التهديد بالعقاب له تداعيات خطيرة
دعت الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان،أمس، أولياء التلاميذ والأسرة التربوية إلى توفير مناخ ملائم لتلاميذ الأقسام النهائية، قبل أيام من انطلاق الامتحانات المصيرية،محذرة من العقاب النفسي عليهم،الأمر الذي اعتبرته عاملا من عوامل الرسوب المدرسي بسبب الخوف والذي يؤدي إلى الانتحار.
ذكرت الرابطة أن حقوق الطفل المتمدرس ضمن حقوق الإنسان التي وجب مراعاتها في هذا الظرف الصعب الذي يمر به التلاميذ والطلبة، حيث تسجل الأقسام النهائية هذا العام أزيد من مليوني تلميذ، يعيشون تحت الضغط ويواجهون امتحانات مصيرية يطبعها القلق وتوتر حالتهم النفسية قبل أسابيع قليلة من نهاية العام الدراسي.
وأكدت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان في بيان أصدرته، أمس، تلقت «الشعب» نسخة منه أن الخوف وتهديد التلاميذ بالعقاب يعود حسب دراسة قامت بها إلى رسوب التلاميذ وإخفاقهم في الامتحانات بسبب التوتر، خاصة لدى الأقسام النهائية ممن يواجهون امتحانات مصيرية للمقبلين على اجتياز شهادتي نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، التعليم المتوسط والبكالوريا.
وأشار بيان الرابطة أن ردة فعل أولياء التلاميذ التي غالبا ما تكون قاسية، إذ يتعرض الكثير منهم إلى العقاب البدني أو النفسي من طرفهم، يؤدي إلى وقوع نتائج لا تحمد عقباها تصل في بعض الأحيان إلى حد الانتحار وهو ما سجل العام الماضي، وفي هذا السياق دعت الرابطة إلى ضرورة مرافقة التلاميذ وتفادي أسلوب الوعيد والتخويف الذي لا يرفع من المستوى.
في هذا المجال فان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترى أن حقوق التلميذ تندرج في إطار حقوق الإنسان، وتتأسف لكونه الحلقة الأضعف في هذا الصراع المتجدد كل عام، لعلاج مختلف الاختلالات والظواهر التي تؤثر سلبا على العملية التربوية، والتحصيل العلمي وتلقي بظلالها على المجتمع.
وقالت في هذا الإطار يتحمل التلميذ وحده الآثار السلبية ويحل في موقع «الرهينة « التي تتضرر في كل الأحوال، الأمر الذي لا ينتج عنه سوى فشل التلاميذ في مواكبة تمدرسهم والتأخر في الدروس، سيجعل من عملية استدراكها عبئا ثقيلا عليهم يتطلب مجهودا إضافيا وضغطا نفسيا خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية.
وأوضحت رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان أنها خاضت في أسباب تفاقم ظاهرة الرسوب المدرسي وعجز المسؤولين التربويين عن إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة، خصوصا مع ارتفاع وتيرة القلق لدى التلاميذ والطلاب وانعكاساتها السلبية على المستويات التربوية والاجتماعية.
وحسب ما كشفه المختصون في الصحة العمومية فإن ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط تفاقمت، حيث تم تسجيل انتحار أزيد من 80 تلميذا خلال 08 سنوات الأخيرة، يعني تقريبا 10 حالات انتحار سنويا وسط التلاميذ ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبنائهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات أو التحصل على كشوف النقاط وهو ما يجعل التلاميذ يقدمون على الانتحار.