سخرت السلطات الولائية لمدينة عنابة، مختلف الإمكانات المادية والبشرية لإنجاح موسم الاصطياف بهذه المدينة، التي تعرف نزوحا كبيرا للسياح من مختلف جهات العالم، حيث تعمل على توفير الظروف الملائمة لموسم اصطيافي ناجح، خاصة على مستوى الشواطئ، أين قامت بتجهيزها بالمرافق اللازمة وتوفير النظافة، الأمن والإنارة العمومية.
أعطيت بعنابة إشارة انطلاق موسم الاصطياف بحفل افتتاح من شاطئ ريزي عمر، الذي يعتبر قبلة العديد من المواطنين من داخل الولاية وخارجها، حيث تسعى السلطات الولائية لأن تكون بونة قطبا سياحيا بامتياز، بحسب ما أكده والي الولاية الأسبق يوسف شرفة، مطمئنا المصطافين والسياح، باتخاذ جميع التدابير ليكون موسم اصطياف مميزا، وتوفير الظروف الملائمة من خلال تجهيز الشواطئ وتوفير النظافة، الأمن، الإنارة العمومية وكل ما يضمن راحة المصطافين.
كما أكد شرفة على تسطير برنامج ثري، خاصة وأن بداية موسم الاصطياف يتزامن مع الشهر الفضيل. وعلى هذا الأساس، تمت برمجة نشاطات متنوعة تشمل سهرات فنية، معارض ونشاطات ثقافية وترفيهية، تشهدها شواطئ عنابة، ساحة «الكور» وقصر الثقافة محمد بوضياف، وذلك ـ بحسب شرفة ـ لخلق أجواء مميزة بمختلف جهات الولاية، وتعريف الجمهور والسياح بالمنتجات التي تتوفر عليها المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بصناعة الفخار، الألبسة التقليدية والرسم على الزجاج.
نحو استقطاب ما يقارب 3 ملايين سائح
تراهن مديرية السياحة لولاية عنابة على استقطاب ما يقارب 3 ملايين سائح هذه السنة، مقارنة بالسنة الماضية والتي سجلت مليوني سائح وزائر. وفي هذا الصدد، أعلنت السلطات الولائية عن تخصيص 21 شاطئا مسموحا للسباحة، وتم على هامش انطلاق موسم الاصطياف، تنظيم مسابقة أحسن شاطئ نظيف بهدف غرس ثقافة الاهتمام بشواطئ المدينة، وكانت مديرية البيئة بالتنسيق مع جمعيات ناشطة قد أطلقت حملة تنظيف واسعة، تحت شعار «نسيم البحر» شملت مختلف شواطئ عنابة، حيث تم تجنيد عشرات الشباب، فضلا عن توزيع مطويات على المواطنين وتحسيسهم بأهمية الحفاظ على جمالية الشواطئ، تحسبا لاستقبال موسم الاصطياف، حيث خصص لهذه العملية 12 مليار سنتيم، لتهيئة الشواطئ وربطها بمختلف المرافق الضرورية، على غرار دورات المياه، المرشات..
ومن المنتظر أن يدخل حيز النشاط خلال هذا الموسم 12 شالي بالقرية السياحية بشطايبي، من مجموع 24 تم ربطها بالكهرباء والماء وكل المرافق الضرورية التي ستعمل على توفير الراحة للمصطافين وجلب أكبر عدد من السياح الأجانب، فضلا عن دخول حيز الخدمة ثلاث مؤسسات فندقية بخدمات راقية، كما أكده مدير السياحة بالولاية نور الدين بونافع.
كما تم بالمناسبة تفعيل جهاز حراسة الشواطئ المفتوحة للسباحة لموسم الاصطياف 2017، وتجنيد أعوان الحماية المدنية وسباحين محترفين وغواصين، للسهر على أمن وسلامة المصطافين، خاصة منهم هواة السباحة، حيث بدأت بعض الشواطئ تشهد توافد مجموعات من الشباب، على غرار «سانكلو»، «شابي» و»عين عشير»..
وفي الجانب الأمني وضعت المصالح الأمنية مخططا استراتيجيا سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من الفاتح جوان، حيث سيتم تعزيز عناصر الأمن بالمناطق التي تعرف إقبالا كبيرا للسياح، على غرار شطايبي، سرايدي، عنابة وسط وضواحيها لتأمين موسم الاصطياف والتقليص من السرقات والاعتداءات الخطيرة التي تشهدها الولاية.
كما وضعت قيادة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة مخطط عملياتي من أجل ضمان الطمأنينة والسكينة خلال الشهر الفضيل وموسم الاصطياف على مستوى ولاية عنابة، حيث يرتكز المخطط على تعزيز الحماية والمراقبة لشبكة الطرقات، والأماكن العمومية لاسيما دور العبادة، الأسواق والأماكن السياحية.
وقد تم تجنيد حوالي 1000 دركي بهدف إحباط أي محاولة تمس بأمن المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة، عن طريق نشر دوريات مستمرة، سدود ونقاط المراقبة عبر شبكة الطرقات والأماكن العمومية وبرمجة عمليات مداهمة للأحياء والأماكن المشبوهة.
ومن خلال هذا المخطط، أكد قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، على أهمية إشراك المواطن كعنصر أساسي وفعال في المعادلة الأمنية، باعتباره حلقة هامة لضمان أمن واستقرار البلاد.