هل تنجح المبادرة الكويتية لاحتواء الأزمة الخليجية ؟
في محاولة لتطويق الازمة الدبلوماسية التي أحدثت تصدّعا كبيرا في البيت الخليجي، ارتفعت الاصوات الداعية الى التهدئة والحوار، وأخذت عروض الوساطة تتهاطل من هذه الجهة والاخرى للبحث عن مخرج يقلّل تداعيات هذا الزلزال السياسي الذي ستكون آثاره وخيمة على المنطقة برمتها وليس على قطر فقط، التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في عزلة تامة.
يبدو جليا أن عرض الوساطة التي بادرت به الكويت يحظى بتزكية وقبول من الدوحة خاصة التي رأت في مبادرة الشيخ صباح الأحمد الصباح قشّة النجاة من ورطة كبيرة لم تكن تتوقعها يوما.
في السياق، توجّه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس إلى مدينة جدة بالسعودية، بحثا عن حلّ يعيد المياه الى مجاريها أويخفف حدّة التوتر داخل البيت الخليجي على الاقل، وهذا تتويجا لحراك دبلوماسي مكثف شهدته الكويت مباشرة بعد أن صدر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية وغلق المجالات الجوية والمنافذ البرية والبحرية بين السعودية والبحرين والامارات ومصر ودول أخرى من جهة، وبين قطر من جهة ثانية.
كان الشيخ صباح الأحمد الصباح أجرى اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر أعرب خلاله عن رغبته في العمل على احتواء توتر العلاقات بين الأشقاء، وإتاحة الفرصة للجهود الهادفة لتحقيق ذلك.
دفعا لجهود الوساطة الكويتية، أجّل أمير قطر خطابا حول الازمة الدبلوماسية مع الدول الخليجية المقاطعة لبلاده كان سيلقيه، أمس، ورحب بالوساطة بعد أن قرّر عدم الرد على الشقيقات المقاطعات بإجراءات مماثلة.
الدوحة تتبنى لهجة تصالحية
بدوره، قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، إن قطر تريد أن تتاح لأمير الكويت فرصة «التحرك والتواصل مع أطراف الأزمة ومحاولة احتواء الموضوع».
أضاف أن أمير الكويت كان له دور كبير في شقاق خليجي عام 2014 وأن الشيخ تميم «ينظر له كوالد» ويحترم رغبته بتأجيل أي خطاب أوخطوة إلى أن تكون هناك صورة أوضح للأزمة.
أضاف الشيخ محمد «تم اتخاذ إجراءات أحادية من جانب هذه الدول وغير مسبوقة أثرت على المواطنين والعلاقات الأسرية التي تربط شعوب مجلس التعاون الخليجي»، مضيفا أن الدوحة لن تتخذ إجراءات مضادة».
إذ شدّد بن عبد الرحمن على أن «الخيار الاستراتيجي لدولة قطر هو حل أي أزمة عن طريق الحوار»، لم يخف أن «هناك علامات استفهام كثيرة عن مستقبل مجلس التعاون» الذي اعتبر أنه «يستخدم كأداة لفرض وصاية أوفرض سياسات تبدأ بسياسات خارجية ومن ثم فرض وصاية على دولة من دول المجلس».
أكد وزير الخارجية القطري رفضه «فرض وصاية على دولة قطر بفرض سياسات خارجية ومن ثم التدخل في شؤونها الداخلية، هذه الإجراءات هي تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة قطر».
البحرين تشرع في تطبيق اجراءات المقاطعة
أصدرت وزارة الداخلية البحرينية، أمس، أوامر للإدارات المعنية بالشروع في تنفيذ إجراءات قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بحسب مصادر إعلامية. تشمل الاجراءات، وفق بيان لوزارة الداخلية «منع المواطنين البحرينيين من السفر إلى دولة قطر أوالإقامة فيها أوالمرور عبرها ومنع دخول أوعبور المواطنين القطريين إلى مملكة البحرين وإمهال المقيمين والزائرين مدة 14 يوما للمغادرة».
كما يشمل «متابعة مغادرة القوارب والسفن القطرية إلى خارج المياه الإقليمية البحرينية». أعلنت مملكة البحرين في بيان رسمي، أمس الاول، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وغلق الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر، مبررة ذلك بـ «إصرار دولة قطر على المضي في زعزعة الأمن
والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين».