تأتي هذه الأزمة التي تعد أخطر أزمة يتعرض لها مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في 1981، بعد أقل من أسبوعين على إعلان قطر أنها تعرضت لقرصنة أدت إلى نشر تصريحات نسبت إلى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
تضمنت التصريحات انتقادات للسعودية ودول الخليج بعد القمة الخليجية الأمريكية خلال زيارة ترامب للرياض، ونقل عن الأمير قوله إن إيران «تمثل ثقلا إقليميا وأن ليس من الحكمة التصعيد معها».
وأعلنت الدوحة في حينه أنها تتعرض لحملة إعلامية «مسيئة» وخصوصا في الولايات المتحدة.
وأدت هذه المسألة إلى تأجيج التوتر مجددا بين دول الخليج.
وتعود آخر أزمة مفتوحة في البيت الخليجي الذي يضم ست دول هي السعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان بالإضافة إلى قطر، إلى 2014 عندما استدعت ثلاث دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) سفراءها من الدوحة احتجاجا على دعم قطر للاخوان المسلمين على حد قولها، لكن الأجواء لم تغلق آنذاك ولم يتم طرد القطريين.
دعوات للتهدئة وصيانة الوحدة
تتوالى ردود الفعل الدولية المطالبة بالتهدئة بين الدول الخليجية الثلاث ومصر واليمن من جهة وقطر من جهة أخرى، حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الدول الخليجية إلى الحفاظ على وحدتها والعمل على تسوية الخلافات بينها، وقال تيلرسون في سيدني «بالتأكيد نشجع الأطراف على الجلوس معا ومعالجة هذه الخلافات»، وأضاف «إذا كان هناك أي دور يمكن أن نلعبه لمساعدتهم على ذلك، فاعتقد أن المهم لمجلس التعاون الخليجي أن يحافظ على وحدته».
من جهتها، حثت الصين أمس الدول العربية على الحفاظ على وحدتها وترابطها لتحقيق الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط، وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الصينية هوا تشان يينغ خلال مؤتمر صحفى ببكين، إن الصين «تابعت قرار الدول الخليجية الاربعة زائد مصر، قطع العلاقات مع قطر، وإنها تأمل أن تستطيع البلدان العربية تجاوز خلافاتها والتوصل إلى تسوية لأي نزاعات فيما بينها».
كما أكدت مصادر حكومية أردنية أمس أن الأردن يثق بحكمة وقدرة قادة دول الخليج على التغلب على أية خلافات بينهم وتخطيها، بينما اعتبر مسؤول إيراني رفيع عبر تويتر: قرار دول عربية قطع العلاقات مع قطر ليس حلا لإنهاء الأزمة في الشرق الأوسط. وقال حميد أبو طالبي مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس حسن روحاني على تويتر»انتهى عهد قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود... ليس وسيلة لحل الأزمة... ليس أمام هذه الدول خيار آخر سوى بدء الحوار الإقليمي».
يبقى في الأخير الإشارة إلى أن تساؤلات كثيرة تطرح حاليا حول مآل هذه الأزمة وعن إمكانية تجاوزها خاصة بالنسبة إلى قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة كما ستنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وتقدم قطر نفسها منذ سنوات في صورة الوسيط وأحد اللاعبين في الصراعات الكثيرة بالمنطقة.
هذا وارتفعت أسعار النفط بعد القرارات ضد قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال وأحد أكبر مصدري المكثفات.