طباعة هذه الصفحة

أنصاره يترقبون عودته إلى المشهد السياسي

إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي ومكانه غير معروف

في أول تصريح رسمي يثبت خبر إطلاق سراحه، أكد محامي سيف الإسلام القذافي، خالد الزايدي، الأنباء المتداولة عن إطلاق سراح نجل القائد الليبي السابق، وقال الزايدي إن قرار الإفراج عنه جاء تطبيقا لقانون العفو العام الصادر من برلمان شرق ليبيا، مشيراً إلى أن القرار استند إلى مراسلات وزير العدل في الحكومة الليبية المؤقتة - وهي حكومة شرق ليبيا التي يقودها عبد الله الثني وهي غير معترف بها دوليا وغير شرعية -والذي طالب في وقت سابق بالإفراج عن نجل القذافي وإخلاء سبيله.
وكانت كتيبة أبو بكر الصديق في الزنتان، سرية الحراسة أعلنت أنها أطلقت سراح سيف الاسلام القذافي، إلا أنه لم يتسن التأكد من مصداقية الخبر وصحة منسوبيته لتلك الكتيبة.
وتسيطر على الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) جماعات مسلحة معارضة لحكومة الوفاق الوطني الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا والمعترف بها من المجتمع الدولي.
كما أعلن الناطق باسم الجيش الليبي - الذي يقوده اللواء خليفة حفتر - إطلاق سراحه، مشيراً إلى أن سيف الإسلام مواطن ليبي استفاد من العفو العام وتم إطلاق سراحه وهو حر الآن.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها إطلاق سراح سيف الاسلام، دون إظهار أية صورة أو تصريح له، ما أثار دوماً التساؤلات والشكوك، لا سيما أن أحد محاميه كان أعلن في أفريل 2016 أنه أبلغ بإطلاق سراحه ليتبين فيما بعد أن الخبر غير صحيح.
يضاف إلى كل ذلك، أن مصادر ليبية مختلفة لا تزال تنفي خبر إطلاق سراحه حتى الآن.
هذا ورجحت مصادر أن يستقر سيف الإسلام بعد ما حصل على حريته، في مدينة البيضاء حيث يتواجد أخواله، متوقعةً أن يتوجه بكلمة أو خطاب إلى الليبيين في الوقت الذي يراه مناسبا.
وكان مجلس حكماء البيضاء سبق وأن عرض على قيادات قبائل الزنتان استضافة سيف الإسلام القذافي في حال الإفراج عنه للإقامة بين أهله، كما قدم نفس العرض العام الماضي لأرملة العقيد الراحل وأم نجله سيف الإسلام صفية فركاش، لكنها رفضته وفضلت العيش خارج ليبيا برفقة عدد من أبنائها.

رغبة جامحة في العودة إلى الحكم

مع استعادة سيف الإسلام القذافي حريته من جديد، عادت آمال أنصار نظام والده الراحل بالعودة من جديد إلى واجهة المشهد السياسي في ليبيا عقب سنوات من التهميش.
و معلوم أنه مازالت في ليبيا العديد من المدن والقبائل تدين حتى اليوم بالولاء إلى نظام القذافي، وترى في ابنه سيف الإسلام الرجل المثقف، المعتدل، القادر على العودة بهم إلى السلطة مرة أخرى.
يذكر أنه بعد فترة من الاختفاء، عاد أنصار نظام معمر القذافي إلى الساحة منذ أكثر من سنتين إلى الواجهة، وتشهد المدن الليبية بين فترة وأخرى مظاهرات ومسيرات ترفع فيها صور سيف الإسلام وأعلام الجماهيرية الخضراء، وقبل أشهر قامت القبائل المؤيدة لهذا النظام بالإعداد لعودة ابن القذافي عبر تشكيل حزب سياسي أطلق عليه اسم «الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا»، وتم ترشيح سيف الإسلام لتولي قيادته.

بطاقة تعريف

قصة حياة سيف الاسلام القذافي بدأت من باب العزيزية بالعاصمة، طرابلس، وتحديداً سنة 1972، عندما ولد الابن الثاني لمعمر القذافي من زوجته الثانية صفية فركاش، ليجد نفسه ابناً لحاكم ليبيا، وبعد سنوات الطفولة ذهب ليدرس الهندسة في لندن، فعاد إلى بلده محملاً بالأفكار الليبرالية، ما مكنه من الترويج لصورة الرجل المعتدل والمنفتح.
عاش الأقرب إلى والده وأثّر في عدة قرارات، كان ينظر إليه من الداخل والخارج كوريث لأبيه وقادر على الإصلاح والتغيير في ليبيا، خاصة بعد أن عرف بدفاعه عن حقوق الإنسان وأصبح مساهماً في الأعمال الخيرية.
حصل سيف الإسلام على دبلوم في الهندسة المعمارية وعلى شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة الاقتصاد بلندن، وهو يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، كانت له العديد من النشاطات البارزة أهمها في مجال حقوق الإنسان، ومثّل بلاده مرارا في مفاوضات دولية، خاصة تلك المتعلقة باتفاقات التعويض لعائلات ضحايا اعتداء لوكربي وضحايا اعتداء 10 سبتمبر 1989.
ترأس سيف الإسلام مؤسسة القذافي الخيرية للتنمية التي تم إنشاؤها سنة 1998، ونشط بشكل كبير في فيفري 2011 عندما حاول جاهدا إنقاذ النظام.
في جوان 2011 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، واعتُقل سيف الإسلام في نوفمبر 2011 على أيدي متمردين سابقين في الزنتان عندما كان متجها الى النيجر.
وفي جويلية 2015 حكم عليه في طرابلس بالإعدام، وذلك إثر محاكمة نددت بها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الإنسان.