إقبال كبير لسكان بونة على مسرح مجوبي
عاش الجمهور العنابي على مدار أسبوع جوا من المتعة والفرجة مع الفن الأصيل، من خلال المهرجان الوطني 12 للموسيقى والأغنية الحضرية، الذي احتضنه مسرح عز الدين مجوبي، حيث استضاف على خشبته نجوم الفن الجزائري في طابع المالوف والحوزي والأندلسي..
تعاقب على ركح المسرح منذ الإعلان عن انطلاق المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية عمالقة المالوف والحوزي والتلمساني والأغنية الشعبية.. على غرار الفنان الكبير سليم الفرقاني الذي تألق في سهرة رمضانية عرفت إقبالا كبيرا للجمهور المتعطش للفن الأصيل، حيث أمتع الفرقاني الحضور بروائعه، محلقا بهم في سماء الموسيقى الراقية التي تتميز بها أغنية المالوف، مؤديا روائع «قم ترى»، «يا حمام بيت وصياح».. وقد نوه نجل فقيد الأغنية الجزائرية محمد الطاهر فرقاني بفضل عنابة على مسيرة والده حتى بعد وفاته، والتكريمات التي حضي بها في هذه المدينة.
كما عرف المسرح إقبالا كبيرا، ليكون في الموعد مع شيخ المدينة إبراهيم باي الفنان الأول للأغنية الشعبية بعنابة، الذي أدى باقة متنوعة من أغانيه المتميزة، فالبرغم من انقطاعه لسنوات عن الساحة الفنية، إلا أنه عاد إليها بقوة حيث ما يزال فنان «بونة» الأول، وهو ما تجلى من خلال التجاوب الكبير لعشاقه مع أغانيه وترديدها معه، فضلا عن التصفيقات والزغاريد التي كانت تعلو مع انتهاء كل وصلة غنائية.
«الفرشيشي يُمتع سكان بونة»
من جهته، قدم المنشد التونسي حاتم الفرشيشي رفقة فرقة «الأفاق للإنشاد» باقة من الموشحات والابتهالات التي تجاوب معها الجمهور الحاضر، كما أدى أغان من ألبومه الذي أطلقه مؤخرا بمناسبة شهر رمضان بعنوان «شيلوني» والذي يضم عددا من الأغاني من التراث المغاربي في طابع المالوف.
كما تألق المطرب حميدو بتقديمه لباقة منوعة من أغاني الشعبي، وردد أغاني أخرى لعمالقة الطرب الجزائري، على غرار محمد العنقى والهاشمي قروابي، من جهتها قدمت ابنة تلمسان ليلى بورصالي وصلات موسيقية أمتعت بها الجمهور الحاضر بروائع الفن الأندلسي المستلهمة من التراث الجزائري الأصيل، على غرار «الصلاة على نبينا» و»صلوا يا حاضرين»، إلى جانب قصائد في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام.
وتواصلت الأجواء الفنية ببونة، والتي أحيت الليالي الرمضانية، وكشفت عن جمهور ذواق للأغنية الجزائرية الأصيلة، حيث كانوا أيضا في الموعد حين أحيا الفنان عزيوز رايس حفله بمسرح مجوبي، والذي أبدع بدوره في تقديم ما جادت به قريحته من أغاني، وبالرغم من أن تاريخ إنتاجها يعود إلى سنوات، إلا أنها ما تزال تلقى إعجاب الجمهور العنابي الذي تفاعل معها.
«وللأغنية الشعبية حضور»
كما كانت الأغنية الشعبية حاضرة بصوت كل من عبد العزيز بابا عيسى ونجيب حمدي وعبد الحق دردار، الذين أدوا أغاني لعمالقة الأعنية الشعبية، أمثال عبد المجيد مسكود، محمد العنقى والعنقيس.. كما أمتعوا بوصلات مأخوذة عن الزجل المغربي على غرار «يا ناس مكناس»، «البهجة»..
وعاد الفنان عبد القادر شرشام بالحضور إلى زمن «عويشة والحراز» التي تألق في أدائها، كما أبدع محمد بلبل من عنابة بكوكتال من المالوف لشيوخ وأعمدة بونة، على غرار حسان العنابي وحمدي بناني والذيب العياشي، حيث أمتع العنابيين بأغاني «يا ساعة هنية»، «يا شمس العشية»، «سيد الملاح» و»يا صاحب الجنوح»..
جمعية جذور لحماية التراث بقيادة حورية عجيلي، الجوق المحلي للشعبي مع زهوة، جميلي عبد القادر، بلغرسة محسن، رضا عرفاوي، حسان أمشطوح من بين العمالقة الذين لبوا دعوة المهرجان، ودعوة سكان عنابة المتعطش للفن الملتزم والأصيل، حيث أحيوا بدورهم حفلات ساهرة إلى ساعات متأخرة من ليالي رمضان، إلى جانب جمعية تلاميذ وأحباب حسان العنابي وجمعية الرونق العنابي.
واختتم المهرجان سهرة أول أمس الخميس بصوت الفنانة القديرة نعيمة الدزيرية، والتي كانت نجمة التظاهرة الفنية، حيث صدحت على ركح «مجوبي» بأشهر وأجمل أغانيها، على غرار «يا المقنين الزين» التي تُبدع دائما في أدائها.. ليسدل الستار على تزواج رائع على مدار أسبوع كامل بين مختلف الطبوع الموسيقية من المالوف إلى الأندلسي والتلمساني والحوزي، أبرزت بأن الحس الحضري ممتد في هذه المدينة لأكثر من قرون.
للإشارة عرفت التظاهرة الموسيقية المنظمة من طرف مديرية الثقافة بالتنسيق مع المسرح الجهوي للمدينة، تكريم جميع الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة الفنية، تقديرا لإسهامهم في ترقية هذا النوع من الفنون الموسيقية..