة أشخاص وإصابة خمسين آخرين على الأقل في الحريق الهائل الذي أتى على برج سكني غربي العاصمة لندن، فجر أمس الأربعاء. توقعت الشرطة أن يرتفع عدد القتلى، فيما شوهد عدد من السكان وأطفالهم وهم يقفزون من البرج تفاديا للموت حرقا.
أعلن رئيس جهاز الإطفاء في لندن داني كوتون أن «عددا» من الأشخاص قضوا في الحريق الهائل الذي اندلع فجرا في برج سكني غرب لندن. كانت فرق الإسعاف أعلنت نقل ثلاثين شخصا إلى المستشفيات، فيما ذكر شهود أنهم رأوا أشخاصا يسقطون أو يقفزون من المبنى المنكوب.
شارك في عمليات إخماد الحريق مئتا رجل إطفاء ونحو أربعين عربة إطفاء، فيما تجمع عشرات من سكان المبنى على الرصيف، معظمهم بملابس النوم، وبعضهم يحاولون الاتصال بأقرباء عالقين داخل المبنى. حاصرت ألسنة النار البرج السكني المؤلف من 27 طابقا، وأضاءت سماء غرب لندن قبيل الفجر وتصاعد دخان كثيف أسود.
شوهدت قطع كبيرة من الركام تتساقط من برج غرينفيل تاور، المبنى الذي يعود بناؤه لسبعينيات القرن الماضي في المنطقة التي تسكنها طبقة عمالية، والواقعة شمال حي كنسينغتون على مسافة قريبة من حي نوتينغ هيل الراقي. يقع برج غرينفيل بمنطقة لاتيمير رود في لانكستر ويست غربي لندن التي ينحدر أغلب سكانها من أصول عربية وأفريقية. قامت الشرطة بإخلاء المباني المجاورة خشية من الركام المتساقط، كما أغلقت جزءا من الطريق السريع «أي 40» المزدحم عادة ويؤدي إلى لندن، وأُغلق خط من مترو لندن يمر بالمنطقة قرب محطة لاتيمر رود.
في معرض تعليقه على الحادث، قال رئيس بلدية لندن صادق خان، أمس، إن هناك أسئلة يجب الرد عليها بشأن معايير السلامة المتبعة في الأبراج السكنية بمدينته.
كان سكان المبنى حذروا قبل عام من خطر اندلاع حريق بسبب تراكم النفايات أثناء أعمال ترميم. كتبت جمعية «غرينفيل آكشون غروب» على مدونة تقول «المسألة مثيرة للقلق إذ ليس هناك سوى مدخل ومخرج واحد لبرج غرينفيل خلال أعمال الترميم».