طباعة هذه الصفحة

وهـران تسخـّر إمكانياتها لإنجاح تظاهرة «موانئ زرقاء»

المنتجات البحرية أقل من تعداد سكان الباهية بـ «مرتين»

وهران: براهمية مسعودة

جنّدت وهران كافة إمكانياتها المادية والبشرية لإنجاح الحملة الوطنية «موانئ و سدود زرقاء» التي ارتكزت في طبعتها الجديدة على محورين متكاملين هما إظهار الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الصيد البحري وتربية المائيات الذي يشكّل دعامة أساسية في عملية التنمية.
تزامنت هذه العملية مع الحملات الوطنية لصيد السمك الأزرق والتونة و حملة استزراع الأسماك في أحواض الفلاحين والسدود والحواجز المائية، مع العلم أن الإنتاج السمكي في وهران بلغ عام 2016 نحو 7175 طن، فيما تمثّل الأسماك البحرية السطحية والتي تعرف باسم ( السمك الأزرق) نسبة 80 بالمائة من الحصة الإجمالية.
هذا ما أكده لـ «الشعب» المدير الولائي للصيد البحري والموارد الصيدية محمد بن قرينة، الذي أشار إلى أنّ عدد المهنيين في وهران لوحدها  فاق 4420 عامل في البحر، يقابل كل عامل من 5 إلى 4 عمال على مستوى اليابسة، فيما أرجع العجز المسجل في الأسماك البحرية إلى الزيادة الكبيرة في معدل أعداد السكان و تواصل ارتفاع الطلب على هذه المادة و منتجاتها التي ترتبط وفرتها بالعوامل الهيدرو مناخية التي تسود الشمال الإفريقي.
إنتاج سنوي بمعدل 6 آلاف طن سنويا مقابل 2 مليون نسمة
لاحظ بن قرينة بحسب المقارنة التي أجراها بين المعطيات المسجلة سنويا «انخفاض» في  معدل استهلاك الأسماك في وهران، حيث قدّر استهلاك الفرد الواحد بأقل من 3 كلغ، فيما يتم تغطية جزء من العجز من خلال تربية المائيات، مبيّنا أنّ حجم الاحتياجات من هذه المادة (أكبر بمرتين) من معدل الإنتاج السنوي الذي لا يتعدى 6000 طن سنويا، مقابل حوالي 2 مليون نسمة.
مع العلم أنّ عدد السفن الناشطة بوهران إلى غاية الرباعي الأول من السنة الجارية 2017  بلغ  344 وحدة، منها 225 بميناء وهران و119 تابعة لميناء أرزيو، فيما تشارك سفينة «بني لومة» في حملة صيد سمك التونة التي ستنطلق رسميا أواخر ماي.
5 مشاريع بطاقة تفوق 6000 طن سنويًا
كما توقّع محدّثنا تحقيق حصة إضافية بأكثر من 2000 طن سنويا من الإنتاج في مجال تربية «القجوج» و»ذئب البحر» بالأقفاص العائمة التي تدخل في إطار المشاريع الخمسة «05» قيد الدراسة على مستوى مديرية أملاك الدولة، داعيا في هذا الصدد المتعاملين الاقتصاديين إلى الاستثمار بقوة في مختلف النشاطات المتصلة بالصيد البحري وتربية المائيات.
 استلمت الولاية ثلاثة «03» مشاريع تابعة لقطاع تربية المائيات، منها مزرعة «سارل أكوابرك»  لتربية ذئب البحر وسمك القجوج في الأقفاص العائمة بموقع رأس فلكون التابع  لبلدية عين الترك، والتي بلغ إنتاجها منذ استلامها في نهاية 2016 حوالي 30 طن، فيما تفوق قدرتها الإنتاجية 600 طن في السنة.
كما تمكنت مؤسسة « أكواسيران» لإنتاج بلح البحر بموقع وادي الماء ببلدية قديل، والتي دخلت حيز الاستغلال أواخر سنة 2014  من إنتاج 23 طن مع نهاية سنة 2016، مع العلم أن هذه المزرعة البحرية تنشط على مستوى امتيازين، أرضي و بحري، يتمثل في 1200 متر مربع على اليابسة و5 هكتارات في البحر بقدرة إنتاجية تفوق 222 طن.
 قدّر نفس المصدر إنتاج مؤسسة تربية « الصدفيات « بموقع منبع الغزلان بأرزيو بـ 23 طن من بلح البحر، فيما تسعى المؤسسة المختصة في تربية المحار المقعر وبلح البحر إلى مضاعفة الإنتاج من خلال استيراد كمية من دعاميص «المحار المقعر» ووضعها في الفروع المتبقية.
 عاد بن قرينة للحديث على التظاهرة البيئية الموسومة بـ «موانئ وسدود زرقاء» والتي تهدف من ناحية أخرى إلى  «ترقية وتفعيل الحركة الجمعوية في مجال حماية البيئة»، مشيرا إلى أن أكثر من تسع جمعيات شاركت في هذه العمليّة، منها جمعية أصدقاء البحر وجمعية الدلفين الذهبية والأفواج البحرية التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية وكذا فوج الغوص لجمعية «بربروس» مع إقامة عدة ورشات بيداغوجية لفائدة التلاميذ من تنظيم جمعية حماية البيئة البحرية «فينسيا» وغيرها من الأنشطة الرامية إلى الحفاظ على الوسط البحري.
مع العلم أنّ وهران تمكّنت خلال الطبعة الماضية، من جمع 13.5 طنا من النفايات العالقة في السطح المائي وعمقه واليابسة  بميناءي وهران وأرزيو، 11 طنا منها تم جمعها على مستوى ميناء وهران.
ماستر جديد في «تسيير الموانئ»
كما تم خلال هذه الحملة التي توسعت من البحر في اتجاه «البر» «الربط ما بين بعض الأحياء» في إشارة منه إلى حي 670 مسكن بالياسمين، الذي قام سكانه و ممثلي الجمعيات المهنية خلال نفس اليوم بعمليات تنظيف وحملة تشجير واسعة على مستوى هذه المنطقة من شرق الولاية و كذا منطقة الرأس الأبيض السياحية، وهذا بمشاركة جمعية الأمواج الذهبية الحرفية.
بحسب المعطيات المتحصّل عليها من قبل نفس المسؤول، فإنّ جامعة العلوم  والتكنولوجيا «محمد بوضياف» ستستغل فرصة هذه التظاهرة الوطنية للإعلان عن ماستر جديد بقسم الهندسة البحري، سيتم فتحه خلال الموسم الجامعي 2017- 2018 تحت عنوان « تسيير موانئ الصيد البحري» ، كما سيتم خلال نفس اليوم الإعلان عن أفواج بحرية جديدة تابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية «محافظة وهران».
 رخص الصيد الترفيهي... قيد الانتظار
 كشف بن قرينة عن إعداد ملفين للحصول على رخصة ممارسة نشاطات النقل البحري والنزهة البحرية، حيث تم رفعهما إلى وزارة الأشغال العمومية والنقل، عملا بالمرسوم التنفيذي الجديد رقم 16_203 المؤرخ في 20 شوال عام 1437 الموافق لـ 25 جويلية سنة 2016، قصد تنشيط حركة الصيد البحري السياحي.
« تسمح هذه العملية بنقل المسافرين على متن سفن مجهزة للقيام بالصيد البحري أو السفن المائية باعتبارها نشاطا تكميليا للنزهة من أجل اكتشاف مهنة البحّار الصياد أو مربي المائيات وكذا الوسط البحري، وفق شروط محدّدة مسبقا»، بحسب شروح نفس المتحدّث الذي عبّر عن أملهم الكبير بمنحهم الموافقة قبل حلول موسم الاصطياف، مشيرا إلى تخصيص باخرتين في هذا الإطار، واحدة بميناء وهران وأخرى بميناء أرزيو.