بما يشبه إطلاق صفارة إنذار، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، من أنه لا يمكن وقف مكافحة الاحتباس الحراري، داعياً جميع الدول إلى «البقاء ملتزمين» باتفاقية باريس رغم إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب منها.
قال غوتيريس للصحافيين على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي إن «التغيرالمناخي أمر لا يمكن إنكاره، وهو من أشد المخاطر في العالم حالياً ولمستقبل كوكبنا»، مضيفاً «من جهة أخرى، لا يمكن وقف التحرك بشأن المناخ، وأدعو دول العالم بأسره إلى المواصلة في الاتجاه ذاته، والإبقاء على التزامهم باتفاق باريس لما هو في مصلحتنا جميعا».
وكان ترامب وصف الخميس من البيت الأبيض الاتفاقية بأنها تضع أعباء مالية واقتصادية «ضخمة» على الولايات المتحدة. وأوضح أن الانسحاب الأميركي «يمثل إعادة تأكيد للسيادة الأميركية».
وأضاف أن بلاده ستبدأ مفاوضات إما للعودة للاتفاقية أو للدخول في اتفاق جديد «بشروط عادلة للولايات المتحدة وشركاتها وعمالها وشعبها ودافعي الضرائب».
وفي ردها على القرار الامريكي، قالت إيطاليا وفرنسا وألمانيا، إنها تأسف لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ورفضت اقتراحه بشأن إمكانية مراجعة الاتفاقية العالمية.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن نظيره الأمريكي «ارتكب خطأ تاريخيا» باتخاذ قرار انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ 2015، وأكد ماكرون في خطاب تلفزيوني بث الخميس عقب إعلان ترامب أنه «لن نعيد التفاوض بأي شكل من الأشكال على اتفاق يكون أقل طموحا» من الاتفاق الموجود حاليا.
أسوأ سيناريو
قدر مسؤول من منظمة الأرصاد العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ قد يزيد درجات الحرارة العالمية بواقع 0,3 درجة بحلول نهاية القرن في أسوأ سيناريو محتمل.
وتهدف اتفاقية باريس التي أبرمت في نهاية 2015 وكان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من أبرز مهندسيها إلى احتواء ارتفاع متوسط حرارة الأرض «دون» درجتين مئويتين بالمقارنة مع فترة ما قبل الحقبة الصناعية.
والولايات المتحدة هي ثاني مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم بعد الصين.