تحتضن العاصمة المغربية الرباط، اليوم، أكبر مسيرة تضامنية مع «حراك الريف»، وأعلنت عدة تنظيمات جمعوية وسياسية المشاركة فيما أسمته «بالواجب»، في وقت عرفت الاحتجاجات الليلة الأخيرة، مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين.
بعد أشهر من الاحتجاجات بمدينة الحسيمة وبعض المدن المجاورة لها، المطالبة بالعدالة الاجتماعية وإنصاف منطقة الريف المغربي في توزيع الثروة والتنمية، لم تأخذ الأمور منحى تنازليا نحو التهدئة.
وقررت عدة تشكيلات من المجتمع المدني والأحزاب السياسية، تنظيم مسيرة ضخمة، اليوم، بالرباط للتضامن مع حراك الريف، وبرر المشاركون موقفهم بواجب التنديد بالتعسف والقمع المعتمد مع المحتجين بالحسيمة، وأكدت مصادر إعلامية أن كل المؤشرات توحي بمشاركة آلاف المتظاهرين.
وتنطلق المسيرة من المكان المسمى باب الأحد على الساعة 12:00 (منتصف النهار)، وانخرط عشرات لجان التنسيق والتضامن المحلية في الاستعداد للتبعئة والتحسيس لحضور أكبر عدد ممكن من المتضامنين إلى مدينة الرباط.
وفي سياق متصل، اشتبكت قوات الأمن المغربية مع متظاهرين ليلة الجمعة إلى السبت، في مدينة إمزورن جنوب الحسيمة بمنطقة الريف شمال شرقي المغرب.
وقالت مصادر إعلامية، إن المواجهات بدأت عندما تدخلت قوات الأمن لفض وقفة نظمها «حراك الريف». وأضافت أنها أسفرت عن إصابات في الطرفين، في حين تحدث ناشطون عن اعتقال عدد من الأشخاص.
وردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية هتافات تدعم مطالب المتظاهرين في مدينة الحسيمة، وتدعو إلى إنهاء ما وصفوه بالعسكرة، أي الانتشار الكثيف لقوات الأمن.
وكان وزير العدل المغربي محمد أوجار، قد صرح أن 104 أشخاص اعتقلوا على خلفية الأحداث الجارية في الحسيمة وإقليم الريف، وأوضح أن 86 ما زالوا رهن التوقيف، وثمانية تم التحقيق معهم في حالة سراح (طلقاء)، وعشرة أفرج عنهم دون توجيه تهم لهم.
وتشهد الحسيمة المغربية احتجاجات منذ أشهر عدة رغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات للتعامل معها وانطلقت بعدما قتل بائع السمك محسن فكري في طحنا داخل شاحنة نفايات، لدى محاولته الدفاع عن بضاعته التي صادرتها السلطات.
ويشعر المقيمون في منطقة الريف، بالإهمال من جانب الحكومة المركزية في الرباط منذ أعوام طويلة.وفي الآونة الأخيرة، علا صوتهم بالتعبير عن مظالمهم القديمة، ومن بينها التهميش والظروف المعيشية السيئة.
وقد تعهدت الحكومة في الآونة بتنفيذ مشروعات تنمية ضخمة في الريف.لكن استمرار المظاهرات يظهر مقدار الثقة الضعيف في وعود الحكومة.
وسعت الحكومة إلى تهدئة حالة الاستياء الواسعة بعد وفاة محسن فكري. وأمر الملك محمد مسؤولين بزيارة الحسيمة لتهدئة الحشود الغاضبة.
ومع استمرار المظاهرات، بدأت السلطات تتخذ إجراءات صارمة للتعامل معها. واعتقل عشرات المحتجين، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات.واتهم الناشط ناصر الزفزافي بـ»تهديد الأمن القومي».