مر اليوم الثاني من امتحان شهادة البكالوريا، أمس، بردا وسلاما على المترشحين بسبب سهولة موضوع الرياضيات بالنسبة للشعب العلمية والتقنية، وتميزت أجواء الامتحان بالعاصمة بالهدوء نوعا ما، رغم الحديث عن تسريب الموضوع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
رغم الإجراءات المشددة التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع عدة جهات أمنية وقضائية لتفادي تسريب مواضيع امتحان نهاية التعليم الثانوي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن الحديث عن ذلك لم يفارق المترشحين في ظل غياب دليل واضح يؤكد وجود التسريبات.
«الشعب» وفي جولة استطلاعية إلى بعض مراكز الامتحان بالعاصمة في اليوم الثاني الذي اجتاز فيه مترشحو الشعب العلمية والتقنية وكذا الأحرار مادة الرياضيات التي كانت الهاجس الوحيد، نظرا لأهميتها ومعدلها في الشعب المذكورة.
بمجرد اقترابنا من بعض المترشحين بمركز امتحان ثانوية الإخوة عروج وبروبرس بشارع باستور، قابلتنا علامات الرضا بادية على وجوه الجميع، والسبب هو أن موضوع الرياضيات كان في المتناول رغم الخوف والارتباك الذي كان يخيم عليهم خوفا من تكرار سيناريو بكالوريا 2016.
الانطباعات الإيجابية نفسها عند المترشحين الأحرار بمركز متوسطة باستور، حيث جاء موضوع الرياضيات في المتناول، ووسط ظروف يمكن وصفها بالعادية، وإجراءات أمنية استثنائية تحسبا لأي طارئ قد يقع في عين المكان، لكن الجو العام كان عاديا.
الإجراءات الاستثنائية التي وضعتها وزارة التربية الوطنية لتأمين الامتحان وإعطائها مصداقية حقيقية ساهمت بشكل كبير في مواجهة الجهات التي تسعى إلى ضرب استقرار المؤسسة التربوية واستهداف التلاميذ بالدرجة الأولى، حيث أشاد المترشحون بالإجراءات المتخذة رغم إحداثها لنوع من الخوف داخل المراكز.
ورغم تشديد الحراسة والمتابعة، إلا أن الحديث عن التسريبات لم يخل من محيط المترشحين وحتى الشارع الجزائري، الذي يتابع مجريات الامتحانات عن كثب منذ انطلاقها، خوفا من تكرار سيناريو بكالوريا 2016 التي عرفت تسريب الأسئلة قبل توزيعها.
الإجراءات الاحترازية التي لجأت إليها الجهات الوصية شملت قطع تقنية الجيل الثالث والرابع عن الممتحنين، رغم استياء الزبائن لمختلف المتعاملين، كما قامت بوضع أجهزة تشويش داخل قاعات الامتحان، واجهة أخرى لمراقبة الأجهزة المعدنية.
كما قامت أيضا الوصاية بغلق الصفحة» باك « 2017 في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك « التي تحتوي على أكثر من 6 آلاف مشترك التي تتداول فيها خلال اليوم الأول من الامتحان، أجوبة مواد الرياضيات واللغة العربية وحتى العلوم الإسلامية بطريقة منظمة بعد مرور 15 دقيقة من توزيع أوراق الامتحانات الخاصة.
نفس السيناريو تكرر، أمس خلال امتحان مادتي الرياضيات بالنسبة للشعب العلمية ومادة الأدب العربي الخاصة بالشعب الأدبية، الذي عرف تداول الأسئلة والأجوبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي « الفيسبوك « لكن هذه المرة عبر صفحة « رادار مسابقة الأساتذة « وذلك بعد حجب صفحة « بكالوريا 2017.
وفي خضم هذا الجدل الواسع حول تسريب المواضيع على شبكات التواصل الاجتماعي وتداعياتها النفسية على المترشحين، رغم أنها لم تكن بشكل كبير ولم تسرب قبل انطلاق الامتحان على غرار ما حدث السنة الماضية، لكن السؤال المطروح من يتحمل المسؤولية في ظل انسياق المترشحين وراء هذه الشائعات وإمكانية تأثيرها على أدائهم.
وفي هذا السياق حمل متابعون للامتحان مواقع إلكترونية إعلامية وصفحات مسؤولية نشر الإشاعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أربك المترشحين وخلق جوا مشحونا، رغم أن التسريب لم يكن بشكل كبير تزامنا مع الإجراءات الأمنية المشددة.