طباعة هذه الصفحة

رغم أن مهمتها الأساسية التشجيع على التصدير

المعارض و الصالونات لم تخرج عن طابع التسوق

قصر المعارض: حياة / ك

 مئات الآلاف من الدولارات تصرف من الخزينة العمومية لتنظيم المعارض بالخارج ويستفيد منها متعاملون وطنيون، دون أن تحقق منافع للاقتصاد الوطني، خاصة دخول عالم التصدير، هذه الإشكالية أثيرت، أمس، في لقاء خاص بالاستثمار احتضنته قاعة الجزائر بقصر المعارض «صافكس».
أكد الطيب زيتوني المدير العام للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير «صافكس»، في مداخلته بالمناسبة، على ضرورة مراجعة طريقة تنظيم التظاهرات والمعارض، لأن السياق الاقتصادي الجديد يحتم ذلك، مبرزا أهمية تفعيل الشراكة المربحة بين الشركات المحلية ونظيراتها الأجنبية، موضحا أن هذه الخطوة تنسجم مع التوجه الجديد للحكومة، في إطار سعيها لترقية النشاط المنتج وتنويع الاقتصاد الوطني.  
زيتوني: فتح مجال تنظيم المعارض والصالونات للخواص
اعتبر زيتوني، أن الطبعة 50 لمعرض الجزائر الدولي، تعد فرصة لتقييم ما حققه هذا الفضاء طيلة حقب من الزمن للاقتصاد الوطني، منتقدا طريقة تنظيم المعارض حاليا على مستوى صافكس التي يرى أنها ما تزال بعيدة عن الاحترافية، من منطلق أن الدور الحقيقي لمختلف التظاهرات هو تقريب وجهات النظر بين المتعاملين، لإمضاء عقود وإقامة استثمارات على أسس الشراكة.
في ذات السياق قال لا يمكن الاستمرار في ضخ أموال لمرافقة المتعاملين للمشاركة في معارض وصالونات في الخارج على غرار معرض ميامي الذي صرفت فيه ما لا يقل عن 200 ألف دولار، ليعود منه العارضون الوطنيون «صفر اليدين»،  حسب ما صرح به لجريدة «الشعب» على هامش اللقاء .
وذكر في نفس الإطار أن وزارة التجارة قد ألغت هذه السنة المشاركة في هذه التظاهرة المكلفة جدا للخزينة، وتعويض ذلك بالولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل وجهة يمكن للمتعاملين استغلالها للتعريف بالمنتوجات وإقامة علاقات شراكة، مشير إلى أن كل مؤسسات البلد المشاركة  في التظاهرة، تعرض منتوجات ومواد غير منتهية الصنع، «ما يعني أنها تبحث عن شراكة، وبالتالي يمكن للمتعاملين الوطنيين استغلال هذه الفرصة».
وانطلاقا من تقييمه لطبعات الصالون السابقة اقترح زيتوني بمناسبة مرور 50 سنة على التظاهرة، أن يفتح مجال تنظيمها للخواص، وتشجيع المؤسسات الجزائرية التي لها حصة في السوق من أجل ولوج مجال التصدير، وفي نفس الوقت العمل على تطهير هذا الفضاء من الطفيليين، الذين يستغلون الحدث من أجل بيع منتوجاتهم فقط، ويرى أنه من الضرورة بمكان «إخراج المعرض من الطابع الحالي، كمهرجان للتسوق إلى طابع اقتصادي احترافي».
وأشار في معرض حديثه إلى صالون السيارات الدولي منتقدا طريقة تسييره الحالية، حيث يرى أنه من غير المعقول قدوم زوار المعرض بمبالغ مالية لشراء السيارات مباشرة ونقدا خلال أيام الصالون، في حين أن هدفه الأول والأساسي خلق فضاء لتقارب الرؤى بين المشاركين، مؤكدا أن التوجه الجديد الذي ستعمل به إدارة الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير، يمنح الأولوية للمنتوج الوطني وفق السياسة الجديدة المتبناة من قبل الحكومة.
ناصر باي: الخروج من فكرة التسويق في الداخل إلى التصدير
في نفس الاتجاه ذهب رئيس الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين، علي ناصر باي حيث تحدث عن أهمية المعارض والصالونات للدفع بالمؤسسات للخروج من فكرة التسويق في الداخل إلى التصدير، ووافق تماما اقتراح فتح المجال للخواص للمشاركة في تنظيم هذه التظاهرات الاقتصادية، لأن «صافكس « لا يمكن أن تستمر في تحمل الأعباء لوحدها.
ولفت في معرض حديثه قائلا «أمامنا سوق إفريقية كبيرة يمكن أن تدخلها الجزائر وتتموقع فيها»، مشيرا إلى أن 71 مؤسسة وطنية شاركت في المعرض الدولي المنظم بموريتانيا مؤخرا، وأبرز أن هناك نية في توسيع قائمة المصدرين.   
وبالنسبة للمدير العام للمركز الوطني للسجل التجاري سليماني، فقد اعتبر معرض الجزائر الدولي، فضاء لمعرفة الجديد بالنسبة للعارضين الجزائريين، والاحتكاك بنظرائهم الأجانب.
وذكر بأن السجل التجاري يعد حلقة هامة في الاستثمار، ومن هذا المنطلق، تم وضع تسهيلات من أجل جلب العاملين في الإطار غير الرسمي إلى ممارسة النشاط التجاري ضمن الإطار القانوني، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الشباب يحملون أفكارا ويريدون خلق نشاطات جديدة، والمركز يعمل جاهدا على المساعدة قدر الإمكان في إنشاء المؤسسات والمقاولات.