يؤكد الروائي الجزائري جايلي العياشي، أن الحديث عن الروائي الكبير رشيد بوجدرة هو فرصة سانحة لتكريم قامة أدبية كبيرة بحجمه ويعتبره الأستاذ جايلي في تصريح لجريدة»الشعب» من أعمدة الأدب الجزائري الثائرين للإطاحة بجميع الأفكار البائدة، الأفكار الظلامية، التي كادت تعصف بالأدب الجزائري في فترة دخول رشيد بوجدرة عالم الكتابة، مشيرا إلى أن بوجدرة كان من الدعاة الأوائل المؤمنين بتأسيس منبر أدبي يدعو إلى ترسيخ لفكر جديد لا مكان فيه للخرافة.
يواصل الأستاذ جايلي الحديث عن بوجدرة بالمدافع عن الأدب الجزائري بكل جرأة و شجاعة و تحدى في سبيله جميع الأفكار الظلامية، محاولا في جميع الظروف و الأحوال تشكيل مدرسة أدبية جديدة أساسها الفكر الحر و قوامها المنطق الاستدلالي لاغير، وهو اتجاه صحيح يضيف الأستاذ جايلي.
وحرص بوجدرة خلال مسيرته الأدبية الحالفة على تخليص الذهنيات من بعض الرواسب و الشوائب التي كانت سببا في تقهقر المجتمعات، و يعتقد الروائي جايلي أن بوجدرة لم ينطلق من فراغ في سعيه هذا، بل كان على دراية كاملة بالحراك الفعلي و التفاعلي للتاريخ عبر العصور، سواء كان هذا الحراك في مساره التصاعدي أو في منعطفه التنازلي ، و بحكم أن بوجدرة تفطن للخلل، لذالك فهو يعتبر من أبرز باعثي الصحوة الأدبية في بلادنا بعد الاستقلال بلا منازع و من الذين ساهموا بواسطة الكلمة في ترقية أفكار المجتمع الجزائري بل تعداه، سعيا منه لتحرير الفرد من بعض الأوهام المتوغلة في عمق الذاتية الجماعية، محاولا إرساء قواعد فكر فلسفي هاديء في المجتمع.
تكريم بوجدرة تثمين لانجازاته الأدبية و العمل على تثبيتها
يرى المتحدث أن أحسن تكريم لبوجدرة هو تثمين انجازاته الأدبية و العمل على تثبيتها، و ترسيخ الفكر السليم لبوجدرة في أوساط المجتمع، و أن يقولوا كلمتهم في هذا الرجل بكل صدق و لتكن أحسن هدية يمكن تقديمها له تتمثل في الاهتمام بالدراسة و التحليل لأعماله الأدبية، و أن يبادروا إلى ترجمة أعماله الروائية إلى صورة و صوت،خاصة وانه ساهم إلى حد كبير في نقل صور حية عن بطولات الشعب الجزائري ضد المحتل الفرنسي مثمنا الإرادة الشعبية و الأعمال الفدائية، ونستدل برائعته الأدبية ـ ضربة جزاء ـ. يضاف لما يبق حسب الروائي جايلي رفع الستار عن بعض الجوانب الخفية لشخصية الروائي رشيد بوجدرة و التطرق لنشاطه الابداعي المتميز لهو مسؤولية الجميع، و الإحاطة بكل ما لهذه الشخصية من لمعان و بريق ، فأسلوبه في الكتابة راق ومبدع في الطرح و متفرد في معالجة مختلف القضايا، و بحكم قراءة أعمال بوجدرة الروائية يؤكد الأستاذ جايلي أنه لا يسمح لنفسه بنقد أعمال بوجدرة أو إصدار أحكام جزافية مجانية على أي جانب من جوانب شخصيته الأدبية.
ويعترف ضيف جريدة»الشعب» الروائي جايلي العياشي بمعرفته لشخصية رشيد بوجدرة من خلال أعماله الأدبية و بعض كتاباته على صفحات الجرائد اليومية ، حيث اكتشف شخصيته المتميزة بأسلوب سردي انسيابي و قوي لا يتعثر أمام فاصلة و لا يتماوت أمام نقطة وهي الميزة الوحيدة التي نفخت في نصوصه الأدبية روح الخلود.
و يدعو محدثنا مختلف الفاعلين في الساحة الثقافية من مسؤولين ونقاد ومهتمين بتكريم بوجدرة من خلال إخراج أعماله الأدبية إلى حيز الوجود و ذلك عن طريق كتبة سيناريو لأبرز رواياته لتعم الفائدة،و هو الحلم الذي يطمح إليه كل كاتب، مثمنا إلتفاتة جريدة «الشعب» الرائدة في تفعيل الحركة الثقافية إعلاميا، متمنيا في الأخير دوام الصحة والعافية للروائي رشيد بوجدرة.