احتضن منتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي، أمس، ندوة تاريخية، نشطها الأستاذ الجامعي والباحث في الحركة الوطنية والثورة التحريرية الدكتور محمد لحسن زغيدي، بحضور مجاهدين وممثلين عن المجتمع المدني، إطارات وطلبة من الأمن الوطني وإعلاميين.
في مستهل حديثه توجه الدكتور محمد لحسن زغيدي في الندوة المنظمة إحياء للذكرى 72 لمجازر 08 ماي 1945،بجزيل شكره إلى اللواء المدير العام للأمن الوطني، نظير جهوده القيمة ونظرته المتبصرة لتجسيد مبادئ ومعاني الثورة التحريرية في جيل اليوم، متطرقا في حديثه عن دلالات هذه المناسبة وخصوصية هذه الذكرى من تاريخ الثورة وكفاح الشعب الجزائري، مشيرا في الوقت نفسه إلى خلفيات مجازر 08 ماي 1945، التي تعود إلى النزعة الاستبدادية للمستعمر الفرنسي للقضاء على كل ما هو جزائري، مقترفا بذلك جرائم بشعة في حق الشعب الجزائري، إضافة إلى المجازر والمحارق الإبادية التي نفذتها أيادي جيش الاحتلال الغاشم.
وفي نفس السياق أضاف المتحدث أن الحركة الوطنية التي ظهرت في العشرينات من القرن العشرين، كانت موقنة بضرورة توحيد الرؤى من أجل هزم الاستعمار الفرنسي، وبذلك عزم هذا الأخير على ضرورة استئصال ذلك الجيل وإبادته وهو ما حصل فعلا خلال أحداث 08 ماي 1945، حيث ذهب ضحيتها 45 ألف شهيد جزائري.
وأضاف الدكتور أن تلك العوامل دفعت بجيل نوفمبر إلى عقد العزيمة واليقين بأن الحرية لا تأتي إلا بالكفاح من أجل استرداد السيادة الوطنية التي عكست عظمة الثورة و أبرزت التضحيات الجسام والضريبة الكبيرة المتمثلة في مليون ونصف مليون شهيد، دفعتها الجزائر من أجل حريتها وكرامتها.
كما دعا الدكتور محمد لحسن زغيدي الجزائريين إلى ضرورة صون الوطن الغالي والحفاظ عليه، مثمنا بالمناسبة جهود المديرية العامة للأمن الوطني وعلى رأسها اللواء عبد الغاني هامل المدير العام للأمن الوطني في الحفاظ على ذاكرة الأمة والعمل على ربط جيل اليوم بماضي الآباء والأجداد وبطولاتهم المدونة في سجل التاريخ بحروف من ذهب، ليقف بعدها وقفة ترحم على أرواح الشهداء وكذا شهداء الواجب الوطني من أفراد الشرطة.
اعتبر الدكتور أن دراسة التاريخ الوطني تعد من أسباب تعزيز الحصانة لدى الأجيال ودفعهم للمساهمة في الأمن الوطني، لأن الأمن ثقافة وطنية مبنية على مرجعية تاريخية، فدور رجل الأمن هو حماية الذاكرة بكل أبعادها الفكرية والمادية والحرص على التراث التاريخي للوطن الحبيب، خاصة في هذه المرحلة التي تعرفها المنطقة ويعرفها العالم.