طباعة هذه الصفحة

الخارجية تحتفي بيوم إفريقيا

القارة وضعت منظومة تضمن التكفل الفعلي بمجموع التحديات

فريال بوشوية

أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السابق رمطان لعمامرة، أن ‘التقدم المعتبر الذي حققته البلدان الإفريقية في إطار المسعى التضامني من أجل إصلاح القارة، هو نتيجة جهود مضنية قائمة على الاستعمال العقلاني للإمكانات الإفريقية”، مسجلا بارتياح “أن القارة استطاعت وبصفة تدريجية، وضع منظومة متكاملة تتمحور حول أجهزة سياسية وتشريعية وأمنية واقتصادية، تهدف إلى ضمان التكفل الفعلي بمجموع التحديات، التي يتوجب على قارتنا مواجهتها على المديين المتوسط والبعيد، في إطار مقاربة مشتركة وشاملة”.
احتضن مقر وزارة الشؤون الخارجية، مساء الخميس، الاحتفال بيوم إفريقيا، الذي صادف هذه السنة الذكرى 54 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، حفل حضره إلى جانب رئيس المجلس الدستوري الوزير الأسبق للشؤون الخارجية مراد مدلسي، ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، المعين من قبل رئيس الجمهورية، الخميس، في منصبه الجديد، ووزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السابق رمطان لعمامرة، المنتهية مهمته، ووزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي.
بالمناسبة ألقى لعمامرة كلمة، ذكر من خلالها بأن رئيس الجمهورية “ومنذ بداية هذه الملحمة الوحدوية لإفريقيا، كان ولا يزال أحد البناة الكبار لهذا الصرح الشامخ لشعوب القارة عبر تاريخها المعاصر”، وبأن “الاحتفاء، يندرج في إطار تقليد متجدر في إفريقيا، يشهد على ارتباط بلدانها بقيم ومثل مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية”، معربا عن قناعة الجزائر ورئيسها أن افريقيا قد حققت انطلاقتها الصحيحة، وأن مصيرها بين أيدي أمينة”. كما لفت إلى أن الاحتفال بيوم إفريقيا “فرصة هامة للوقوف على الإنجازات الأساسية، والمكتسبات الهامة التي حققتها القارة... ولإعداد تقييم شامل للوضع واستشراف المستقبل، في روح من العزم والشفافية اللذين يتسم بهما العمل الإفريقي المشترك”.
وأشاد لعمامرة بـ “استكمال تفعيل القوة الإفريقية الجاهزة، وتناغم الجهود الثنائية والمتعددة الأطراف في مجال مكافحة الإرهاب، والآفات ذات الصلة”، مصنفا إياها في خانة “الإنجازات الكبيرة”، التي تدون في “السجل الحافل لمنظمتنا القارية، اعتبارا لمساهمتها يوما بعد يوم، في بلورة تصور الأمن الجماعي في إفريقيا”. وأشار في السياق إلى “الدور المحوري والمكانة الهامة، التي يحتلها مجلس الأمن في هذه المنظومة، كهيئة مكلفة بالوقاية من الأزمات وتسييرها، وتسويتها وكذا ترقية الاستقرار في عموم القارة”.
على الصعيد الاقتصادي، ذكر بمصادقة رؤساء الدول والحكومات، على أجندة 2063 التي ترمي إلى جعل إفريقيا قارة مزدهرة قائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة، لافتا إلى أن الدليل الواضح على النضوج الذي حققته في مجال الحكامة الاقتصادية الرشيدة، هو ما استقطبته منذ بداية الألفية من استثمارات أجنبية، بفضل عودة الاستقرار والفرص الهائلة التي تمنحها السوق الإفريقية والنسب العالية لفئة الشباب، فاتحا قوسا ليشير إلى أن “الأجيال الصاعدة مدعوة إلى الاضطلاع بمسؤوليات على نفس القدر من الأهمية، والمرتبطة بإنجاز الورشات السياسية والاقتصادية الكبرى، وتدعيمها لتشييد إفريقيا الغد، قارة موحدة ومزدهرة”.
وبالمناسبة، توقف عند الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنة المنصرمة، وذكر بنتائج آخر قمة للاتحاد الإفريقي، التي أكدت “طبيعة ودور منظمتنا كقاعدة صلبة للقيم الإفريقية وكإطار مناسب للاندماج السياسي والاقتصادي لإفريقيا”، بينها تجديد تشكيلة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
على الصعيد السياسي، ذكر بقرار الاتحاد بالإجماع، لدمج المغرب، بعدما قرر الأخير طلب عضوية رسمي وامتثل دون تحفظ للميثاق التأسيسي للاتحاد، مذكرا أن “هذا التطور الهام الذي حظي بدعم الجزائر، يمكن الاتحاد الافريقي من حث دولتين من أعضائه، المملكة المغربية والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، على الوفاء بالتزام تسوية نزاع الصحراء الغربية بالطرق السلمية”؛ قمة تم خلال التأكيد على الموقف الإفريقي التقليدي الداعم لتلبية الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني”.
وأشاد عميد السفراء الأفارقة، سفير الكاميرون بالجزائر كلود جوزيف مبافو، بدور الجزائر في تحقيق الاستقرار في القارة السمراء، مشيرا إلى أن الديمقراطية التي تعتبر ضمانة فعلية، كما توقف عند الإنجازات بينها منتدى الاستثمار والأعمال.