تسعى الصحافة العمومية في الجزائر إلى إعطاء فعالية أكبر لعملها والتقرب من القارئ من خلال مادة إعلامية تستجيب لاهتماماته، وبالتالي التموقع بشكل أفضل في الفضاء الإعلامي الواسع والتنافسي وهذا من خلال إعطاء أهمية للإعلام الإلكتروني الذي بات يفرض نفسه بالنظر للتطور التكنولوجي الكبير.
فقد استفاد مجال الاتصال بشكل غير مسبوق من التطور التكنولوجي في السنوات الأخيرة، باعتبار أن أجهزة الاستقبال أصبحت فردية ومتاحة لشرائح كبيرة من مجتمعنا، سيرا بالتوازي مع ما يحدث في كل أنحاء العالم في هذا المجال. لذلك، برز تحدّ جديد بالنسبة للصحافة العمومية، كي تؤدي رسالتها على أكمل وجه بتوسيع مجالها الحيوي وتقوية الخدمة العمومية وإعطاء المعلومة بدقة كبيرة وفي وقتها، خاصة وأن توسع وتعدد المصادر قد يؤثر على عديد الأحداث، الأمر الذي يتطلب في أغلب الأحيان «تدخل» الاحترافية والمصداقية لتقديم إعلام متوازن يخدم المصلحة العامة للمجتمع الجزائري.
يمكن تقديم يومية «الشعب» كنموذج من حيث الاهتمام المتنامي في تدعيم هذا المسعى وتدعيم «الصحافة الإلكترونية»، بتقديم الإضافة الضرورية لمتابعة الأخبار بصفة تجعلها تساير الأحداث وتدعم مكانتها تمشيا والتطور الحاصل في ميدان الاتصال.
فريق مكوّن من صحافيين، يسهر على إعطاء الأخبار في وقت قياسي وكذا استغلال معظم إنتاج الصحافيين اليومي من مختلف الأقسام وفق مقاييس ومعايير الإعلام الإلكتروني، مع الحفاظ على الرسالة التي يحملها العنوان كركيزة حقيقية في الإعلام الوطني الذي يسير على مبادئ عنوانها «الاحترافية والمهنية»، بتقديم الخبر في أوانه والابتعاد عن الإشاعة والتجريح وكل الأمور التي تضر بمصداقية العمل الإعلامي.
أدخل هذا المسعى علاقة وطيدة بين الجريدة والقراء في مختلف أنحاء العالم، كون الشبكة العنكبوتية مفتوحة وعابرة للحدود، مما يعني أن مهام الجريدة تتضاعف في تحدّ اعلامي جديد يكون متفرعا في أهدافه، حسب الظروف التي فرضتها القفزة التكنولوجية العالية التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة والتي أحدثت تغييرا بارزا في مصادر المعلومة التي تتناقلها المواقع الإخبارية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي.
فـ «الشعب» التي سايرت كل المراحل التي مرت بها الجزائر بإعلام يخدم المصلحة العامة للمجتمع، تمركزت في الرواق الذي تسير فيه من خلال هذا «التدعيم الإلكتروني» الذي يعد مكملا للعمل المتواصل في» الورقي».
السرعة والدقة اللتان يفرضهما «الواقع الاتصالي» اليوم، يجعل التحكم في كل وسائل الاتصال أكثر من ضروري ومتابعة الأخبار وتقديمها في أوانها أضحى ضروريا للمساهمة الفعلية في رسالتها.
وعرف الموقع الإلكتروني تدعيما نوعيا، إلى جانب فتح صفحة «الفايسبوك» التي تعد نافذة مفتوحة للقراء الشباب بالدرجة الأولى، الذين بإمكانهم متابعة الأخبار والتواصل والتفاعل معها، بتحكم كبير في الصيغة التي يتم فيها تقديم المادة الإعلامية.
في انتظار العدد الورقي الذي يقدم تفاصيل أكثر وتحاليل عن مختلف الأحداث في طابعه الذي عرف عدة تحولات، من حيث تقنيات الإخراج والطباعة عبر مراحل.
فالتحدي التكنولوجي يسير بخطى ثابتة تجسدت في هذا «التوسع» لـ «المدرسة» التي عرفت الكيفية التي جعلتها تتموقع بشكل موفق في»المحيط» الإعلامي الجديد بفضل المادة الإعلامية النوعية والمكثفة بتغطيات يومية لمختلف الأحداث، وحوارات مع الشخصيات التي تصنع الحدث، إلى جانب الملفات الأسبوعية ومنتدى الشعب، كل ذلك يجتمع حول النقطة التي كانت دوما في مقدمة اهتماماتها منذ تأسيسها والمتمثلة في خدمة المجتمع بالدرجة الأولى.