تشير إحصائيات المنظمة العالمية للسياحة إلى أن قطاع السياحة لم يتوقف عن التطور والتنوع خلال السنوات الأخيرة، بحيث أضحى أحد القطاعات الاقتصادية المولدة للقيمة المضافة والشغل مع قيمة أعمال تتجاوز الصناعات الغذائية وصناعة السيارات، وتترجم نسبة النمو في هذا القطاع من خلال إجراءات التأطير ودعم الاستثمار السياحي الذي أقرته الدول على مستوى تهيئة الفضاءات السياحية، الهياكل القاعدية لمنشآت الإيواء والتسلية وهياكل تكوين الموارد البشرية.
في هذا الصدد، أكد سليم عياش المدير العام لمجمع توبة تور للسياحة والأسفار، أن 1.7 مليون سائح زاروا الجزائر و3.6 مليون سائح جزائري اختاروا الخارج، وذلك سنة 2015، مشيرا إلى أنه حسب المنظمة العالمية للسياحة فإن الجزائر الدولة الإفريقية الخامسة التي يزورها السياح الأجانب.
وحسب ضيف «الشعب» فإنه في ظل التحديات والرهانات الكبيرة الراهنة على الجزائر دعوة كل الأطراف المعنية للمشاركة في تطوير قطاع السياحة وجعله مستقطبا وتنافسيا وكذا دائما، بوضع نقاط تطوير القدرات الإقليمية والمحلية، بحكم أن الاستثمار السياحي استثمار ثقيل مع تنافس دول الجوار على استقطاب السياح.
وفي هذا السياق، ذكر عياش بالتحفيزات التي قدمتها الحكومة الجزائرية في مجال الاستثمار السياحي، لفائدة المتعاملين والمستثمرين الوطنيين والأجانب من خلال الامتيازات التي أقرها قانون الاستثمار في مجال الضرائب، وتسهيلات الحصول على العقار، وما على المستثمر الانتهاز فرصة الظروف المريحة التي هيأتها الدولة لإنجاز منشآت فندقية تتوافق مع المعايير الدولية.
وبلغة الأرقام، بلغ عدد الفنادق في الجزائر 1199 فندق بقدرة استيعاب 101214 سرير، منها 65 مؤسسة فندقية للقطاع العمومي بقدرة استيعاب 18163 سرير وهي خضعت لإعادة التأهيل والعصرنة، و1073 مؤسسة فندقية تابعة للقطاع الخاص بقدرة استيعاب 76416 سرير، و54 مؤسسة فندقية تابعة للجماعات المحلية بطاقة استيعاب 3134 سرير، وسبع مؤسسات فندقية تندرج في إطار الشراكة الأجنبية بقدرة 3051 سرير.
وفي رده عن سؤال جريدة»الشعب»، قال المدير العام لمجمع توبة تور للسياحة والأسفار حول سبب تفضيل بعض الوكالات السياحية خدمة الوجهة الخارجية رغم تشجيع الحكومة للسياحة الداخلية، أن الصالون الدولي للاستثمار الذي سيفتتح في 27 سبتمبر المقبل سيجيب عن هذه الإشكالية، موضحا أن معادلة العرض والطلب وراء عدم الاهتمام بالسياحة الداخلية، بحيث أنه حين يكون العرض أكثر من الطلب يمكن للجزائري أن يختار الفندق الذي يريحه ولن يكون هناك مجهود في الخدمات، كون صاحب الفندق يكون مطمئنا خلال الموسم السياحي من وجود الزبون ورضاه بنوعية الخدمات، وفي حالة قلة العرض فالوكالات السياحية ليس لها خيار آخر سوى تفضيل الوجهة الخارجية، على حد قوله.
وبالنسبة للدليل السياحي الذي نعاني عجزا فيه، قال ضيف«الشعب» إن الجزائر تتوفر على دليلين سياحيين فقط، وحسبه فإن هذه الإستراتيجية غائبة لدى الخواص وموجودة لدى القطاع العمومي، مشيرا إلى أن مجمع توبة تور للسياحة والأسفار معروفة بالسياحة الداخلية الخاصة بالمواقع الأثرية، والسياحية، ومتواجدة بحوالي 48 ولاية.
وقال أيضا إنه تم اقتراح دليل سياحي ضمن الاستثمار، والذي سيندرج في إطار تحسين صورة الجزائر، بحيث قام المجمع بتحديث كل المعلومات التي يمكن أن يستهلكها الديوان الوطني للسياحة.
وكشف عياش، أن الصالون الدولي للسياحة سيكون فرصة لعرض مواد بناء غير مكلفة بحكم أن معدل إنجاز فندق يتراوح من 5 إلى 7 سنوات وهي مدة طويلة وتتطلب خمسين سنة لإسترجاع تكاليف البناء، مؤكدا أن المستثمر يمكنه تقليص هذه المدة من خلال استعمال مواد أولية غير مكلفة وسريعة التشييد.
براهيتي: إنجاز دليل حول الاستثمار السياحي موجه للمتعاملين
من جهته، أوضح عمور براهيتي مستشار بمجمع توبة تور للسياحة والأسفار أن الدليل السياحي سيتم التكفل به من طرف وكالات السياحة، وهو عمل فردي، بحيث سيسلط الضوء على الفرص التجارية للسياحة الجزائرية، مثلا تثمين القدرات السياحية في الصحراء وإبراز المناطق السياحية المفضلة لهذه المنطقة، وهي من مسؤولية الوكالات السياحية التي تعرف تلك البيئة.
وشدد براهيتي على ضرورة النوعية، قائلا:» لابد من ضمان خدمات ذات نوعية تحترم المعايير الدولية، وعلى هذا الأساس اخترنا شعار الصالون «من أجل سياحة جذابة تنافسية ومستدامة»، كاشفا عن إنجاز دليل حول الاستثمار السياحي يوجه للمستثمرين، يتضمن الإجراءات التحفيزية الضريبية التي سطرتها الدولة حول كل ما يتعلق بالقوانين الجزائرية في هذا المجال.