الرواية القصيرة للقاص والشاعر الجزائري نورالدين لعراجي والتي تدخل ضمن الجنس الادبي للقصة القصيرة ق.ق.ج والتي تحمل مدلولات نفسية واجتماعية وثقافية يختلجها المجتمع الجزائري بين طياته، مبرزا ايها لنا في قالب كسر فيه كل الطابوهات التي تعيق مسألة البوح لدى القاص وقد تجاوز فيها عتبة التحفظ العاطفي الى عتبة التداعي الحر في سرد إيحائي ورمزي جميل للعاطفة العذراء متجردا من كل “مثالية ممقتة” بل تحدى حدود “الأنا لدى الروائي المتلّكف” ودليل ذالك عنوان ماغسي merci بل غاص في اللاوعي العميق الذي نشعره به دون ان نعيه متخذا اسلوب التقمص الوجداني للقاص في قالب سردي شيّق لقصصه في توظيف المصلح النفسي الذي يعبر عن اللاوعي العميق”النوم السرير رؤيا اغفاءة تيه وسادتي ...” والذي يظهر بين ثنايا السلوك الممارس، ففي قصة “ضوء” التي لمسنا فيها التوظيف المبدع للنص الدني للنفاق العاطفي.
رحلة البحث عن الذات بمحاورة الآخر
في قصة “قرار” التي تحمل ترددا نفسيا لم يعش خارج نصوص المعنى ،في نصّه المعنون “رؤيا” رحلة البحث عن الذات من خلال الآخر ، اما قصة “سكر” اختزل فيها الشوق في فناجين قهوه دون حبات سكر ، اما في وطن في المزاد لخص فيها المآل العربي في اغنية تعلّق قلبي بطفلة عربية ، “كابوس” عشنا معه التعلق في سرد هستيري رائع ينتهي بوخز ابرة الممرضة c’est pas grave monsieur ça va se terminer ، “حدة وسرير” الذي يرمز الى الأمل المؤجل في اللاواعي ، “ضريح” وظّف فيه الرمز الثقافي الجزائري بإشعال شمعة عند ضريح الأمل ، “ماغسي” طار بنا القاص الى الزمن الجميل للترقب حينما كانت الوردة الحمراء والبرفان لا تسكنان الصور و لا العوالم افتراضية ، “وشوشة” عندما يتوحّد الحلم في تفاعل ايحائي رائع ... حقيقة وليس افتراضا عن نفسي وجدت فيها ذاتي وملامح من حياتي في الكثير من نصوصها.