تعزيز أجهزة الشرطـة وزيـادة فعالياتها وجــاهزيتها
اختتم المدير العام للأمن الوطني رئيس آلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال الشرطة «أفريبول» اللواء هامل عبد الغني، أمس، أشغال الجمعية العامة الأولى للآلية، التي توجت بوضع «خارطة طريق» لتحقيق الأمن الإفريقي المشترك الذي تنشده الشعوب الإفريقية، يتطلب إيلاء الأهمية اللازمة لأجهزة الشرطة وزيادة فعالياتها وجاهزيتها لمواكبة التحولات الداخلية والخارجية ومختلف التهديدات الأمنية وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتعامل معها بكل احترافية من خلال تعزيز التنسيق فيما بينها.
حرص الاجتماع الذي دام ثلاثة أيام، على ضرورة تكثيف الجهود من أجل مجابهة مختلف التهديدات التي تواجه القارة السمراء من خلال تعزيز آلية «أفريبول» ومنحها كل الإمكانيات الضرورية لتفعيل عملها أكثر وتوسيع رقعة تبادل المعلومات بالتنسيق المحكم فيما بينها.
وقد كرس هذا الاجتماع لرسم خارطة طريق لهذه الآلية من خلال مناقشة الوثائق المعدة من قبل اللجنة واعتمادها بما يسمح بتمهيد الطريق لعمل أفريبول وتعزيز مكانتها وجعلها جاهزة للحد من مختلف الجرائم التي تهدد أمن وشعوب القارة السمراء.
في هذا السياق أوضح رئيس آلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال الشرطة، في كلمته الاختتامية، أن هذه الآلية ستشجع التعاون الشرطي الإقليمي وتعمل على تقريب وجهات النظر بين رؤساء الشرطة في مجال تقييم التهديدات وتحديد السياسات وتعزيز القدرات المؤسساتية الشرطية في ميدان التكوين والشرطة العلمية وإدارة أجهزة الشرطة التي تقوم على احترام حقوق الإنسان والعدل والمساواة وكذا تبادل الممارسات السليمة.
وأوضح هامل أن أشغال الاجتماع جرت في أجواء ميزتها الجدية تم خلالها عرض وتبادل الآراء والأفكار في طرح القضايا وسير المناقشات واقتراح الحلول المناسبة لها التي كان لها أثرها الكبير في الخروج بقرارات ستشكل خارطة طريق سيتم تنفيذها على أكمل وجه.
واستعرض ممثل الجزائر برنامج عمل السنوات الثلاث القادمة، التي تم تسجيلها خلال الاجتماع ضمن الأولويات في الوقت الراهن لمواجهة التحديات الأمنية والتهديدات الحالية والمستجدة لما فيه مصلحة وأمن بلداننا وشعوبنا.
وحرص اللواء هامل على التأكيد على جعل هذه المنظمة الأمنية، آلية عملياتية فعالة تقدم الدعم التقني لكافة أجهزة الشرطة الإفريقية وتضمن تبادل المعلومات، وبصفة مرنة، فيما بينها وجعلها أيضا مركز علم وإشعاع، خاصة فيما تعلق بالدراسات والأبحاث والتخطيط والتدريب والتكوين في جميع ميادين الشرطة واختصاصاتها.
واستطرد هامل يقول - «إنه وبالنظر إلى تعدد واختلاف التحديات من منطقة إلى أخرى ستعمل بعد تحديد مواطن القوة والثغرات المحتملة على وضع نظام ملائم لتطوير القدرات البشرية لأجهزة الشرطة الإفريقية وتنميتها بصفة ناجعة».
وتعهد اللواء هامل الذي انتخب لرئاسة الأفريبول بوضع أنظمة اتصال عصرية خاصة بهذه البنية الفتية، كالموقع الإلكتروني وقواعد البيانات لأداء مهامها على أحسن وجه لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والإجرام المنظم العابر للأوطان، تكون تحت تصرف جميع أجهزة الشرطة الإفريقية، خاصة ما تعلق منها بالاتجار بالأسلحة، الاتجار بالبشر وتجارة المخدرات.
شرقي: ضمان فاعلية أفريبول من بين أولوياتنا
بدوره جدد محافظ السلم والأمن للاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، في الكلمة الختامية له التزام الإتحاد بمساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في جهودها من أجل ضمان فاعلية أفريبول مع التشديد على نجاح هذه الأشغال التي رسمت خارطة طريق لهده الآلية التي ستعتمد بشكل رئيسي على الملكية والقيادة الوطنية والدعم الفعلي من كل الدول الأعضاء حتى تتمكن من أخذ زمام الأمور بالسرعة التي تفرضها تحديات الساعة.
كما أشاد شرقي بالدور المحوري الذي ستلعبه «أفريبول» بعد دخولها حيز التنفيذ في ظل التحولات العميقة والتحديات الأمنية الكبيرة التي تشهدها القارة الإفريقية، والتي تقتضى مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة الشرطة لمختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات لتوفير الأمن والسكينة للمواطن وأجواء الاستقرار الضرورية لتحقيق برامج التنمية في القارة السمراء.