تصرفات منتهكـة لأحكـام مدونــة أخلاقيــات المهنـة
الأشخـاص الضحـــايا عليهــم الضغـــط عـلى القنـــوات واللجـوء إلى العدالـــة
عبر زواوي بن حمادي رئيس سلطة الضبط السمعي البصري في بيان تلقت «الشعب» نسخة منه، عن إدانته لمثل هذه السلوكيات التي اعتبرها تصرفات خارجة ومنتهكة لأحكام مدونة أخلاقيات المهنة، من خلال ما يتم عرضه في حصص الكاميرا الخفية بقناة النهار، مبديا تعاطفه مع الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمس من طرف الصحفيين والكتاب والأدباء ورجالات الفن تضامنا مع الروائي العالمي رشيد بوجدرة أمام مقر سلطة الضبط السمعي البصري.
تحولت الوقفة الاحتجاجية التي رافقتها «الشعب» وشهدها شارع ديدوش مراد بالعاصمة أمس إلى قاعة تحرير كبرى جمعت أصحاب المهنة من مختلف السمعينيات والصحافة المكتوبة والأدباء وبعض الوجوه السياسية الحزبية إلى جانب حضور مستشار رئيس الجمهورية السعيد بوتفليقة هذا الأخير عبر للروائي بوجدرة عن تضامنه المطلق معه، لما تعرض له من إهانة ومساس في شخصه كقامة أدبية ترجمت رواياتها إلى 34 لغة عالمية ناهيك عن رصيده الثوري كمجاهد وأستاذ جامعي تدرس كتاباته في أكثر من 114 جامعة عالمية.
الوقفة التي رصدتها «الشعب» أمس سبقها احتجاج كبير عبر الفضاء الأزرق ووسائل التواصل الاجتماعي حيث وصل التضامن المطلق مع قضية بوجدرة إلى عتبة الألف إمضاء من مختلف الحساسيات وعبر ربوع الوطن ومن بعض المثقفين العرب، الجميع أجمع على أن ما تعرض له رشيد بوجدرة غير إنساني ولا هو بالأخلاقي ولا يمكن تصنيفه في إطار إدخال البهجة والفرحة على المشاهد، بعد التجاوزات الخطيرة التي يظهرها بعض الشخوص في هذه الحصص وهي لا تقل وصفا عن عصابات منظمة الهدف منها تهديم القيم والمساس بالتربية الإسلامية وتشويه أخلاق المجتمع الجزائري مع زراعة الرعب وتكريس طرق الجريمة في التعامل مع الضيوف.
وخلال استقباله وفدا عن المحتجين ضم كل من الشاعر الدكتور عاشور فني والإعلامي أحميدة عياشي رفقة الروائي رشيد بوجدرة أعرب زواوي بن حمادي عن أسفه لما حدث بعد التحذيرات المتكررة التي قدمتها سلطة الضبط السمعي البصري عشية الشهر الفضيل بضرورة تفادي مثل هذه السلوكات التي تسيء للرأي العام وللمشاهد، فاحترام المواطن حسب بن حمادي خط أحمر.
مؤكدا في السياق ذاته على وجوب تفادي القذف والسب والعنف بشتى صفاته في برامج الكاميرا الخفية تحت طائلة قوانين الجمهورية، معتبرا أن الأشخاص الذين تمت الإساءة إليهم عليهم التقدم بشكوى والضغط على هذه القنوات من خلال اللجوء إلى العدالة» وهذا حق يكفله القانون ولكن هذا لا يمنع سلطة الضبط من التدخل في حالة تسجيل هذه البرامج لحصص تسيء فيها لرموز الدولة.
ضرورة التفكير في بناء السمعي البصري
نظرا للبذاءة والانحطاط اللذين باتا الهاجس الأكبر في حصص الكاميرا الخفية، ناهيك عن المستوى المنحط لبعضها من خلال استقبال بعض الضيوف والإساءة اليهم إنسانيا ثم التلاعب بالألفاظ السوقية المسيئة للمجتمع الجزائري أكد بن زواوي على ضرورة مباشرة التفكير في إعادة بناء مجال السمعينيات الوطني. حيث ينص المرسوم التنفيذي المتضمن دفتر شروط المجال السمعي البصري 2016 بشكل خاص على احترام القيم الوطنية مع الحرص على عدم الترويج للعنف.