طباعة هذه الصفحة

المختص في علم الآثار إعشوشن واعمر

متحـف تيقزيـرث كنـز أثري

بجاية: بن النوي توهامي

 

نظم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، الذي يعد الوكالة الوطنية السابقة لعلم الآثار ووكالة تيقزيرت المطلة على البحر، الواقعة بالموقع الأثري للمدينة، أمس الأول، ملتقى تحت عنوان” الحركة البشرية بين وادي الصومام وسيباو في العصور القديمة “، من تنشيط الأستاذ إعشوشن واعمر المختص في علم الآثار وباحث بجامعة الجزائر العاصمة.
 تناول هذا الأخير فترة حكم سلالة نوبيل، الذي قاد ابنه فيرموس حربا ضد الرومان، كما تطرق إلى جوانب عديدة أخرى من بينها الطرق الرومانية والمبادلات التجارية، فحاول تحديد مدى امتداد أراضي هذه السلالة الأمازيغية الحاكمة، التي تعود إلى القرن الرابع عشر ميلادي، وذلك عن طريق التركيز على الحركات البشرية بين وادي الصومام وسيباو بمنطقة القبائل.
وما من شك أن هذه المرحلة تمثل، جزءا لا يتجزأ من تاريخ منطقة القبائل القديمة خلال الحقبة الرومانية، حسبما صرح به الأستاذ إعشوشن في شأن فيرموس القائد الشجاع قائلا “ لقد حاول فيرموس الذي كان قد دخل في حرب مفتوحة مع الجنرال الروماني تيودوس، استرجاع قواته بالتفاوض من أجل السلام مقابل حمولات من القمح، ولكنه باء بالخسارة بعد ذلك، وتم هدم قصره الذي كان متواجدا بالمكان المسمى “بيترا”، المدعو حاليا صدوق، بولاية بجاية”.
ومن ثم تابع قائلا: “ لم يتم اكتشاف البقايا الأثرية للقصر، إلاّ بعد الشروع في أشغال الطريق السيار شرق – غرب سنة 2014، وقد تم على إثر ذلك إطلاق أشغال الحفريات الأثرية التي أشرفت عليها فرقة من الباحثين على أساس الاستعجال، مع العلم أن متحدثنا كان من بين الباحثين الذين تم تعيينهم للقيام بالحفريات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى، قد سجل حضورا واسعا لجمهور كله شغف بالتاريخ، أسرت انتباهه هذه الملحمة التي يمكن وصفها بالمجهولة، والتي ظلت لغزا على مر العصور، حيث يعد المؤرخ الروماني أميانوس مارسيليانوس الذي عاش هذه الفترة، الوحيد الذي تناول هذه المرحلة في كتاباته، وبعد الانتهاء من المؤتمر، تناولت القاعة نقاشا حول نفس الموضوع عله يشفي غليل المتعطشين للتاريخ.