نددت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، بقرار تخفيض كمية المساعدات الغذائية الموجهة للاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف الذين يعانون وضعية إنسانية صعبة، داعية المجتمع الدولي إلى التراجع عن هذا القرار الذي اتخذ منذ سنة، باعتباره عملية تجويع لأطفال الصحراء الغربية ذات الخلفيات السياسية، محذرة من العواقب الوخيمة لهذا القرار.
اعتبرت بن حبيلس قرار تخفيض كمية المساعدات الغذائية، الممنوحة للشعب الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، التي هي في الأصل كانت كمية محدودة تكفي العائلة كي لا تموت، بأنه عملية تجويع للأطفال الصحراويين ذات الخلفيات السياسية بحجة الأزمة الاقتصادية، مبرزة آثارها السلبية على الأم الحامل والطفل، مطالبة المجتمع المدني بعدم السقوط في هذا الفخ، وهو إجراء يهدف لتجويع الصحراويين والضحية سيكون الطفل مستقبل الغد.
وأضافت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، أنه أن الأوان لتحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة وعدم الاكتفاء برفع شعارات حقوق الإنسان والطفل، وإعطاء دروس للجزائر وفي الواقع لا تطبق، والحقيقة نراها يوميا من خلال معاناة الشعب الفلسطيني، السوري والعراقي، اليمني، والليبي نتيجة الصراعات الدولية والحروب المسلحة التي دفع ثمنها الطفل العربي.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر الجزائري طالب في العديد من المرات في المحافل الدولية بجعل الفيدرالية الدولية للهلال الأحمر، المنظمة العربية للهلال الأحمر قوة ضغط على الدول الكبرى المسيطر على العالم للتفكير في انعكاسات قراراتها على الوضعية الإنسانية بالدول العربية والإفريقية.
وقالت أيضا إنه عوض تخصيص الأموال لشن حروب وهمية على الشعوب، كان الأجدر منح تلك الأموال للمساعدات الإنسانية وبرامج التكوين.
لابد من الشفافية في العملية التضامنية
بالمقابل، شددت بن حبيلس على الشفافية في العملية التضامنية بتقديم قوائم العائلات المعوزة التي يشرف عليها الإمام والجمعيات المحلية يجتمعون مع الهلال الأحمر، بحكم وجود الانتهازيين، نافية أنها ألغت مطاعم الرحمة وإنما هي ممنوعة على الانتهازيين حتى تذهب المساعدات لمستحقيها، مضيفة أن الهلال الأحمر تخلى عن العواصم الكبرى وهدفه الوصول إلى المناطق التي لا يصل إليها أحد ويعانون في صمت.
أشارت إلى أن الهلال الأحمر الجزائري مرتاح لتوزيع المساعدات، وأنه منذ 2014 رفع تحدي ليصبح مكملا لمجهودات الدولة من خلال نشر ثقافة التضامن، من خلال التويزة والقلوب الرحيمة، وفي بداية تدخلها تحدثت بن حبيلس عن معاناة الطفل العربي بفلسطين وسوريا، العراق، ليبيا، اليمن نتيجة الصراعات السياسية ذات الأغراض الجيو استيراتيجية للدول الكبرى، قائلة :» أي حق للطفل يتحدثون عنه وهم يحتلون وطنه ويقصفونه من أجل الدفاع عن مصالحهم».
وذكرت في هذا السياق، بمعاناة الطفل الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي، وهو ما جعل الجزائر أكثر الدول شعورا بمعاناة الطفل العربي، داعية لوقف المجازر وإعطاء الحق في الأرض والهوية والثقافة، وكذا التفكير في تداعيات القرارات السياسية قبل التدخل، على حساب الأطفال، مشيرة إلى أن الجزائر أحسنت استقبال اللاجئين بضمان التمدرس لأطفالهم.
من جهته، قال القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوعلاق، إن اليوم العالمي للطفولة يأتي في ظرف يعاني منه الطفل عبر العالم ويزداد وضعه تدهورا نتيجة الحروب التي يصنعها الكبار ويدفع ثمنها الصغار، متسائلا عن مستقبل الطفل الذي ينشئ في بيئة مليئة بالقنابل والحروب وما لها من انعكاسات خطيرة في تكوين شخصيته التي ستكون لا محالة شخصية حاقدة على العالم، بسبب عنصريته وعدم احترامه لحقوقه التي كفلها له القانون، مشيرا إلى أن الطفل بحاجة لبيئة مستقرة ونظيفة أين يلعب ويدرس وينمو بشكل طبيعي.
وأضاف بوعلاق أن الجزائر أكثر الشعوب إدراكا لهذه المعاني كونها مرت بهذه الطريق وعرفت معنى الحرمان إبان حرب التحرير الوطني، معربا تضامن الكشافة الإسلامية مع أطفال فلسطين من خلال القيام بنشاطات بالتنسيق مع سفارة فلسطين بالجزائر منها مخيم صيفي لتوفير لهم بيئة مستقرة.
و قال الدكتور محمد لحسن زغيدي، إن الطفولة الجزائرية إبان الثورة أعطت نموذجا عن معاناة التنكيل الجسدي، والنفسي، التهجير، النفي، المعتقلات والمحتشدات والحرمان الاجتماعي، وكانت ضحية القصف العشوائي والتدمير الممنهج للقرى والمداشر، والتفجيرات النووية والألغام المزروعة على الحدود الشرقية والغربية التي تركت العديد من الأطفال المعاقين، مبرزا الآثار الخطيرة للحروب على شخصية الطفل من تدمير أخلاقي وتربوي وإنساني.
وأكد زغيدي في هذا الشأن، أن ما يعانيه الطفل الفلسطيني، السوري، العراقي، اليمني، والليبي هو تدمير للذات الإنسانية وحرب ممنهجة وقودها وهدفها هو تدمير البنى التحتية للإنسان العربي، لأن الطفل هو مستقبل الغد، داعيا الأشقاء العرب لأخذ التجربة من الجزائر بالحفاظ على الهوية والمرجعية التاريخية. كما تحدث ممثل الجمهورية العربية الصحراوية عن معاناة الطفل الصحراوي في الأراضي المحتلة، وفي الختام أعطيت كلمة للأطفال من سوريا وفلسطين والجزائر.