شكلت الزيارة الميدانية التي قادت والي ولاية بومرداس عبد الرحمن مدني فواتيح، أمس، إلى عدد من البلديات الساحلية الشرقية، مناسبة لاطلاعه عن قرب على واقع عملية تهيئة الشواطئ المسموحة للسباحة التي تعرف تأخرا كبيرا، حيث صب جام غضبه على عدد من المسؤوليين المحليين الذين تقاعسوا في إنجاز المشاريع المسطرة لاستقبال المصطافين، مع فضح سياسة البريكولاج المطبقة كل سنة.
اختار والي الولاية الزيارة الأولى المخصصة لموسم الاصطياف الجديد البلديات الساحلية الشرقية، حيث كانت أول محطة شاطئ ليصالين غرب التابع لبلدية اعفير في أقصى حدود الولاية، وهنا تفاجأ الوالي لحجم التأخر في إنجاز أشغال التهيئة المبرمجة لهذا الشاطئ قبل افتتاح الموسم بأيام، فرغم الغلاف المالي المعتبر المقدر بـ300 مليون سنتيم المخصص لتوفير الخدمات الأساسية للمصطافين كتوفير الإنارة، المداخل، المرشات وغيرها من الضروريات الأخرى المنعدمة تماما في أقدم شاطئ بالمنطقة، إلا أن العملية ظلت تراوح مكانها، ونفس الشيء بالنسبة لشاطئ ليصالين غرب التابع لبلدية دلس الذي استفاد هو الآخر من نفس الملبغ المخصص لأشغال التهيئة، لكن الواقع أظهر عكس ذلك تماما، على غرار أيضا الشواطئ المسموحة للسباحة في كل من سيدي داود ورأس جنات خاصة الجديدة منها التي تفتقد لأدنى الضروريات.
هذا الواقع المر وإن فاجأ والي الولاية بإعتباره يقوم بالإشراف لأول مرة على متابعة سير عملية التحضير لاستقبال موسم الاصطياف منذ تنصيبه على رأس الولاية، ودفعه إلى الانفجار في وجه المسؤولين المحليين للبلديات الساحلية الشرقية الذين يفتقدون للإرادة وروح المبادرة في استغلال مزايا الموسم لإنعاش المنطقة سياحيا وإقتصاديا، إلا أنه في الحقيقة لم يكن الأمر كذاك بالنسبة للمواطنين خاصة الشباب الذين يرغبون في ممارسة أنشطة تجارية موسمية بالنظر إلى تعودهم على سياسة البريكولاج في التحضير وإدارة موسم الاصطياف كل سنة من طرف الإدارة المحلية، وتعمد ترك عشرات الشواطئ الخلابة العذراء دون أدنى اهتمام في هذا الجزء من الولاية، مقابل تركيز كل الجهود على شواطئ عاصمة الولاية وواجهة البحر التي تستفيد سنويا من مشاريع مختلفة، ونفس الحالة تعيشها شواطئ المنطقة الغربية حتى بودواو البحري التي ستكون اليوم محل معاينة في زيارة ثانية للمسؤول الأول على الجهاز التنفيذي.