أثار الهجوم على قاعدة براك الشاطئ جنوب ليبيا، موجة استنكار واسعة داخل البلاد وخارجها، حيث نادت مختلف الأصوات بمحاسبة المتسببين في أعمال العنف الوحشي وتغليب الحكمة لمواصلة الجهود السلمية لحل الأزمة.
ندّد مجلس مشايخ وأعيان وادي الشاطئ الليبي بمقتل العشرات في الهجوم العسكري على قاعدة براك الجوية، مطالبا السلطات في البلاد برد سريع يشمل تطهير مناطق الجنوب من الميليشيات المسلحة.
فيما وصف بيان للمجلس الاعتداء الذي تعرضت له قاعدة براك بـ «الوحشي»، وقال إنه «جريمة نكراء ضد الإنسانية» طالب البيان المسؤولين في البلاد لاتخاذ جميع الإجراءات السريعة للرد القاسي والحاسم على مرتكبي الجريمة الشنعاء»، كما طالب بـ «تطهير الجنوب من الميليشيات المسلحة، وسرعة تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين».
دعا البيان أيضا إلى تدويل القضية بـ «تقديم الجناة.. إلى محكمة العدل في لاهاي». وشنت الخميس ما تعرف بـ «القوة الثالثة» التابعة لمدينة مصراتة والموالية لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني على هجومات قوات الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر في قاعدة براك الشاطئ وخلف الهجوم مقتل141 شخصا. أصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، مساء الجمعة، قرارا بإيقاف وزير الدفاع بالحكومة العقيد المهدي البرغثي عن العمل على خلفية الهجوم.
الجامعة العربية تُدين
أعربت جامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة للهجوم المسلح الذي تعرضت له قاعدة براك الجوية الواقعة جنوب ليبيا وأسفر عن مقتل وإصابة المئات من قوات الجيش الوطني الليبي. قال المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية محمود عفيفي في بيان، أمس، أن «هذا الهجوم البربري يمثل تصعيدا خطيرا يهدد بإشعال الأوضاع الأمنية في منطقة الجنوب الليبي برمتها وإدخال ليبيا في دوامة جديدة من الاشتباكات العسكرية الموسعة». طالبت الجامعة بالوقف الفوري لكل هذه العمليات العدائية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليها حتى يتسنى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفا أن هذه الواقعة أظهرت من جديد التهديد الخطير الذي تمثله المجموعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون على أمن وسيادة ووحدة أراضي الدولة الليبية.
الوفاق تنفي مسؤوليتها
كان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، أوقف وزير الدفاع العقيد المهدي البرغثي عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق في الهجوم. كما أعلن المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع بحكومة الوفاق عدم مسؤوليتهما عن الهجوم.
تونس تدعو للتهدئة
أدانت تونس بشدة التصعيد الخطير الذي شهدته القاعدة الجوية ببراك الشاطئ في الجنوب الليبي والذي أسفر عن عدد كبير من الضحايا وفق ما جاء في بيان صدر، أمس، عن وزارة الشؤون الخارجية.
جدّدت تونس الدعوة إلى « التهدئة لتجاوز هذه المحنة في هذا الظرف الأليم»، مذكرة في هذا الصدد بحرصها الدائم على «حقن دماء الليبيين وعلى عدم اللجوء إلى السلاح لفض الخلافات بينهم وعلى العودة إلى المسار السياسي في إطار حوار ليبي- ليبي يقود البلاد إلى الأمن والاستقرار.
كما دعت جميع الأطراف الليبية إلى «ضبط النفس لتفادي مزيد التصعيد»، مؤكدة أنه «أصبح ملحا أكثر من أي وقت مضى التسريع في حوار ليبي شامل للتوصل إلى تسوي