طباعة هذه الصفحة

المراقبة تخص قضايا الأمن العمومي والحياة الخاصة للأفراد

الفضاء الافتراضي الجزائري يتيح الكثير من هوامش الحرية

سعاد بوعبوش

أكد العقيد جمال بن رجم رئيس مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي والمعلوماتية ومكافحتها التابع لقيادة الدرك الوطني، أمس، أن مراقبة النظام المعلوماتي وما يعرف بالفضاء السبرياني لا يتعارض مع هامش الحرية لاسيما ما تعلق بحرية التعبير، مستدلا في ذلك بما يتم تداوله من أفكار وآراء حول العديد من القضايا وما يتبعها من تعليقات.
أوضح العقيد بن رجم خلال ندوة نقاش بمنتدى “الشعب” تحت عنوان” خطر الجريمة الإلكترونية على الأمن العمومي وآليات مكافحتها” أن حرية التعبير مكفولة في مختلف الوسائط الاجتماعية سواء تجسد ذلك في آراء أو أفكار وسواء كان ذلك بتعليقات مؤيدة أو مشتملة على انتقادات قد تصل إلى سقف عال، وفي المقابل فإن المركز لا يتدخل إلا في بعض القضايا التي تمس وتهم المجتمع وتضرب مصالحه وأمنه العمومي والتي تدخل في خانة الأفعال غير المشروعة بأساليب وطرق متقدمة تعتمد أساسا على تكنولوجيات الإعلام والاتصال لتكوّن جرائم معلوماتية ضمن فضاء افتراضي.
واعتبر بن رجم أن الفضاء الافتراضي الجزائري يتيح الكثير من هوامش الحرية ما يفسر تسجيل 29 مليون مستخدم أنترنت، و19 مليون حساب فيسبوك، و13 مليون جزائري يبحرون في الأنترنت يوميا، وهي أرقام تترجم لحالها كم الحرية المكفول وغير المقيّد، وهذا انطلاقا من الاعتقاد بأن هذه التكنولوجيات الحديثة للاتصال والإعلام أصبحت تشكل وسيلة هامة لتطوير المجتمعات لا سيما ما تعلق بتطوير طرق التسيير وكذا تحسين الخدمات على مستوى مختلف المؤسسات المالية والإدارية والتربوية، دون إهمال جانب آخر يتعلق بتوفير قاعدة معلومات واسعة في جميع مجالات الحياة فضلا عن خلقها لفضاء للتواصل والترفيه.
و بخصوص صلاحيات مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي والمعلوماتية في مواجهة قضايا الجريمة الإلكترونية لا سيما تلك التي تمس بالحياة الخاصة للمواطنين أو تلك التي تستهدف القصر من خلال تحريضهم على الفسق والدعارة، ونشر فيديوهات بهذا الخصوص للابتزاز أو التشهير بهم، أوضح بن رجم أن هذا النوع من القضايا يتم التحرك فيه مباشرة بالتحقيق خاصة إذا تم إيداع شكوى بخصوصها، و من ثم بمجرد اعتراف الجاني يتم الطلب منه مسح أي فيديو مخل بالحياء أو يمس بحياة الضحية المجني عليها.
وأشار رئيس مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي والمعلوماتية ومكافحتها، أن هذا النوع من الجرائم شائع وكثير الانتشار لاسيما وسط الشباب والقصر، داعيا إلى توخي الحذر والتحلي باليقظة وعدم الانسياق وراء دعوات الفضاء الافتراضي لاسيما الروابط المجهولة التي من شأنها أن تقودهم إلى ما لا تحمد عقباه خاصة وأن ميزة هذا الفضاء تتمثل في سرعة التنفيذ الذي يتم عن بعد وكذا سهولة الإخفاء بحيث يصعب في كثير من الأحيان تتبع آثارها.