طباعة هذه الصفحة

قلق بشأن مفاوضات البريكسيت

حزب المحافظين يخسر الأغلبية البرلمانية في بريطانيا

خسر حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية في البلاد، ما دفع بزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن إلى مطالبة ماي بالاستقالة وتفرض النتيجة النهائية الذهاب نحو تشكيل حكومة ائتلافية.
وكشفت النتائج شبه النهائية أن المحافظين في الطليعة لكنهم خسروا نحو 15 مقعدا بينما فازت المعارضة العمالية بنحو ثلاثين مقعدا. ما يشكل هزيمة شديدة لماي التي دعت إلى انتخابات تشريعية مبكرة أملا بتعزيز غالبيتها في البرلمان وإطلاق يدها في مفاوضات بريكسيت.
وفاز المحافظون بـ 318 مقعد، العمال 261 مقعد، الحزب الوطني الاسكتلندي 35 مقعد الديمقراطيون الأحرار 12 مقعدا والاتحادي الديمقراطي (أيرلندا الشمالية) 10 مقاعد.
وقال كوربن متوجها إلى ناخبيه أمس، «لقد خسرت ماي مقاعد عائدة إلى المحافظين، وخسرت الدعم والثقة. هذا كاف من أجل أن ترحل وتفسح المجال لحكومة تُمثّل حقا البريطانيين».
حكومة ائتلافية
ويحتاج أي حزب إلى 326 مقعدا في البرلمان لتشكيل الحكومة، وأعلنت ماي تريزا، أمس، تقول إنها قابلت الملكة وحصلت على إذنها لتشكيل حكومة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الأيرلندي.
وقالت ماي «إن المملكة المتحدة بحاجة إلى فترة من الاستقرار السياسي وإنها ستمضي قدما في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي».
مفاوضات البريكسيت على المحك
وعلق توني ترافرز على النتائج، من «لندن سكول أوف ايكونوميكس» إنه «يبدو أننا سنشهد زعزعة للاستقرار وسيكون من الصعب على الحكومة البريطانية التفاوض حول بريكسيت من موقع قوة».
وبات على المحافظين تشكيل تحالف حكومي مع حزب آخر كالوحدويين الإيرلنديين أوالاكتفاء بتشكيل حكومة أقلية، وفي الحالتين فإن المفاوضات ستستمر أسابيع عدة ما قد يوجه ضربة قاسية إلى الجدول الزمني لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر ماين فين من جامعة وورويك أن بريطانيا «أمام مرحلة من التحالفات أو بصدد انتخابات جديدة» والنتيجة «ستتم إعادة النظر بكل المقاربة المتعلقة ببريكسيت».
أما الليبراليون الديمقراطيون المؤيدون للاتحاد الأوروبي فكسبوا 4 مقاعد، بحسب هذه النتائج. وكانوا حذروا مساء الخميس من أنه «لن يكون هناك تحالفات أو اتفاقات» مع أحزاب أخرى». وخسر حزب يوكيب المعادي لأوروبا مقعده الوحيد.
ودعت عدة دول أوروبية بريطانيا إلى استئناف مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية التي خسرت فيها تيريزا ماي الأغلبية في البرلمان، ما شكل مفاجأة للأوروبيين.
تسريع الوتيرة
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أمس، أن نتائج الانتخابات التشريعية البريطانية ـ حيث خسر المحافظون الأغلبية المطلقة ـ «تشكل نوعا من المفاجأة» لكنها «لن تعيد النظر» في موقف بريطانيا من بريكسيت.
كما دعا نائب وزير الخارجية الألماني إلى عدم إضاعة الوقت والبدء في التفاوض على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعدما باتت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تكافح للاحتفاظ بمنصبها.وقال «نحن بحاجة للبدء في المفاوضات في أقرب وقت ممكن لأن الوقت يمر».