حقّق المدرب لحبيب خرايفية مسيرة مميّزة مع نادي وفاق عين توتة لكرة اليد في الموسم الحالي، حيث قاده إلى نهائي كأس الجزائر وكذا المركز الثالث في البطولة الوطنية، بفضل خبرته وإمكاناته المعترف بها في ميدان التدريب.
فقد تمكّن في فترة قصيرة مع هذا الفريق، بعد أن خلف المدرب السابق حساني من الوصول إلى نتائج معتبرة وكان قريبا من إحداث المفاجأة وكسب كأس الجزائر، كون فريق عين توتة اصطدم بخبرة لاعبي المجمع البترولي في مثل هذه المناسبات واللياقة الممتازة للحارس سلاحجي.. بالإضافة إلى اعتبارات أخرى داخلية وتخصّ اللاعبين الذين «خرجوا» نوعا ما من التركيز الضروري الذي يسبق المقابلات النهائية لمنافسة من حجم كبير.
لكن وصول الفريق إلى هذا المستوى يعبّر عن العمل الدقيق الذي أقيم بعين توتة، والذي يسير ضمن المنهجية التقنية التي سطرها خرايفية الذي استضفناه بمقر جريدة «الشعب» في بحر هذا الأسبوع للحديث عن تجاربه ومساهمته الفعالة في كرة اليد الجزائرية.
الجيل الذهبي لـ»الناديت»
المسيرة بدأت في فريق «الناديت» الذي كان فريقا من مستوى كبير يضم أسماء لامعة في كرة اليد الجزائرية، أين سيطر على الألقاب الوطنية لسنوات عديدة في السبعينيات الثمنينيات من القرن الماضي بفضل لاعبين مميّزين على غرار الهاشمي، خرايفية، حميش، باكير، بوحليسة.. حيث كانت المنافسة شيقة بين الفرق أنذاك أمثال ديناميكية البناء ومولودية الجزائر ونصر حسين داي، إلى جانب مولودية وهران.. فالتنافس كان على أشده على الألقاب الوطنية، وتعدى ذلك ليصل إلى المنافسات الدولية أين كنا نجد فريقين جزائريين مؤهلين إلى الدور النهائي من البطولات الإفريقية.
يتذّكر خرايفية أن قاعة حرشة كانت تكتظ عن آخرها لمتابعة مقابلات كرة اليد كون المستوى الذي يقدم آنذاك كان مميّزا بفضل العمل الكبير للأندية في التكوين بصفة مركزة، وقال في هذا الشأن: «نتائج العمل القاعدي للأندية اتضح بشكل كبير بوجود تنافس كبير بين عدة فرق وبالتالي بروز لاعبين مميّزين، الأمر الذي سمح للكرة الصغيرة الجزائرية التموقع بشكل جيد على المستوى الدولي من خلال تتويج أنديتنا بالألقاب الافريقية والعربية، إلى جانب التتويجات المتتالية للمنتخب الوطني على الصعيد القاري».
وتحدث ضيف «الشعب» عن الاختلاف الموجود بين فترته عندما كان لاعبا والوقت الحالي فيما يخص اللاعبين حيث إنه قال «الروح الجماعية كانت في مقدمة اهتماماتنا الأمر الذي كان يعطي قوة للفريق، كما أن الاستراتيجية كانت مرسومة على المديين المتوسط والطويل.. وهو الشيء الغائب في الوقت الحالي لدى معظم الأندية».
وبعد مسيرة ذهبية بالناديت، أين كان قائدا للفريق غادر خرايفية هذا الفريق العريق في عام 1988، ليتوجه إلى نصر حسين داي ثم نادي عين طاية، قبل أن ينهي مشواره ويتوجه إلى عالم التدريب بالموازاة مع مواصلة دراساته الجامعية بنيله شهادتي الماجستير ثم الدكتوراه.
وكانت خطواته الأولى في عالم التدريب بنادي الرويبة، أين أشرف على بروز العديد من اللاعبين الذين وصلوا إلى المنتخب الوطني، إلى جانب إشرافه على الدروس بالجامعة كأستاذ.. كما أنه درّب ناديه السابق الناديت في عام 1994.
عدة تجارب خارج الوطن
خاض لحبيب خرايفية تجارب عديدة كمدرب خارج الوطن بكل من تونس، العربية السعودية، الإمارات، الكويت والتي سمحت له توسيع مجاله التدريبي بشكل موفق، قبل عودته إلى الجزائر عام 2009، أين أشرف على تدريب المنتخب الوطني للأواسط.. ثم توجه إلى نادي أولمبي الوادي كتجربة جديدة.
في عام 2013، أسندت له مهمة المديرية الفنية الوطنية لاتحادية كرة اليد وهذا تحضيرا لاحتضان الجزائر للبطولة الافريقية بالنظر لخبرته وحنكته وإمكانياته التنظيمية كمدير فني، أين تمكّن المنتخب الوطني في عام 2014، من التتويج باللقب الإفريقي.. فالتجربة الطويلة التي اكتسبها وتحكمه في منهجية التدريب والتخطيط كانت جد مهمة ضمن عمله في المديرية التقنية الوطنية.. وبأسف شديد تحدث خرايفية على أن اللقب القاري الذي فازت به الجزائر في 2014، لم يعط تلك القفزة النوعية التي كانت منتظرة لإعادة كرة اليد الجزائرية إلى المستوى من خلال بطولة قوية وفرق تعتمد على لاعبين مميّزين بتكوين قاعدي محترم لأسباب مختلفة ومتعددة..